هل خدعنا الفلاسفة التجريبيون حقًا حين قالوأ أن الحواس هي بوابة المعرفة ومصدر الحقيقة ؟

قال جون لوك وديفيد هيوم وغيرهم من التجريبيين: "دون حواس، لا يمكنك أن تعرف "، فعقلك سيبقى صفحة بيضاء مالم تكتب عليها التجربة والحواس ...........ولكن اليوم، يقف الذكاء الصناعي ليتحدى هذه الفكرة، وبقوة جبارة، فهو كيان بلا حواس ولا مشاعر، ومع ذلك قادر على التفكير و منطقة الأمور، وتحليل البيانات، وحتى ابتكار نماذج معرفية جديد معقدة لم يسبق للبشر عملها.

أليس هذا دليلاً قاطعاً على إمكانية المعرفة دون حواس والتجربة ؟

لكن قبل الحكم على الفلاسفة غزيزي الحاسوبي ، دعوني أذكرك أن الذكاء الاصطناعي لا يعمل في فراغ، ولا يكتشف جديداًُ، بل يعيد ترتيب المعلومات، و البيانات التي يعتمد عليها مصدرها الإنسان أو الأجهزة التي تحاكي الحواس البشرية، بمعنى آخر، هو يستند إلى "حواس غير مباشرة"، مما يجعلنا أمام مغضلة جديدة خاصة بالقرن الواحد والعشرين وحده، وهي:

هل نستطيع أن نتمتلك بدائل عن الحواس البشرية تغنينا عنهم إلى الأبد؟

إذن، ربما لم يكذب الفلاسفة، لكننا في معضلة تحتاج حلا، فماهو حل هذا الأمر في رأيك ؟ هل انتهى زمن المعرفة الحسية والتجريقبة يا ترى ؟.