هل يوجد ديمقراطية حقيقية في العالم؟
لمن يجيبون ب(نعم) : عرّف الديمقراطية من وجهة نظرك
لمن يجيبون ب (لا) : ما السؤال الذي يصيب الديمقراطية في مقتل .. ولا تستطيع الديمقراطية الإجابة عنه؟
الديمقراطيّة بالنسبة لي هي قدرة الشعب على انتخاب مُمثليه و عزلهم، قد لا تكون مطبّقة بالكامل في أيّ دولة لكنّ السعي للوصول لها أكثر ما يمكن يُعتبر كافياً بالنسبة لي.
طيب .. بما أن الديمقراطية تدور على كلمة (حكم) المذكورة في التعريف المشهور (حكم الشعب لنفسه) فأنت الآن أخي أخبرتنا الطريق الذي هو الانتخاب .. وبقي الثمرة التي هي الحكم .. ما مفهوم حكم المجلس المنتخب بالنسبة للديمقراطية؟ هل سيأخذ برأي الأغلبية أم برأي الجميع أم ماذا؟
أفضل ما يكن فعله هو حكم الأغلبيّة مع بقاء مجموعة من الأشياء خارج إطار الرأي و التصويت (الحقوق الموجودة بالضرورة)، لا أقول أنّ الحُكم بهذه الطريقة مثاليّ لكنّها الأفضل برأيي.
1- ما الحقوق الموجودة بالضرورة التي هي خارج الرأي والتصويت؟
2- هل وضعت بالإجماع أم بالأغلبية؟
3- لو صوّت الغالبية على إبطال شيء في الدستور .. مثلًا لو كثر المسلمون في فرنسا وصوتوا على أن الإسلام هو المرجعية الدينية لفرنسا .. هل يؤخذ بذلك؟
4- لو كان هناك شيء يفعله الأقلية لكنه مؤذي للأغلبية .. وصوت الأغلبية ضده .. هل يُمنع؟
1- ما الحقوق الموجودة بالضرورة التي هي خارج الرأي والتصويت؟
كلّ ما تمكنّا من استنباطه سواءاً بالتجارب التاريخيّة أو من حقائق عمليّة، على سبيل المثال، القتل و الاغتصاب و السرقة لا تبدو أنّها تؤدي إلى الازدهار و ارتفاع مستويات السعادة لأي مُجتمع، من حقّ الإنسان أن يعيش حُرّاً من هذه الأعمال.
2- هل وضعت بالإجماع أم بالأغلبية؟
لا بهذا و لا بهذا، هي تحمل دلائل تاريخيّة و حتى علميّة، لا يمكن التصويت عليها كما لا يمكن التصويت على صحّة قانون الجاذبيّة
3- لو صوّت الغالبية على إبطال شيء في الدستور .. مثلًا لو كثر المسلمون في فرنسا وصوتوا على أن الإسلام هو المرجعية الدينية لفرنسا .. هل يؤخذ بذلك؟
هل سيُحاسب الإنسان في ضوء تلك الأحكام على أشياء تخصّه هو لا المجتمع، كتغيير المعتقد الديني، التوجه الجنسي، حرية الجسد و الفكر (فيما لا ينشر الكراهيّة و العنف) ؟ إن كانت الإجابة نعم، فلا، لأنّ تلك الأحكام تأخذ من الإنسان حقوق تم استبعادها من الأشياء التي يمكن أن يصوّت العامة أو الخاصّة عليها.
4- لو كان هناك شيء يفعله الأقلية لكنه مؤذي للأغلبية .. وصوت الأغلبية ضده .. هل يُمنع؟
يتوقف الأمر على الأذى، يمكن أن تدّعي الأغلبيّة الليبراليّة في أوروبّا أنّ لباس المرأة المُسلمة يجعلها تشعر بعدم الارتياح على الشاطئ، هذا لا يعني أنّنا يجب أن نمنع المرأة المسلمة من لبس ما تريد أن تلبسه. أما إنّ كنا نعرّف الأذى بأي انتهاك للحقوق الفرديّة للإنسان فنعم يجب أن يُمنع.
توقف الأمر على الأذى، يمكن أن تدّعي الأغلبيّة الليبراليّة في أوروبّا أنّ لباس المرأة المُسلمة يجعلها تشعر بعدم الارتياح على الشاطئ، هذا لا يعني أنّنا يجب أن نمنع المرأة المسلمة من لبس ما تريد أن تلبسه. أما إنّ كنا نعرّف الأذى بأي انتهاك للحقوق الفرديّة للإنسان فنعم يجب أن يُمنع.
1- هل التعري الكامل مسموح في الدول الديمقراطية؟
2- هل سبّ المسيح عليه السلام مسموح في الدول النصرانية الديمقراطية؟
1- هل التعري الكامل مسموح في الدول الديمقراطية؟
أين؟ و في أي سياق؟ عموماً نعم
2- هل سبّ المسيح عليه السلام مسموح في الدول النصرانية الديمقراطية؟
لا أعلم عن أي دولة نصرانيّة ديمقراطيّة بصراحة، كل الديمقراطيّات الحقيقيّة هي ديمقراطيّات علمانيّة تسمح بسب أيّ شخصيّة عامة كالمسيح، حتى الديمقراطيّات التي تحمل بعض الأدبيّات المسيحيّة في دساتيرها هي علمانيّة في جوهرها كالولايات المتحدة الأمريكيّة مثلاً و التي تبيح السخرية بجميع أشكالها من الشخصيات العامّة.
1- الذي أعرفه أن التعري مسموح في بعض الأماكن في بعض الدول الديمقراطية .. وليس في جميع الأماكن .. هل هذا صحيح؟
2- الذي أعرفه أيضًا أن فيه مجموعة من الدول الديمقراطية تنص دساتيرها على أن سبّ وازدراء الأديان جريمة يعاقب مرتكبها .. هل تريد مرجع يؤكد ذلك؟
1- الذي أعرفه أن التعري مسموح في بعض الأماكن في بعض الدول الديمقراطية .. وليس في جميع الأماكن .. هل هذا صحيح؟
صديقي لا يوجد رابط بين الديمقراطيّة و التعرّي، تكساس ولاية أمريكيّة مُحافظة، يمكنك انتخاب مُمثليك هناك بشكل ديمقراطي لكنّ الولاية بطبعها مُحافظة، تمتلك بعض القوانين المُحافظة بما يخصّ الإجهاض مثلاً لكنّها ديمقراطيّة، على الجانب الآخر هنالك الليبراليين في ولاية كاليفورنيا حيث التحرر الجنسي و القوانين الليبراليّة، تتدرج البلاد بين ديمقراطيّة و شموليّة بشكل طولاني و ليبراليّة و مُحافظة بشكل عرضاني (في سياق محورين)، يمكنك وصف الدول الاسكندنافيّة بأنّها الأكثر ليبراليّة، حيث التحرر و الأفكار التقدمية أنتجت أشياء لم تتخيل أو أتخيل كانت موجودة (لا أقول أنّها جيدة أو سيّئة) و على أقصى اليمين (المحافظين) الدولة الدينيّة كإيران و السعوديّة بشكل أقل.
مع ذلك هنالك علاقة شبه خطيّة بين ديمقراطيّة الدولة و ليبراليّتها فأكثر الدول ديمقراطيّة يختار شعبها العيش بلا حدود أو قيود على المستوى الفرداني (السويد - النرويج - إيسلندا .. الخ) لكنّ تلك العلاقة لا تشكّل قاعدة ثابتة.
2- الذي أعرفه أيضًا أن فيه مجموعة من الدول الديمقراطية تنص دساتيرها على أن سبّ وازدراء الأديان جريمة يعاقب مرتكبها .. هل تريد مرجع يؤكد ذلك؟
في كلّ الحالات تقريباً، النقد و السخريّة هي فضيلة في تلك الدول، مادامت الشخصيّة أو الفكرة عامّة
صديقي لا يوجد رابط بين الديمقراطيّة و التعرّي
كيف لا يوجد رابط بين الديمقراطية والتعري؟
أليست الديمقراطية تتيح الحرية؟ والتعري أليس حرية من وجهة نظرها؟ لماذا هو ممنوع في أكثر المدن في الدول الديمقراطية؟
في كلّ الحالات تقريباً، النقد و السخريّة هي فضيلة في تلك الدول، مادامت الشخصيّة أو الفكرة عامّة
أنا ذكرت لك أنه يوجد دول ديمقراطية تنص دساتيرها على أن سبب الدين جريمة يعاقب عليها القانون
أراك تحاول أن تربط بين الديمقراطية والتعري، فلذلك أرى أن عندك خللاً في تعريف الديمقراطية، يا عزيزي لو أراد الناس الغصب على التعري فستغصب الديمقراطية الناس على التعري، ولو أرادوا الغصب على الستر ستتيح لهم الديمقراطية غصب الناس على الستر.
لم أربط بين الديمقراطية والتعري .. هو مجرد مثال
السؤال مرة أخرى: إذا كانت الدول الديمقراطية تؤمن بالحرية .. فلماذا تمنع التعري في كثير من الأماكن؟ أليس حرية شخصية؟
يا أخي انت فاهم الديمقراطية خطأ؟ قالوا لك ما العلاقة فتكرر نفس الكلام، ولماذا هذا الإصرار على التعري، صحيح العربي لا يحكم على شيء قبل أن يربطه بالجنس.
الديمقراطية لا علاقة لها من قريب ولا من بعيد بالتعري، القوانين لها علاقة بمنع التعري في الأماكن العامة، الديمقراطية مجرد وسيلة من الوسائل التي توضع بها هذه القوانين، الشعب هو من يمنع التعري في الأماكن العامة لأنه لا يريد ببساطة أن يشاهد طفله الصغير وهم في نزهة رجلا عاريا يركض في ضواحي المدينة الساعة السابعة صباحا، حرية شخصية؟ ممكن ولمَ لا، ولكن ما علاقة الديمقراطية؟ هذا الكلام توجهه للناس لا لآلية عمياء.
أليست الديمقراطية تتيح الحرية؟ والتعري أليس حرية من وجهة نظرها؟ لماذا هو ممنوع في أكثر المدن في الدول الديمقراطية؟
ما دخل الديمقراطية بالتعري؟ قد تتيح الديمقراطية التعري وقد تتيح أمورا أخرى, باختصار الديمقراطية هي حكم الشعب, أعد قراءة ما قال لك Ghazwan في آخر رد.
أيضًا لو تبين وتختصر ما تريد الوصول إليه بدون لف ودوران.
لو كنت تتحدث عن حكم مطلق للشعب، بمعنى ان الشعب هو صاحب كل القرارات ويأخذ كل القرارات فالمثال الوحيد لديك هو ديمقراطية أثينا التي قتلت سقراط، أما عصر اليوم لا ديمقراطية "مطلقة" فيه، ولكن ديمقراطية مقننة يحرسها نخبة من كل دولة منذ بدأ الدول المدنية الحديثة -أي ما يقرب من ٣ قرون على الأكثر- ولكن في المجمل هي ديمقراطية.
لا لا يوجد ديموقراطية حقيقية في العالم!
مفهوم الديموقراطية في العالم ليس حقيقيًا، اعتقد انها خدعة يتم خداع الشعوب بها من أجل تمرير الخطة الحقيقية لقيادة العالم!
ولأجل اكتمال المفهوم لابد أن يتواجد شعوب متقدمة تتصف بالديموقراطية حتى تكون بقية الشعوب في وهم السعي نحو الحداثة والتقدم والديموقراطية!
اعتقد انها خدعة يتم خداع الشعوب بها من أجل تمرير الخطة الحقيقية لقيادة العالم
نعم
و مئات ملايين الاوربين و الامريكان مخدوعين
و مئات العلماء و الباحثين لم يكتشفو بعد أنهم مخدوعين -_-
نعم وخدعة كبيرة أيضَا، والذين يتحكمون هما ساسة العالم وأصحاب رؤوس الأموال واللوبيهات! ألم تر كيف يتحكم اللوبي الصهويني في الكونجرس الأمريكي؟ ألم تر كيف يتم الضغط على كل براندات العالم لتقبل المثلية فقط لأنها حالة أصبحت مقبولة سياسيًا ويريدون إجبار المجتمع على التطبيع معها؟ أم تر كيف تم تسريب عن تدخل روسيا في استحقاقات ترامب في استفتاءات فيس بوك؟
لا يوجد بالمعنى الذي ينتشر بين الناس.
في النهاية.. وبعد مرور سنوات.. دائرة السلطة ستصبح في يد مجموعة من المتنفذين وعوائلهم..
وفي النهاية كذلك.. ستصوّت بكل حرية.. لكن لأحد هؤلاء المتنفذين بأموالهم أو بعوائلهم.
لديك حرية الاختيار من بينهم.. لكن ليس لدى حريتك إمكانية الخروج من دائرة اختيارهم..
عندك مثلًا تنفذ الحزبين الديموقراطي والجمهوري في أمريكا.. وإهمال المستقلين.. كذلك عوائل النفوذ داخل الحزبين..
وأحس أن هذه ستكون نهاية كل نظام ديموقراطي.. ففي النهاية السكن والمكان وعمل العائلة في السياسة وتراكم الأموال.. ستصنع دوائر تأثير وأندية خاصة تتكتل حتى تتمكن..
طيب ممكن يقول لك واحد من المؤمنين بالديمقراطية:
لا مشكلة .. لأن هؤلاء الذين يصوتون لهم الناس وصلوا إلى ذلك بما يملكون من إمكانات أقنعت الناس .. فلا يشترك أن أصوت لمستقل حتى تكون ديمقراطيتي كاملة. ولا أحد يمنعني من التصويت لمستقل، لأكن أنا أردت بكامل حريتي أن أصوت للديمقراطيين أو الحزبيين ..
مثل لو كان التصويت الرياضي وانحصر التصويت لعدة سنوات بين ميسي ورونالدو .. انحصاره بينهم لإمكاناتهم .. وليس لأنه لا يوجد حرية في التصويت لغيرهم ..
غير صحيح
مجرد التصويت فقط لايعني تكافئ الفرص , فالعوائل هذي تتحكم بالسياسة ولديها النفوذ المالي ووعلاقات في السلطة
بينما المستقل ماله الا نفسه او فئته القليلة وهذي يخلق عدم تكافئ فرص
حتقلي هو غير كفؤ عشان كذا فرصته اضعف
اقلك شوف ترمب
مثلها مثل الانظمة الثانية اللي يحطون صندوق اقراح وفالاخير الرئيس يفوز , انت صوت ولكن صوتك ماله قيمه
بغض النظر النظر عن طرق ومراحل الفرز والله اعلم .
ديمقراطية تختلف في العالم من حيث تطبيقها ونظر إليها فهي بنسبة:
للرئيس رجب طيب أردوغان- إذا كنا نؤمن بالديمقراطية فذلك يعني أنه لا يحق لأي شخص الإطاحة بمرسي الذي وصل إلى الحكم بالوسائل الديمقراطية وحصل على 52% من الأصوات
وللرئيس بوتين - لا أحد ولا شيء سوف يمنع روسيا من الاستمرار على طريق تعزيز الديمقراطية وضمان حقوق الإنسان و الحريات
وللرئيس حبيب بورقيبة -سأفرض حرية المرأة وحقوقها بقوة القانون .. لن أنتظر ديمقراطية شعب من المنخدعين بالثقافة الذكورية باسم الدين.
شخصياً أعرف الديمقراطية بأنها نظام الحكم الذي يمثل إرادة ومصالح الشعب، لا أنها قدرة الشعب على اختيار ممثليه، لهذا ترى دولاً ككوريا الشمالية تسمي نفسها دولة ديمقراطية رغم علمنا بما عليه حالها، فادعاء كوريا الشمالية أنها دولة ديمقراطية لا يعني أنها تزعم أن شعبها يختار ممثليه بل تزعم أنها تمثل مصالحه وإرادته حتى وإن لم يختر ممثليه.
وحسب هذا التعريف يمكن أن يقال أن الدولة ليست ديمقراطية لاختيار شعبها ممثليه فقط حتى إن ادعى غيرهم ذلك، خصوصاً حين تفكر أن نتائج الانتخابات لا تمثل مصالح الشعب بل تمثل مصالح الناخبين. وحسب هذا التعريف أيضاً يمكن للممالك والرئاسات الثابتة أن تكون -نظرياً- ديمقراطية دون وجود خيار للشعب في تنصيب الرئيس أو السلطة العليا لو كانت تلك الرئاسات تمثل إرادة الشعب.
حقيقة لا أراك تجد في العالم دولة تمثل شعبها 100%، أكيد أنك ستجد معارضين لكثير من سياسات الدولة ديمقراطية كانت أم دكتاتورية، لكن أرى أن الدول التي تسمح لشعبها باختيار الممثلين أقدر بتمثيل الكل لأنها تسمح لأصوات الكل بالوصول، على عكس الأنظمة الديكتاتورية التي تقمع كل مخالف.
لكن هذا لا يعني أن الدول الديمقراطية مزيفة فاختيار الممثل باب كبير لتمثيل مصالح الشعب ولن توجد شخصية تستطيع إرضاء الكل ولو حاولت بكل قوته، كما أن عدم قدرة اختيار السلطة تفتح باباً كبيراً للاستغلال وكما رأينا فالدول التي تسمح لشعبها بالتصويت تكون عادة أرحم بشعبها والدول الدكتاتورية عادة ما تكون مستبدة وظالمة.
لذا جوابي النهائي هو: لا، لكن مجرد هذا لا يعني أن الديمقراطية غير صالحة، ولا أنها كاملة، بل هي خير من الخيارات الأخرى.
1- لا يمكن الحكم على حكم ما بأنه يمثل مصالح الشعب .. لأنه الشعب له القدرة على الاختيار .. لكن ليس له القدرة على جعل الأعضاء المنتخبين يفعلون ما يريده الشعب .. فأنت تختار عند التصويت زيدًا من الناس .. لكن تجد أراء زيد في البرلمان تخالف 50% من آرائك .. فتقول حينئذ: ليتني لم أختر زيدًا، فتضطر للصبر 4 سنوات حتى تختار شخصًا آخر بدل زيد، وربما يكون هذا الشخص الآخر أسوأ من زيد بالنسبة لك.
فيكون حينئذ تعريف الديمقراطية بأنها (قدرة الشعب على اختيار ممثليه) أدق .. لأنه الممثل يشمل الرئيس أيضًا
2- النقاش هنا ينصب حول وجود الديمقراطية كما هي معرفة في الكتب، وكما يعرفها العلماء .. الديمقراطية بتلك التعريفات غير موجودة .. ونحن نحاول أن نوجد لها تعريفًا بديلاً .. سواء اتفقنا أنها هي الأفضل أم ليست الأفضل
3- سؤال خارجي سبق النقاش فيه: هل ترى أن الديمقراطية تراعي الحرية أم تراعي حكم الأغلبية؟ وهل التذبذب بين هذا وهذا أمر ملحوظ في الديمقراطية؟
1- أرى ما تقصد لذا سألتزم بالتعرف المنتشر في النقاش.
2-لم أفهم هذي النقطة، تقصد أن الهدف من منشورك إيجاد تعريف بديل للديمقراطية غير التعريف المنتشر؟ أم تقصد أنه لا فائدة من طرح تعاريف بديلة وعلينا أن نثبت على تعريف الكتب حتى نستمر في النقاش؟
3-الواقع كنت قد حضرت جواباً لسؤالك أردت أن أكتبه لكنك -يا سيدي- طرحت سؤالاً جيداً وذكياً جداً، كلما فكرت فيه أكثر كلما زادت حيرتي أكثر، لذا سأكتب ما وصلت إليه في التفكير:
الديمقراطية في معناها العام تعني حكم الأغلبية، لو أراد الأغلبية قمع الحريات فلهم أن يقمعوها، ولو أرادوا حرية أكثر فلهم ذلك، هذا حسب المبدأ الأصلي للديمقراطية وهو حكم الشعب لنفسه، لكن لو لاحظت جيداً لوجدت أن أغلب الدول الديمقراطية لا تعتبر الدول ذات المحرمات الأكثر دولاً ديمقراطية حقيقية، فألاحظ أن هناك ربطاً بين الديمقراطية وزيادة الحريات، فلو قررت دولة وضع حظر على شيء مسموح عندهم اعتبروه عملاً -غير ديمقراطي-. والسبب في ذلك أن الدول الديمقراطية الغربية -وهي دول واجهة الديمقراطية والذين عندهم سيطرة كبيرة على الإعلام حول العالم- تعتبر زيادة الحريات هدفاً أساسياً للديمقراطية.
في علم الإجتماع، غالباً تحاول الأمم الضعيفة تقليد الأمم القوية، عادة بأشياء سطحية كالملابس وطريقة الكلام واللغة، لإعطائهم شعوراً مرضياً في قراراتهم بأنهم أقوياء، لذا ترى الدول الأضعف كدولنا ودول آسيا وغيرها تحاول تقليد الغرب بقوة، لأن الغرب كان قوة استعمارية ضخمة وإلى الآن هم أقوياء جداً ولهم سيطرة كبيرة على وسائل الإعلام الشهيرة، وذلك لأن الشعوب تمشي وراء مشاعرها بدل المشي وراء خطة مضمونة طويلة الأمد، وهذا حسب ما أرى سبب أن الديمقراطية تبدو كأنها تراعي الحريات بدل الأغلبية، لا لأن الديمقراطية في مبدأها تساند ذلك، بل لأن الشعوب التي التي تحكم نفسها تتأثر بقوة بآليات إعلام الغرب، وأحياناً يبنون قراراتهم لا على شيء سوى أن الغرب فعل ذلك، وذلك حسب مبدأ أن الضعيف يحب تقليد الأقوياء. الأمر محزن فعلاً.
باختصار، الديمقراطية كمبدأ تراعي حكم الأغلبية، لكن لأن الشعوب لا تفكر بعقلانية بل بالمشاعر فهي تتبع الأقوى وهم الغرب، لهذا لو حدثت انتخابات فالشعوب تمشي وراء مشاعرها بدل العقل والمنطق، لذا عندما يكون للشعب فرصة لتمثيله فهم يريدون الأقرب لمشاعره وفي أغلب الأحيان تكون هذه المشاعر ناظرة بغبطة نحو القوي. لذا هذا السبب الذي أراه يجعل الديمقراطية تتذبذب بين مراعاة الحرية ومراعاة الأغلبية.
2- أقصد أن التعريف الموجود للديمقراطية في الكتب، وهو (حكم الشعب لنفسه) غير موجود بدرجة كبيرة على أرض الواقع في الدول الغربية ..
لذا وجب علينا اختيار أحد طريقين:
الطريق الأول: إنكار أن يكون في الواقع شيء اسمه ديمقراطية .. وما يطبق الآن في الدول الغربية نظام ملفق من عدة أنظمة.
الطريق الثاني: إثبات الديمقراطية في الدول الغربية .. لكن يلزمنا إعادة تعريف الديمقراطية بتعريف مناسب للواقع الموجود.
وكلا الطريقين ينتهي إلى غاية واحدة.
3- موضوع تقليد الشعوب المتأخرة لديمقراطية الغرب ليس موضوعنا ..
إنما قصدت بهذه النقطة أن الدول الديمقراطية في الغرب:
أحيانًا تأخذ بحكم الأغلبية ولو كانت تخالف حرية الأقلية
وأحيانًا تأخذ بالحرية ولو كانت تخالف حكم الأغلبية
فلا يوجد ضابط دقيق يربط هذا التذبذب بالديمقراطية
السؤال يفترض -سلفا- أن الدمقراطية شيء صحيح وصالح
كيف استطعت التوصل لذلك الافتراض؟ فالكاتب لم يذكر أنها شيء صحيح وصالح.
التعليقات