انتشرت مؤخرًا ظاهرة التعلم عن بُعد في الدول العربية بكثرة بعد أن كانت موجودة بنسبة قليلة،
في البداية لنبدأ بمفهوم التعلم عن بعد أو التعليم الإلكتروني فهو عملية الفصل بين المعلم والمتعلمين حيث يكون المعلم في مكان والمتعلم في مكان آخر ويصل بينهم وسائل إتصال على إختلاف أنواعها مثل الهواتف الذكية أو التابليت أو جهاز الحاسوب.
وقد بدأت ما لا يعرفه الكثيرون أن بداية فكرة التعلم عن بعد كانت في أواخر السبعينات في بعض الدول الأوروبية ولم تكن منتشرة بالطريقة التي نراها اليوم نظرًا ل عدة أسباب منها:
عدم توفر أجهزة إتصال وتواصل كافية في جميع أنحاء المعمورة.
عدم توفر شبكة إنترنت في كثير من دول العالم.
رغبة البعض في طريقة التعلم التقليدية حيث يعتبرها البعض مثمرة أكثر.
الافتقار للثقافة التكنولوجية وعدم القدرة على التعامل مع مستحدثات العصر.
الظروف الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي كانت تسود المناخ العالمي في ذلك الوقت وغيرها الكثير...
وبسبب التغيرات الحياتية والاجتماعية والصحية في أواخر عام 2019 وانتشار فايوس كورونا المستحدث الذي اطاح بالكثير من الأشخاص والمؤسسات والمجتمعات وغيرها حيث عجز الكثير في التعامل معه الأمر الذي أدى إلى حظر شامل وإغلاق كامل لجميع مناحي الحياة ومنها المدارس والجامعات والمؤسسات التعليمية.
• أهم التحديات التي واجهت العلم عن بعد في ظل جائحة كورونا:
التغير المفاجئ في نظام التعليم حيث لم يكن في الحسبان بين ليلة وضحاها أن يعتقد المعلم بأنه لن يذهب للمدرسة لشرح دروسه اليومية للطلاب وإنما سيكون الأمر من خلال منصة أو برنامج.
ضعف الخبرة في مجال البرمجة والالكترونيات في كثير من دول العالم حيث كان يتوجب عليهم خلق بيئة تعليمية افتراضية في وقت قياسي.
التكلفة المادية الكبيرة التي الحقها التعلم عن بعد في ميزانية الأهالي حيث لم يكن لدى الكثير من الطلاب هواتف محمولة أو أجهزة حاسوب في منازلهم.
الشكوك المتلاحقة في صحة هذا التعليم وهل حقًا يجني ثماره ويخّرج جيل متعلم قادر على إتخاذ قرار صائب والحصول على وظيفة ما.
مواجهة عدة مشاكل في الشبكة العنكبوتية" الإنترنت" في كثير من المجتمعات والمنازل حيث يضطر العديد إلى التعامل مع شبكة إنترنت سيئة السرعة في حين يتوجب عليه مشاهدة محاضرة أو درس في غضون نصف ساعة الأمر الذي يأخد ساعة وربما أكثر.
رفض الكثير من الأهالي هذا النظام واعتباره تناقص عن دور المعلم وعدم تسجيل أبنائهم بالجامعات ودفع الرسوم الدراسية.
على الرغم من جميع تلك المصاعب والتحديات ولكن دعونا ننظر للجانب المشرق من الموضوع الا وهو مميزات العلم عن بعد:
المرونة في التعامل والمناقشة بين المعلم والمتعلم حيث يكون هناك فرصة نقاش وتحدث أكثر راحة من طريقة التعليم التقليدية، بحكم ان بعض الطلاب يخجل أو يهاب السؤال أو الكلام أمام الغير.
توفر فرص أكثر للبحث والإطلاع والقراءة على الإنترنت وعدم التقيد بما يذكر المعلم أو الكتاب الأمر الذي سيجعل من الشخص موسوعة متحركة.
عدم الاستيقاظ مبكرًا في ساعات الصباح الأولى في الشتاء البارد حيث أصبح باستطاعة الطلاب مسايرة دروسهم اليومية من فراشهم الدافئ.
إعتماد الطلاب بشكل أكبر على أنفسهم في البحث وحل الواجبات الأمر الذي أدى إلى اكتسابهم الكثير من المعلومات واكتساب مهارات جديدة وتنميتها.
اكتشاف الكثير من المواهب الغير ملحوظة عند الطلاب من إلقاء شعر أو تمثيل أو قراءة مثالية بالحركات والتجويد.
تنمية حب الإطلاع والبحث المستمر لدى الطلاب في الحصول على معلومات مفيدة وجديدة يبدع بها في دروسه وغيرها الكثير.
يبقى السؤال الأكثر تداولًا بين الأهالي إلى متى سيستمر التعلم عن بعد وهل سيكون منهاج حياة للأبد أم هي فترة وستمر بمرور أزمة كورونا؟ وهل هو حقًا نعمة في ظل هذه الجائحة!
التعليقات