نعيش اليوم في عصر تملؤه المقاطع السريعة والحركات الراقصة على الريلز والتيك توك. تمر ثانية واحدة، وإذا لم يكن المحتوى مشوقًا كفاية، ننزلق إلى الفيديو التالي بلا تردد. وسط هذا الزحام البصري، يخطر في بالنا سؤال بسيط لكنه جوهري: هل ما زال للمحتوى الصوتي مكان؟ هل ما زلنا نستمع كما كنا نفعل قبل أن تغمرنا الشاشات بالألوان والحركة؟

عندما نقود سياراتنا، أو نرتب بيوتنا، أو حتى خلال نزهة صباحية، نجد أنفسنا نلجأ إلى صوت مريح أو فكرة تُطرح في بودكاست. هناك شيء مميز في أن نسمع دون الحاجة إلى النظر. الصوت يمنحنا حرية الانشغال بأشياء أخرى، بينما الكلمات تتسلل بهدوء إلى عقولنا. لكن، وبينما يحصد مقطع فيديو مدته 15 ثانية ملايين المشاهدات، يحتاج البودكاست لوقت أطول ليصل إلى جمهوره. وهنا المفارقة: نحن نحب السرعة، لكننا في نفس الوقت نحتاج للعمق الذي تمنحه لنا الأصوات.

الأرقام تقول إن البودكاست ما زال حيًّا بقوة، والدليل؟ آلاف الحلقات الجديدة تُنشر كل يوم، وملايين المستمعين ينتظرون محتواهم المفضل.

إذن، هل يتعارض الصوت مع سرعة العصر؟ ربما لا. فبينما يستهلك البعض الفيديوهات القصيرة بينهم، هناك من يجد في الصوت ملاذًا للهدوء والتأمل.

من خلال تجاربكم، هل سرعة المحتوى المرئي تعني تفوقه، أم أن المحتوى الصوتي يمتلك عمقًا لا يمكن تعويضه؟