التوائم الرقمية أصبحت أحدث أدوات التسويق مؤخرا، والآن شركة H&M تقرر الاستغناء عن العارضين البشريين في إعلاناتها لصالح نماذج افتراضية يمكنها ارتداء أي قطعة ملابس وعرضها بزاوية مثالية دون الحاجة لجلسات تصوير مكلفة أو إعادة ضبط الإضاءة وزوايا الكاميرا. خطوة تبدو ذكية من الناحية الاقتصادية، لكنها تفتح الباب أمام تساؤلات أكبر أهمها ما إذا كان سيقتصر هذا التحول على عالم الأزياء، أم أنه مجرد بداية لثورة أوسع.

الموضوع لا يتعلق فقط بمجال عرض الأزياء، فالتطورات في الذكاء الاصطناعي بدأت بالفعل في التأثير على صناعات أخرى مثل السينما، حيث أصبح بإمكان المخرجين الاعتماد على ممثلين رقميين بالكامل، لا يشيخون ولا يطالبون بأجور مرتفعة أو عقود معقدة. الفكرة لم تعد خيالًا علميًا، بل واقعًا بدأ يتسلل تدريجيًا إلى مختلف المجالات، ومع كل خطوة جديدة تتقلص المساحة المتبقية للعنصر البشري.

شخصيا لا أرى كيفية نجاح هذه الاستراتيجية على المدى البعيد. ففي عالم الأزياء، جزء من جاذبية العارضين الحقيقيين هو الارتباط الإنساني الذي يخلقونه مع الجمهور، فهل ستنجح الشخصيات الرقمية في تحقيق التأثير ذاته؟ وإن كان الأمر ممكنًا في الإعلانات، فماذا عن السينما والموسيقى والمجالات التي تعتمد على الإحساس البشري؟ كل هذه المجالات تعتمد على الارتباط الانساني حتى غذا كانت جودة المحتوى الرقمي أفضل من المحتوى البشري، إلا أن هذا الارتباط هو أمر لا يفسر بالأرقام والحسابات.

من وجهة نظرك إلى أي مدى يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحل محل البشر في التسويق ومجالات الفن الأخرى وما هو الحد الفاصل؟