أرى هذا دائماً في مجتمعي، على الأقل في سوريا، آباء يحرمون أبنائهم حق الورثة القانونية، يحرم ابنه بناءً على مشكلة شخصية وأحياناً بسيطة أيضاً ومتعلّقة بالطاعة التي أحياناً يشذّ عنها الابن في قرار ما بحياته، يحرم الأب ابنه من الورث، الآن بعد وفاة الأب، أتسائل، حين البدء بمرحلة توزيع الورث، ما الموقف الأمثل الذي يجب أن يتخذوه الأخوة اتجاه هذا القرار؟ هل يجب احترام رغبة الأب؟ أم تجاهلها؟
حرمان الأب توريث ابنه، رغبة يجب أن تُحترم
منذ فترة غير بعيدة سمعت عن حصول نفس الأمر مع أحد معارفي والذي بالفعل حرمه والده من الإرث والذي هو أبسط حقوقه. وقد كان كل ذنبه أنه تزوّج من امرأة لم يكن أباه راضٍ عنها. ولكنني فكّرت مليّا، هل الأخلاق والقيم تجيز له هذا الفعل؟ ومتى كات الحرمان من الإرث حقّا من حقوق الوالد إذا لم يكن راض عنه؟ لقد صرت أتعجب جدا من هذا الأمر. ولو كان الأمر باليد لكان غير الاعتراض غيّر من الحال. إلّأ أنّ المشكلة هي أنّ ديننا لا يجيز الاعتراض على وصية الميت لذلك فلا يمكن الاعتراض عليها .
هذه مسألة صعبة، أنا لا أريد أن نحتكم فيها بناءً على المعرفة فقط، بل على العاطفة أيضاً، هل يمكن أن تحلّ المعرفة مكان العاطفة أيضاً! كمثال لتوضيح مقصدي: في حال نحن نعرف أن الأخ هو رجل طيّب وأن الأب أساء فهمه، هل يمكن لمعرفتنا في حال كانت قانونية مثلاً قابلة للإنفاذ، أن تجعلنا فعلاً موافقين على حرمانه من ورثته ونحن نعلم أصلاً بأنّهُ مظلوم؟ أيّهم يجب أن نغلّب في هذه المسائل العاطفة أم القانون؟
. وقد كان كل ذنبه أنه تزوّج من امرأة لم يكن أباه راضٍ عنها
موانع الإرث في الدين الإسلامي ثلاث وهي القتل والرق واختلاف الدين، أما بالنسبة للقتل فالقتل لا يرث النقتول وأما الرق فالعبودية تمنع الإرث وأما اختلاف الدين فهو واضح؛ ألا يرث مسلم كافر.
أما فيما عدا ذلك،فالأرجح تأن الزواح ليس ذنبا يحرم الإرث، كما أجد أن حكم الميراث بيد الله وحده لا شريك له وليست بيد الأب يحرم من يشاء ويهب لمن يشاء.
التعليقات