لقد سمعنا جميعًا مقولة : إن "التغيير جيد دائمًا"، ولكن يبدو أن هذه المقولة خاطئة أو ظالمة أو على الأقل ليست دقيقة. صحيح أن التغيير أمر ثابت في كل مؤسسة تقريبا، ولكن الغريب أن الموظفين يكونون هم الخصم الأول للتغيير.
لقد شدت انتباهي مؤخرا إحصائية تفيد بأن معدلات النجاح في شركات Fortune 1000 أقل بكثير من 50٪ ؛ يقول البعض إنها تصل إلى 20٪. والسبب هو السيناريو المألوف للغاية، حيث يتحدث قادة الشركة عن إدارة الجودة الشاملة أو تقليص الحجم أو قيمة العميل. ويتابع المديرون والمصممون خطط تحسين العمليات في خدمة العملاء والتصنيع وإدارة سلسلة التوريد لتلائم العمليات الجديدة. ثم تبحث الإدارة عن الحماس والقبول والالتزام، فلا تجد شيئا منها، حيث يتعطل الاتصال ، وتخطئ خطط التنفيذ بصماتها ، وتظهر النتائج دون المستوى المطلوب.
وهنا يجب علينا أن نتسائل عن السبب، ربما إذا عرف السبب بطل العجب !!
مع الأسف أن معظم الموظفين لا يستجيبون للتغيير بالسعادة والفرح المتوقعين ؛ وذلك لأن الإنسان بطبيعته يفضل الاستقرار والراحة على التغيير سواءً في الحياة الشخصية والمهنية.
وعلى الرغم من أنه من الأسهل بكثير أن نعيش داخل راحة الحياة اليومية العادية ، إلا أن التغيير يحدث وسيظل دائمًا أمرًا يجب التعامل معه، لأنه أصبح معيارا في عالم الأعمال خلال السنوات القليلة الماضية ، وأصبحت الشركات التي يمكنها إدارة التغيير بسهولة هي التي سيكون لها اليد العليا على منافسيها.
وقد قدم المتخصصون عددا من الأسباب وقالوا إنها الأهم عندما يتعلق الأمر بمقاومة التغيير، ومن أبرزها:
- فقدان الوظيفة: وذلك لأن التغيير يعني مزيد من الكفاءة أو مزيد من تكنولوجيا، أو أوقات دوام مختلفة ، ومع كل هذه الاحتياجات تأتي الفرصة للشركة لتقليص حجمها أو خلق وظائف جديدة ، وهنا ينشأ الخوف من فقدان الوظيفة.
- ضعف التواصل والمشاركة: إن التواصل يحل جميع المشاكل لكن عدم وجوده يخلق المزيد منها. وهو سبب مهم آخر لمعارضة الموظفين للتغيير. حيث تعتبر كيفية توصيل عملية التغيير نفسها للموظفين مهمة للغاية لأنها تحدد كيفية تفاعلهم معها. فإذا لم يتم توصيل عملية ما يجب تغييره ، وكيف يجب تغييره وكيف سيبدو النجاح ، فيجب توقع المقاومة. ولا شك أن الموظفين في حاجة إلى فهم سبب الرغبة في التغيير، لأنه إذا تم طرح فكرة أن ما اعتادوا عليه لفترة طويلة سيتم تجديده بالكامل ، فسوف يؤدي ذلك إلى الكثير من ردود الفعل العكسية.
- عدم الثقة : وذلك لأنه في المنظمات التي يوجد فيها قدر كبير من الثقة في الإدارة ، توجد مقاومة أقل للتغيير. وبالمقابل فإن عدم الثقة المتبادل بين الإدارة والموظفين يؤدي إلى دخول الشركة في دوامة هبوط ، لأن الثقة أمر لا بد منه لنجاح التغيير.
وماذا عنكم يا أصدقائي، بماذا ستجيبون على المدير لو سأل عن سبب مقاومة التغيير ؟ ألا تتفقون معي أن السبب الرئيسي في مقاومة التغيير هو الإدارة السيئة للتغيير في مكان العمل؟ أم أن لكم رأي أخر؟
وفي كل الأحوال كيف برأيكم يمكن للمديرين التغلب على مقاومة التغيير حتى ينفذو خططهم بفاعلية؟
التعليقات