كثيرًا ما نسمع معلم يوبخ طالب ويصفه بالغبي لأنه لا يستوعب ما يشرحه، وغالبًا ما سنجد أن الجميع يلوم على هذا الطالب حتى أهله، ويضعونه دائمًا في خانة الغبي بطئ الفهم، وهذه قد تكون أقل الكلمات سوءًا التي يتعرض لها الطفل. ومن ناحية أخرى يرى الكثير من الأشخاص أن عدم فهم الطلبة يقع لومه على المعلم، لأن دور المعلم في الأساس هو توصيل المعلومة بأبسط طريقة وبما يناسب قدرات كل طالب على حدى، أي أن المعلم الذي لا يستطيع إيجاد طريقة مناسبة للطفل لكي يفهم ويستوعب على حد قولهم هو معلم "فاشل" لأنه أخفق في مهمته الأساسية، وبغض النظر عن أي من وجهتين النظر هي الأصح، ولكننا في كل الأحوال أمام مشكلة تحتاج للحل، فكيف برأيكم يمكن سد الفجوة بين ما يحتاجه الطالب وما يقدمه المعلم؟
طالب غبي أم معلم فاشل؟
بالطبع كل ما أشرت إليه هو صحيح تماما، لا يمكن بأي حال من الأحوال وصف أي طالب بشيء قد يؤذيه نفسيا بالأخص وأنه لا يوجد شخص غبي أو فاشل بل لكل منا ميزة ومهارات في جانب معين وبمعرفتها وتطويرها واستغلالها يمكن تحقيق النجاح، وبالمناسبة هذا يقع في صميم دور المعلم، ألا وهو مساعدة الطلاب على ما يتميزون به واكتشاف مواهبهم لكي يرشدوهم نحو كيفية تطويرها وكيف يمكن استغلالها، ولا شك أن تشتت أغلب هذا الجيل بشأن اختيار الكلية أو الوظيفة هو نابع بشكل كبير من التقصير في هذا الدور الذي حرم الطلاب من التميز بمعرفة نقاط قوة كل واحد فيهم والتركيز في المقابل على إخراج نسخة واحدة منهم هي الدليل على التفوق والنجاح وهي الشخصية التي تحقق أعلى درجات وتتحصل على مجموع يدخلها كلية معينة.
أصبت هذا جزء من مهام المدرسة و هي اكتشاف القدرات و المواهب للأطفال و توجيههم لطرق و مناهج تعليمية تناسبهم .. و أنا ضد فكرة منهاج واحد صالح للجميع لأن هذا فيه ظلم كبير .. و أيضا مراعاة الحالة النفسية للتلاميذ مهم جدا .. فالمعلم ليس معلما فحسب بل هو مربي كذلك و التلاميذ أصدقاؤه فليعتني بهم كما لو كانو أحب الناس إليه .. فالتعليم بالعقاب و الزجر أسلوب بربري وحشي لا يليق أبدا بملائكة صغار يكبرون و هم متشوهون نفسيا و مصدمون من الحياة .. فأرجو أن ينتبه المعلمون للإعتناء بالجانب النفسي و مراعاة الفوارق الشخصية بين التلاميذ ..
التعليقات