تزامن شهر الطاعة والغفران في هذا العام مع المذاكرة الأمتحان
نزار الخزرجي
الصوم عِبادةٌ من أجلِّ العِبادات، وقربةٌ من أشرف القُربات، وطاعةٌ مباركة لها آثارُها العظيمة الكثيرة، العاجلة والآجلة، من تزكية النفوس، وإصلاح القلوب، وحفظ الجوارح والحواس من الفِتَن والشُّرور، وتهذيب الأخلاق، وفيها من الإعانة على تحصيل الأجور العظيمة، وتكفير السيِّئات المُهلِكة، والفوز بأعالي الدرجات، ولقد خصَّ الله عز وجل عبادة الصيام من بين العبادات بفضائل وخصائص عديدة،لما تلك العبادة من أهمية في تهذيب النفس وحثها على ترك الموبقات والفواحش.
فالصوم من أهم العبادات التربوية الأخلاقية التي ينعم بها العبد , والتي يؤجر عليها ويٌبَشر بها في كثير من ألأحاديث, فعن أبا جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام يقول: (إن لله تعالى ملائكة موكلين بالصائمين يستغفرون لهم في كل يوم من شهر رمضان إلى آخره ، وينادون الصائمين كل ليلة عند إفطارهم: أبشروا عباد الله فقد جعتم قليلا وستشبعون كثيرا بوركتم وبورك فيكم ، حتى إذا كان آخر ليلة من شهر رمضان نادى : أبشروا عباد الله غفر لكم ذنوبكم وقبل توبتكم فانظروا كيف تكونون فيما تستأنفون.)
ولكن توجد هناك أمور أستثنائية يتعذر فيها الصيام كما في "المريض والشيخ الكبير والحائض والنفساء وو..." فهنا أجاز ديننا السمح في الأفطار.
ومع تزامن شهر الطاعة والغفران في هذا العام مع الأمتحانات أو المذاكرة للأمتحان لبعض الطلبة, ولما تؤدي تلك العبادة الى تدهور الحالة الصحية لبعض الطلبة فيما ينتج ذلك الى عدم فهم المادة الأمتحانية, فقد رُفِعَ أستفتاء الى أحد علمائنا الصالحين وهو المرجع الديني السيد الصرخي الحسني في الصيام من عدمهِ في مثل هذهِ الحالة فأجاب سماحتهُ قائلاً:
سماحة المرجع الأعلى السيد الصرخي الحسني- دام ظله-
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
إنّي طالبة سادس وعندي مراجعة لامتحان ولم يبقَ وقت، بعد شهر رمضان امتحاناتي وعندما أصوم لا أستطيع القراءة في نهار الصوم من وجع رأسي وفي الليل لا أستطيع أيضًا لأن رأسي يؤلمني، فهل أفطر وأقضيه في وقت آخر، وهل توجد كفارة أولا؟ يرجى الإجابة.
بِسْمِهِ تَعَالَى:
إذا كان الصوم يؤثر على نتيجة الامتحانات جاز الإفطار مع القضاء لاحقًا.
وختامًا على كل طالب أن يكون حسيب على نفسه في ذلك، وهو أمين على دينه وضميره في معرفة مدى انطباق الرخصة عليه، وتقدير الضرورة التي تسوغ له الإفطار في فترة الامتحانات في رمضان من عدمه.