هل يوجد ديمقراطية حقيقية في العالم؟
لمن يجيبون ب(نعم) : عرّف الديمقراطية من وجهة نظرك
لمن يجيبون ب (لا) : ما السؤال الذي يصيب الديمقراطية في مقتل .. ولا تستطيع الديمقراطية الإجابة عنه؟
1- أرى ما تقصد لذا سألتزم بالتعرف المنتشر في النقاش.
2-لم أفهم هذي النقطة، تقصد أن الهدف من منشورك إيجاد تعريف بديل للديمقراطية غير التعريف المنتشر؟ أم تقصد أنه لا فائدة من طرح تعاريف بديلة وعلينا أن نثبت على تعريف الكتب حتى نستمر في النقاش؟
3-الواقع كنت قد حضرت جواباً لسؤالك أردت أن أكتبه لكنك -يا سيدي- طرحت سؤالاً جيداً وذكياً جداً، كلما فكرت فيه أكثر كلما زادت حيرتي أكثر، لذا سأكتب ما وصلت إليه في التفكير:
الديمقراطية في معناها العام تعني حكم الأغلبية، لو أراد الأغلبية قمع الحريات فلهم أن يقمعوها، ولو أرادوا حرية أكثر فلهم ذلك، هذا حسب المبدأ الأصلي للديمقراطية وهو حكم الشعب لنفسه، لكن لو لاحظت جيداً لوجدت أن أغلب الدول الديمقراطية لا تعتبر الدول ذات المحرمات الأكثر دولاً ديمقراطية حقيقية، فألاحظ أن هناك ربطاً بين الديمقراطية وزيادة الحريات، فلو قررت دولة وضع حظر على شيء مسموح عندهم اعتبروه عملاً -غير ديمقراطي-. والسبب في ذلك أن الدول الديمقراطية الغربية -وهي دول واجهة الديمقراطية والذين عندهم سيطرة كبيرة على الإعلام حول العالم- تعتبر زيادة الحريات هدفاً أساسياً للديمقراطية.
في علم الإجتماع، غالباً تحاول الأمم الضعيفة تقليد الأمم القوية، عادة بأشياء سطحية كالملابس وطريقة الكلام واللغة، لإعطائهم شعوراً مرضياً في قراراتهم بأنهم أقوياء، لذا ترى الدول الأضعف كدولنا ودول آسيا وغيرها تحاول تقليد الغرب بقوة، لأن الغرب كان قوة استعمارية ضخمة وإلى الآن هم أقوياء جداً ولهم سيطرة كبيرة على وسائل الإعلام الشهيرة، وذلك لأن الشعوب تمشي وراء مشاعرها بدل المشي وراء خطة مضمونة طويلة الأمد، وهذا حسب ما أرى سبب أن الديمقراطية تبدو كأنها تراعي الحريات بدل الأغلبية، لا لأن الديمقراطية في مبدأها تساند ذلك، بل لأن الشعوب التي التي تحكم نفسها تتأثر بقوة بآليات إعلام الغرب، وأحياناً يبنون قراراتهم لا على شيء سوى أن الغرب فعل ذلك، وذلك حسب مبدأ أن الضعيف يحب تقليد الأقوياء. الأمر محزن فعلاً.
باختصار، الديمقراطية كمبدأ تراعي حكم الأغلبية، لكن لأن الشعوب لا تفكر بعقلانية بل بالمشاعر فهي تتبع الأقوى وهم الغرب، لهذا لو حدثت انتخابات فالشعوب تمشي وراء مشاعرها بدل العقل والمنطق، لذا عندما يكون للشعب فرصة لتمثيله فهم يريدون الأقرب لمشاعره وفي أغلب الأحيان تكون هذه المشاعر ناظرة بغبطة نحو القوي. لذا هذا السبب الذي أراه يجعل الديمقراطية تتذبذب بين مراعاة الحرية ومراعاة الأغلبية.
2- أقصد أن التعريف الموجود للديمقراطية في الكتب، وهو (حكم الشعب لنفسه) غير موجود بدرجة كبيرة على أرض الواقع في الدول الغربية ..
لذا وجب علينا اختيار أحد طريقين:
الطريق الأول: إنكار أن يكون في الواقع شيء اسمه ديمقراطية .. وما يطبق الآن في الدول الغربية نظام ملفق من عدة أنظمة.
الطريق الثاني: إثبات الديمقراطية في الدول الغربية .. لكن يلزمنا إعادة تعريف الديمقراطية بتعريف مناسب للواقع الموجود.
وكلا الطريقين ينتهي إلى غاية واحدة.
3- موضوع تقليد الشعوب المتأخرة لديمقراطية الغرب ليس موضوعنا ..
إنما قصدت بهذه النقطة أن الدول الديمقراطية في الغرب:
أحيانًا تأخذ بحكم الأغلبية ولو كانت تخالف حرية الأقلية
وأحيانًا تأخذ بالحرية ولو كانت تخالف حكم الأغلبية
فلا يوجد ضابط دقيق يربط هذا التذبذب بالديمقراطية
التعليقات