العنصرية موجودة في كل مكان وكل زمان وهي على اشكال وهيئات مختلفة وهناك عنصرية في الاجور وضد المرأة واللون والعرق والدين فكيف نحد منها؟ انها ظاهرة بارزة جداً والعنصرية تعتبر جزء من ثقافة الشعوب احيانا
كيف بإمكاننا القضاء على العنصرية في العالم او الحد منها على اقل تقدير
قبل أن تفكر في الحد من العنصرية يجب ان تبرر ما هي المشكلة في العنصرية، و أرجوا أن لا يكون جوابك أنه مناف لحقوق الإنسان لأنها ليست قطعية فأنت تؤمن بحقوق للإنسان قد لا أؤمن بها.
في تقديري أن مشكلة العنصرية هي مشكلة مجتمع في ارتباطه ببعضه و تماسك بنيانه فهي تخل بنظامه ككل.
و العنصرية كمشكلة اجتماعية تنشأ إما عن طبقية طبيعية متمثلة في ثروة يجب توزيعها بشكل عادل أو مشكلة حقوقية حلها ان تؤدى الحقوق الى أهلها.
أما المشكلة الأولى فهي طبيعية لقوله تعالى [أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ] سورة الزخرف الآية ٣٢، و هذا التقسيم هو تقسيم بني على الكفاءة فعلى سبيل المثال أن عنصرا من المجتمع كان قبيلة او نحلة او عرقا من الاعراق تفرد بالتجارة فكان ذلك في صالحه انه أقام المتاجر و الاسواق و كان له القول في تمويل المشاريع و بطبيعة الحال لأبناء هذا العنصر أفضلية في التجارة كونهم قد تعلموها عن آبائهم، ففضلهم الله لكفاءتهم، و لكن الفوارق إن فاقت حدا معينا ترتب على ذلك عنصرية و استحقار لمن غيرهم و ان كان بما فضلهم الله على غيرهم فوجب علينا ان نقلص الفارق بينهم ليس باضعاف العنصر الغالب و لكن بتقوية العنصر الضعيف و زيادة كفاءته.
أما المشكلة الحقوقية فهي لا تختص بالحد من العنصرية و لكن بمنع اسباب ضعف الفئة المستضعفة فهم من جانب عنصر لا يستعمل بكامل طاقته و من جانب آخر عنصر مؤثر في كيان المجتمع بحكم تواجده فضعفه و خسارته لحقوقه يؤدي لضعف الكيان الاجتماعي. إن الجانب الحقوقي في المسألة يركز على قوانين المنافسة أولا في ما يخص الجانب الإقتصادي مع الأخذ بعين الاعتبار عنصرا هاما هو الانتاجية فأي ضعف للقدرة الانتاجية سينتج عنه مشاكل اجتماعية و اقتصادية هي تداعيات هذه القوانين فلا يجب على المجتمع دفع ضريبة فئة تزعم أنها مستضعفة و هي لا تنافس في القدرة فالأولى هو الدفع بقوانين تزيد من قدرات هذه الفئة إذ أنها موضع الداء. إن أغلب المشاكل الحقوقية يمكن اعتبارها في يومنا هذا الفصل بين المواطن و المقيم في بلادنا العربية في حقوق خوضهم في السوق المحلية و إن كانوا أقدر على المنافسة فكبح فئة منتجة فيه ضرر للمجتمع بأكمله، فهو يضعف المواطن لانها تضعف المنافسة و تضيع قدرات المقيمين التي كان يمكن ان تستغل لمصلح المجتمع و الدولة.
فهذا قولي في العنصرية و هو موجز و الحديث فيه يطول، و لكن يمكن تلخيصه بالقول إن أفضل سبيل للقضاء على المجتمع هو مزج مكوانته ببعضها طبيعيا كما في الآية المذكورة و أزيد عليها قوله تعالى [ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ] سورة الحجرات الآية رقم ١٣.
التعليقات