كانت تلك جملة عبقرية لـ"ديل كارنيجي" في كتاب "دع القلق وابدأ الحياة"، وحكى لنا كارنيجي مواقف حقيقية من حياة أشخاص تبرهن على هذه المقولة؛ فهاهو الجندي داخل غواصة حربية على عمق مئات الأمتار وتتعرض غواصته للقصف من غواصة معادية فيدرك حينها مدى تفاهة الأمور التي كانت تؤرق حياته قبل اليوم مثل: شكايته من مرتب وظيفته، سلوك زميله الذي يأكل الطعام بصوت مرتفع، الترقية التي تأخرت، السيارة التي لا يملك ثمنها، البيت الذي لا يستطيع شراءه.
يمضي "ديل كارنيجي" ويقول: مثل هذه الصغائر في الحياة الزوجية أيضاً، يسعها أن تسلب الأزواج والزوجات عقولهم، وإنك لتجد التوافه دائماً وراء كل شقاء يصيب الأزواج!
ويستشهد كارنيجي بمقولة "فرانك هوجان" النائب العام في نيويورك: "إن نصف القضايا التي تُعرض على محاكم الجنايات تقوم على أسباب تافهة، كجدال ينشب بين أفراد عائلة، أو إهانة عابرة، أو كلمة جارحة، أو إشارة نابية، أمثال هذه الأسباب التافهة هي التي تؤدي إلى جرائم القتل"
لذلك يشبه كارنيجي حياتنا بقصة لشجرة حقيقية عمرها أربعمائة عام في كولورادو، تحملت هذه الشجرة ضربات الصواعق 14 مرة طوال فترة حياتها الطويلة وظلت صامدة إلى أن هجم عليها جيوش من الحشرات الضئيلة، فمازالت بها تنخرها وتقرضها حتى سوتها بسطح الأرض.
إذا كانت التوافه لها منظور نسبي فما هو تافه بالنسبة لشخص قد يكون غير تافه بالنسبة لشخص آخر..فكيف نستطيع أن نتغلب على التوافه في تفاعلاتنا مع الغير؟
التعليقات