هل العمل و تحقيق الذات يمكن للإمتنان أن يعوض عليهما؟ البطال في الدول العربية يعتقد أن البطالة نهاية العالم، الطريقة الوحيدة لكي يظهر له أنها ليست كذلك هي بحصوله على عمل و تكوين شبكة إجتماعية تسهل عليه إيجاد فرصه. لا يحتاج الإمتنان.
0
لا يجب أن يكون هناك تعارض، لأنهما مرتبطان إيجابا. هل لديك حاسب شخصي جيد أو جهاز بلايستايشن؟ هناك طفل لا يمتلك حتى هاتفا يعتقد أنك بإمتلاكهما يجب أن تصير في حالة نشوة دائمة. صحيح، لعب ألعاب الفيديو هي هواية جيدة تحسن مزاجك، لكن الإمتنان في هذه الحالة يعني أن تضخم طوعيا حجم المكآفأة التي تحصل عليها من لعبها لكي تضمن سعادتك مهما حدث.
ماذا لو كانت حياته مثالية لكنه يتعرض للتنمر. هل يعتبر الأمان من التنمر حاجة نفسية ضرورية للسعادة؟ تلك الدراسات قام بها مجموعة قليلة ممن يسمون أنفسهم بعلماء النفس الإيجابي، ثم أصبحوا هم يتحدثون عن الإيجابية السامة لاحقا بعد فشلها في المخابر. السعادة لا ننكر دورها الإيجابي على الصحة، لكن ننكر أنها تأتي من الفراغ، و علم الأعصاب نسف تلك الإدعاءات التي تكون علاقات سببية من علاقات ترابطية، و أظهر أن المكتئبين الذين يطلب منهم التفاؤل تزداد نشاط المناطق المسؤولة على
حسب الحالة، يمكن تعلم كبح بعض السلوكات النرجسية، أحيانا تتطلب علاجا دوائيا، مثل حالة الهوس Mania أو فرط الإنبساط (يكون المريض سعيدا جدا و متفائلا بشكل غير واقعي، و ذلك يجعله يخاطر، يقوم بإستثمارات فاشلة و يخسر أمواله في القمار، تقديره الذاتي يكون مفرطا فيعتقد أنه أهم من الجميع و أنه قادر على فعل كل شيء، لذلك يعالج، و ليس لأن أطباء النفس يحسدونه على سعادته)
لكن ربما قام بمعالجة إدراكية لمواضيع لم يكن يقوم بذلك لها. وهذا معروف بالفعل، كلما فكرت في موضوع ما لا دليل أنك ستنتهي إلى نتيجة ترغب بها أو تجعل مزاجك إيجابيا. كما أن تعبير المكتئب عن ألمه يريحه، و حرفيا أثناء توجهه لعيادة المختص سيشعر بالراحة لأنه يقوم بشيء قد يعالج مشكلته، لذا العلاجات التي تريح العميل مؤقتا قد لا تفعل ذلك خارج العيادة أو قد لا يستمر تأثيرها.
لا أتفق مع ما قلته. شخص مكتئب لا يتذكر إلا الأحدث السيئة، يعطي له عقار يرفع مستويات الدوبامين فلن يستطيع إلا تذكر الأحداث الجيدة. هل تستنتجون أي شيء من هذه التجارب؟ أم العلماء يقومون بها ليدعموا هراء العلوم الزائفة؟ أي أن كل مزاج يذكرك بمثله، تشاهد شخصا يقوم بشيء محرج في التيك توك، تشعر بالإحراج فتتذكر أشياء محرجة مررت بها. هل هذا صعب الفهم؟
الإجابة العلمية هي أن بعض الحاجات النفسية تختلف أولويتها حسب سمات الشخصية، فالوديع مثلا يحتاج إلى علاقة عاطفية، و غير الوديع يحتاج إلى المنافسة. و يقض الظمير يحتاج إلى العمل (حتى ولو كان لا يحتاج المال). و العصابي يحتاج الأمان. و المنبسط الإجتماعي يحتاج الأصدقاء، بينما الإنطوائي يحتاج الخصوصية. المنفتح يحتاج إلى الإستكشاف، القيام بالتجارب الجديدة، و إنجاز عمل إبداعي. (هذه السمات الخمسة توجد لدى الجميع لكن بدرجات مختلفة)
لتظر أمام الناس وكأنني ادعوك للهندوسية! لو كنت أنا أشهد الشهادتين و أصلي و أصوم و أذهب للحج و أدفع الزكاة فماذا يجعلني هذا؟ مسيحيا؟ ملحدا؟ كذلك من يؤمن بكل خرافات البوذيين و الهندوسيين مثل طاقة الشكرات و الكارما و تناسخ الأرواح و يقوم بممارسة اليوغا و الفنغ شوي و لا يأكل اللحم فما يجعله هذا؟ سلفيا؟ هل أتى الرسول بهذه الأشياء؟ أين ذكرت؟ في القرآن أم السنة؟
عادة حمير العلوم الزائفة عاجزين عن فهم العلم، أنا شخصيا لا أتفق مع تسميته إيجابي، لأنه إذا كان مفرطا فتكون نتيجته سلبية مثل التفاؤل غير الواقعي و المخاطرة و الإندفاعية و النرجسية. هل لو خسرت كل أموالي في لعب القمار سيكون هذا إيجابيا؟ كما أن بعض المزاج السلبي مؤلم لكنه مفيد أيضا. ثانيا إذا لم ينهض شخص ما مؤخرته من على الأريكة و يذهب لفعل شيء لن يكافئه الدماغ بالإنفعالات الإيجابية. ليست فلسفة كما يعتقد حمير البرمجة اللغوية العصبية، بل