لطالما أحببت هذه اللعبة كثيرا منذ صغري , انبهرت بها و أتقنتها لدرجة حصولي على البطولة الوطنية للجزائر في الشطرنج لفئة الصغار - الأقل من 14 سنة -
فما تعتمد عليه هذه اللعبة من خطط و استراتجيات أمر مذهل تماماً !
تلك الخطط مهمة جدا لدرجة أن لا ننساها بمجرد إنتهاء اللعبة و القضاء على ملك الخصم , بل لتطبيقها في الحياة العملية أيضاً , و هذه بعض النصائح التي تقدمها لنا هذه اللعبة العظيمة :
لا تخط أي خطوة في حياتك دون دراسة مسبقة للنتائج المترتبة عنها و تخطيط محكم لكيفية تنفيذها :
ففي الشطرنج أي خطوة كانت يجب أن تكون مدروسة بتأني و إحكام , أي حركة خرقاء ستؤدي للقضاء عليك لا محالة
قد يتطلب النجاح في المعركة التضحية ببعض الأمور , فكن دوماً مستعد للتضحية :
حتما أي لاعب في الشطرنج يدرك جيدا أن عليه التضحية ببعض القطع المهمة للحفاظ على ملكه أو للقضاء على الملك الخصم , في الحياة كذلك .. إذا اردت التحليق عاليا فضحي بكل ما يربطك بالأرض
لا تفقد الأمل في الفوز أبداً , حركة ذكية واحدة قد تقلب الموازين فعلاً ! :
في الحياة , الحركات الذكية هي حسن استغلال الفرص المتاحة , مهما بدت لك الظروف صعبة لا تفرط في فرصة ذهبية قد تغير حياتك للأبد , تذكر ما دمت على قيد الحياة فاللعبة لم تنتهي بعد ما زال بإمكانك الفوز !
توخ الحذر من الأفخاخ , لكن تعلم نصبها جيدا :
من قال أن الأفخاخ سيئة ؟؟ نعم.. الوقوع فيها هو السيء !
لعبة الشطرنج هي لعبة الأفخاخ , الرابح فيها هو من يجيد نصبها و استغلال نقاط ضعف خصمه , غالبا التحركات السهلة المتوقعة تكون فخا فلا أحد بالغباء الذي يجعله يخسر عمدا ! - فقط إذا كان خصمك غبياً فعلا -
الحياة أيضا تتطلب جهدا كبيرا في تجنب ما قد يوقعك في مأزق يجعلك تبدأ من الصفر !
( المقصود بالأفخاخ هنا ليس المعنى الدنيء , بل المعنى الذي يسمح لك باستغلال الفرص و التقدم على خصمك بمراحل )
لا تستهن , لا تستهن , لا تستهن :
قد تمر عليك لحظات في حياتك تستهين فيها بقدرات غيرك , أو بأفكارهم .. أو حتى بنفسك ! .. خطأ قاتل .. لا تستهن بشيء أبدا , فالحياة الحقيقية موجودة بالتفاصيل التي لا ينتبه إليها الجميع
تذكر , حتى أصغر البيادق و أضعفها قد يصبح أقوى قطعة تحمي بها ملكك على الرقعة
هذه مجموعة من النصائح التي استنتجتها شخصيا من هذه اللعبة , بالرغم من أنني لم ألعبها لأكثر من سنتين الآن بسبب إنشغالي , غير أنها مازالت تدهشني و تبهرني و أعتبرها أروع لعبة إخترعها الإنسان يوما ..
التعليقات