الذكاء الاصطناعي في التعليم يبدو وكأنه فرصة ذهبية، لكنه في الواقع يخلق فجوة معرفية جديدة. الطلاب الذين لديهم إمكانية الوصول إلى أدوات مثل ChatGPT يتمكنون من فهم المواد أسرع، والحصول على شروحات مخصصة، وحتى كتابة أبحاث أكثر تطورًا. في المقابل، من لا يملكون هذه الأدوات يواجهون تحديات مضاعفة، ويُتركون في الخلف في سباق تعليمي غير متكافئ. ففي الوقت الذي يمكن فيه للطلاب الذين يمتلكون أجهزة حديثة واتصالًا مستقرًا بالإنترنت، يظل العديد من الطلاب في مناطق أقل حظًا بعيدين عن هذه الفرصة. والنتيجة فجوة متزايدة بين من يستطيعون استغلال الذكاء الاصطناعي لتسريع تعلمهم ومن يفتقرون إليه ويعتمدون على الأساليب التقليدية فقط.
الأمر لا يتوقف على توفر الأدوات فقط، بل على المهارات التي تُبنى حولها. الطلاب الذين يتعاملون مع الذكاء الاصطناعي يكتسبون مهارات تحليلية، وقدرة على التفكير النقدي، بينما الآخرون يظلون محصورين في أساليب تعليم تقليدية لا تُعدّهم لسوق العمل المستقبلي، حيث ستصبح هذه التقنيات معيارًا أساسيًا.
المفارقة هنا أن الذكاء الاصطناعي وُجد لتسهيل التعلم، وقد قام بدور محوري في القيام بتلك المهمة صراحة، لكنه على الجانب الآخر قد يُعمّق التفاوت إذا لم يُستخدم بطريقة عادلة.
هل يجب أن تضمن المؤسسات التعليمية وصولًا مجانيًا لأدوات الذكاء الاصطناعي للجميع؟ أم أننا نسير نحو عالم يُحدَّد فيه مستقبل الطالب بناءً على إمكانية وصوله إلى التكنولوجيا؟
التعليقات