غالبا ما نشعر بالخوف حين يعصي الأطفال أوامرنا، وحين يفشلون في أمر ما، وحين لا يعرفون شيئا، أو حين تنتابهم نوبات الغضب، ونلجأ إلى ما نظنّه العلاج الأكثر تأثيرا؛ العقاب أو المنع أو الابتزاز أحيانا، وهي وسائل فعالة حقا لكن على المدى القصير فقط.

في مقابل الطرق التقليدية للتربية التي اعتمدت العقاب أحد البدائل الرئيسية لتعليم الطفل، وبالنظر إلى الآثار السلبية التي تُحدِثها، شاعت خلال السنوات الأخيرة طُرق يُعتقد أنها أكثر فاعلية في التربية والتقويم، تعتمدها اليوم عدة دول في مدارسها، تُعرف إجمالا باسم التربية الإيجابية، التي تقوم على التعاون والاحترام وإشراك الطفل في تحمُّل المسؤولية، فما المقصود بهذا المفهوم تحديدا؟

يعتقد بعض الباحثين أن الاستبداد والعقاب لا يوفران البيئة المناسبة التي تجعل الطفل راغبا في تغيير سلوكه، و يرون أن الأطفال في حاجة إلى نظام آخر من الشعور بالمسؤولية والحرية ليكونوا مواطنين مسؤولين يشاركون في مجتمعهم، وقد أشاروا إلى أننا نرغب بشدة في أن نكون جزءا من المجتمع، وهذا ما يدفعنا للسعي نحو تعلُّم المهارات التي تسمح لنا بالمشاركة فيه، وأن هذا يُعَدُّ دعما أساسيا للصحة العقلية على المدى الطويل.

إن نمو الإنسان وتعلُّمه طوال حياته يتطلَّب دوما الشجاعة على أن يدرك حقيقة أنه ليس كاملا، وأنه يحظى مع ذلك بالاحترام، لذلك يمكن التوجه نحو تفسير أغلب "السلوكيات السيئة" التي يقوم بها الطفل بأنها محاولة منه لحلّ مشكلة تواجهه، وبالتالي فإن فهم هذه المشكلة يوفِّر لنا رؤية لكيفية مساعدته في البحث عن حلول أكثر فاعلية. ونتيجة لذلك نعتقد أن دور الكبار هو إدراك المشاعر التي تنتاب الطفل في الممارسات التعليمية وبالتالي القدرة على فهم تأثيرها في تنمية الأطفال وسلوكهم، وحث على توفير تقنيات لكل المشاركين في تعليم الأطفال؛ من الآباء والمعلمين وموظفي الحضانة، لمساعدتهم في تعلُّم المهارات الاجتماعية والحياة بطريقة تضمن احترام الطفل

دعنا نتساءل ؟ هل تعرف طفلك؟ وهل سبق لك أن دخلت عالمه وتفهَّمت وجهة نظره؟ والسؤال التالي الذي تحتاج إلى معرفة إجابته هو: هل تؤمن به؟ هل تراه إنسانا رائعا لديه القدرة على التعلُّم والنمو ومواجهة تحديات الحياة؟