تاريخ الجزائر
تعتبر الجزائر مركز جميع الحضارات واستوطنتها العديد من الحضارات من عصور ما قبل التاريخ بعده من العصر الحجري و العصر البرونزي والعصر الحديدي وكانت مقرا للعديد من الحضارات القديمة ( الحضارة العاترية , الحضارة الإيبيروموريسية, الحضارة القبصية,الرومانية والنوميدية) و انتهت هذه الحضارات بالفتح والاسلامي ومع هذا الفتح بدأ عصر جديد للجزائر وقامت العديد من الدولة في منطقتها(الدولة الرستمية, الدولة الأغلبية, الدولة الحمادية, الدولة الزيانية, الدولة الزيرية) وكانت حدودها تتغير دائما بسقوط دولة التي قامت فيها او توسع مساحتها. وكان هذا العصر القديم من الفتح الاسلامي والعصر الحديث لمنطقة الجزائر في فترة الاسلام بدأ مع حكم الاخوة برباروس (الذين انقضوا الجزائر من الاحتلال الاسباني البرتغالي)وايالة الجزائر العثمانية وقد تنوع حكم الجزائر في تلك الفترة من عصر البايلربايات (1514-1587م) عصر الباشوات (1587-1659م), عصر الأغاوات (1659-1671م), عصر الدايات (1671-1830م)وكان في هذا سقوط الجزائر في يد الاحتلال الفرنسي في عهد حسين داي (والجزائر لم تكن تخضع لسلطة الدولة العثمانية فقط كانت تبعية اسمية فقط والدليل على ذالك هو الفرق بين وقت اعتراف الجزائر بقيام دولة امريكا واعتراف الدولة العثمانية فبينهما وقت كبير لذا كانت تبعية اسمية للخلافة فقط)وفي 1830سقطت الجزائر في يد فرنسا التي حكمتها اكثر من 130 سنة وفي فترة الاحتلال قسمتها فرنسا الى ثلاثة مناطق :
القسم الأوروبي: كان يسكنه المستعمرون الفرنسيون وعائلاتهم.
القسم العربي: كان يسكنه السكان الأصليون من العرب والأمازيغ.
القسم البربري: كان يسكنه السكان الأصليون من البربر.
وقد عانى الشعب الجزائري اثر الاحتلال ومن جرائم المستعمر في شعب من طمس للهوية واغتصاب للحقوق وقتل من اجل المتعة ,و الحكم الفرنسي في الجزائر كان مليئا بالعنصرية والاضطهاد، حيث حاولت فرنسا فرض ثقافتها ولغتها على السكان الأصليين. وعارض الشعب الجزائري الاحتلال وقابله بمقاومات متنوعة واختلفت بين (المقاومة الشعبية ,المقاومة المنظمة ,المقاومة الفكرية ,المقاومة الديبلوماسية) وكل هذه المقاومات ساهمة في تحرر الجزائر و ها هي بعض المقاومات :
مقاومة الأمير عبد القادر(1832-1847م): كانت مقاومة الأمير عبد القادر نموذجاً للمقاومة المنظمة، حيث استطاع الأمير عبد القادر تنظيم جيش قوي وحقق العديد من الانتصارات ضد القوات الفرنسية.
مقاومة الشيخ بوعمامة(1881-1908م): كانت مقاومة الشيخ بوعمامة نموذجاً للمقاومة الشعبية، حيث استطاع الشيخ بوعمامة حشد الجماهير الشعبية وتنظيمها للمقاومة ضد الاحتلال الفرنسي.
مقاومة الزعاطشة (من 16 يوليو 1849الى 26 نوفمبر 1849): كانت مقاومة الزعاطشة نموذجاً للمقاومة الشعبية، حيث قام أهالي واحة الزعاطشة بالمقاومة ضد الاحتلال الفرنسي، إلا أنهم تعرضوا لمذبحة بشعة.
مقاومة التحرير الجزائرية(1954-1962م): كانت ثورة التحرير الجزائرية نموذجاً للمقاومة الشعبية والمنظمة، حيث استطاعت جبهة التحرير الوطني تنظيم المقاومة الشعبية وتحقيق الاستقلال الجزائري وقيام دولتها الحديثة .
-وبعد ان نالت الجزائر استقلالها بالدم كما اخذ بالدم , اعلنة عن قيام دولة الجزائر مستقلة حرة في يوم 5 جويلية 1962، بعد ثورة التحرير الجزائرية التي استمرت ثماني سنوات ضد الاستعمار الفرنسي. وعادة دولة عربية اسلامية وذات مساحة كبيرة لغتها الرسمية اللغة العربية وعاصمتها الولاية الجزائر الساحلية ,وذات حكم جمهوري اي (رئيس الدولة هو الرئيس، الذي ينتخبه الشعب لمدة خمس سنوات. السلطة التنفيذية تقع في يد الحكومة، برئاسة رئيس الوزراء. السلطة التشريعية تقع في يد البرلمان، الذي يتكون من مجلسين: المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة)وقد شهدت السنوات الأولى للاستقلال صراعًا على السلطة بين جناحين داخل جبهة التحرير الوطني، جناح وطني يمثله أحمد بن بلة، وجناح شيوعي يمثله محمد خيضر تمكن الجناح الوطني من الفوز في هذا الصراع، وأصبح أحمد بن بلة أول رئيس للجزائر المستقلة وكان في تلك الفترة ضعف وتردي اقتصادي حيث كانت البلاد مدمرة بعد الحرب، وكانت نسبة الأمية عالية، وكانت الموارد الاقتصادية محدودة و بدأت الحكومة الجزائرية في العمل على إعادة إعمار البلاد، وركزت على تطوير قطاعي النفط والغاز، حيث أن الجزائر تمتلك احتياطيات كبيرة من هذه الموارد. وتخلف اجتماعي وانتشار الاوبئة والامراض لكن من الجانب الايجابي نجد شهدت السنوات الأولى للاستقلال تحولات كبيرة في المجتمع الجزائري، زيادة التعليم والصحةو تم إلغاء التمييز العنصري بين السكان الأصليين والفرنسيين، وتم منح المرأة الجزائرية حقوقًها الموجودة في الاسلام , كما شهدت هذه الفترة ايضا نموًا في الوعي الوطني الجزائري، حيث أصبح الشعب الجزائري أكثر فأكثر فخورًا بهويته الوطنية. وكان ذالك تحديا كبير بالنسبة لدولة مستقلة حديثا ومع ذالك قامت دولة الجزائر الحديثة متقدمة بالنسبة لدول التي كانت مستعمرات. وتعاقب على الجزائر العديد من الروؤساء :
أحمد بن بلة (1962-1965): كان أول رئيس للجزائر المستقلة، وحكم البلاد في فترة صعبة، حيث واجه العديد من التحديات، منها الصراع على السلطة بين جناحين داخل جبهة التحرير الوطني، وحرب الرمال مع المغرب.
هوار بومدين (1965-1978): تولى السلطة بعد انقلاب عسكري، وحكم البلاد في فترة استقرار نسبي، حيث ركز على تطوير الاقتصاد الجزائري وبناء المؤسسات الوطنية.
شاذلي بن جديد (1978-1992): حكم البلاد في فترة شهدت العديد من التغيرات السياسية والاجتماعية، منها التحول إلى نظام الحزب الواحد وظهور الحركة الإسلامية.
محمد بوضياف (1992-1993): تولى السلطة بعد اغتيال الشاذلي بن جديد، وحكم البلاد في فترة قصيرة، حيث سعى إلى تحقيق المصالحة الوطنية بين الحكومة والحركة الإسلامية.
علي كافي (1993-1999): تولى السلطة بعد اغتيال محمد بوضياف، وحكم البلاد في فترة شهدت حرب أهلية بين الحكومة والحركة الإسلامية. بدأت العشرية السوداء في عام 1992، بعد أن رفض الجيش الجزائري نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها المرشح الإسلامي على بن جلول. وأدى هذا إلى اندلاع حرب أهلية بين الحكومة والحركة الإسلامية، والتي استمرت لمدة 10 سنوات وراح ضحيتها ما يقرب من 200 ألف شخص خلال فترة حكمه، سعى علي كافي إلى تحقيق المصالحة الوطنية بين الحكومة والحركة الإسلامية، إلا أنه فشل في ذلك. كما تعرض لانتقادات بسبب عدم قدرته على السيطرة على الاضطرابات السياسية والأمنية في البلاد ,استقال علي كافي من منصبه في عام 1999، وخلفه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
عبد العزيز بوتفليقة (1999-2019): تولى السلطة بعد انتهاء حرب أهلية، وحكم البلاد في فترة شهدت العديد من الإنجازات الاقتصادية والاجتماعية، إلا أنه تعرض لانتقادات بسبب فساده وحكمه الفردي وكبر سنه وبسبب حالته الصحية (كان بوتفليقة قد تعرض لجلطة دماغية في عام 2013، مما أدى إلى إعاقته الجسدية والعقلية) و قامت ضده مظاهرات في فبراير(فيفري) 2019, بعد إعلانه عن نيته بالترشح لولاية خامسة في الانتخابات الرئاسية المقررة في أبريل من نفس العام,و في نهاية المطاف، أدت المظاهرات إلى استقالة بوتفليقة في أبريل 2019، قبل أيام من الانتخابات الرئاسية .وقادة هذه المرحلة الانتقالية رئيس الاركان الجزائري عبد القادر بن صالح, الملقب (بالقايد صالح):
فيفري 2019: تبدأ المظاهرات ضد العهدة الخامسة.
افريل 2019: استقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
أفريل 2019: يتولى عبد القادر بن صالح رئاسة الجمهورية المؤقتة.
ديسمبر 2019: إجراء الانتخابات الرئاسية.
ديسمبر 2019: فوز عبد المجيد تبون برئاسة الجمهورية.
يوليو 2020: انتهاء فترة رئاسة بن صالح المؤقتة.
عبد المجيد تبون (2019-الى اليوم الذي كتب فيه هذا المقال ): تولى السلطة بعد استقالة عبد العزيز بوتفليقة، وحكم البلاد في فترة شهدت العديد من التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وحدث في عهده :
الانتخابات البرلمانية 2021: أجرت الجزائر انتخابات برلمانية في يونيو 2021، وفاز حزب جبهة التحرير الوطني بأغلبية المقاعد
تعديلات دستورية 2020: أقر البرلمان الجزائري تعديلات دستورية في مارس 2020، تضمنت تقليص فترة الرئاسة من خمس سنوات إلى أربع سنوات، ومنع الرئيس من الترشح لأكثر من ولايتين.
مكافحة الفساد: اتخذت الحكومة الجزائرية خطوات لمكافحة الفساد، بما في ذلك إنشاء هيئة وطنية لمحاربة الفساد، وإصدار قانون جديد يجرم الفساد.
التنمية الاقتصادية: ركزت الحكومة الجزائرية على تنمية الاقتصاد، بما في ذلك الاستثمار في قطاعات مثل الصناعة والسياحة.
العلاقات الخارجية: عززت الحكومة الجزائرية علاقاتها مع الدول العربية والأفريقية، ولعبت دورًا نشطًا في حل النزاعات الإقليمية.
الوباء الذي اجتاح العالم (كوفيد19)وتراجع الاقتصاد العالمي
*ولابد ان تكون هناك بعض التحديات :
البطالة: تعاني الجزائر من معدل بطالة مرتفع، حيث يبلغ حوالي 12٪.
الفقر: تعاني الجزائر أيضًا من معدل فقر مرتفع، حيث يبلغ حوالي 20٪
الفساد: لا يزال الفساد يمثل تحديًا كبيرًا للحكومة الجزائرية.
-تواجه الجزائر عددًا من التحديات، بما في ذلك البطالة والفقر والفساد. ومع ذلك، تتمتع الجزائر أيضًا بإمكانات كبيرة، بما في ذلك مواردها الطبيعية وموقعها الجغرافي. تسعى الحكومة الجزائرية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية في البلاد.
من اعداد:
عبدالرحمن رحيم
.