نسمع كثيرًا أن الظروف لا تصنع الإنسان، بل استجابته لها هي ما تشكّله. لكن إلى أي مدى يمكن للإنسان أن يكون سعيدًا حتى في أصعب المواقف؟ هل حقًا يمكن تحقيق السلام الداخلي رغم القسوة والتحديات؟

قرأت مؤخرًا في كتاب "المحادثات" لإبكتيتوس عن مفهوم الحرية الحقيقية، حيث يرى أن الإنسان لا يصبح حرًا إلا حين يتحكم في مشاعره واستجاباته بدلًا من محاولة التحكم في العالم الخارجي. فهو لا ينكر أن الحياة قد تكون قاسية، لكنه يرى أن رد فعلنا تجاهها هو ما يحدد مدى معاناتنا أو سعادتنا. يذكرني هذا بما نراه اليوم: شخصان يمران بنفس المصاعب، أحدهما يتحطم، والآخر يخرج أقوى! الفرق؟ طريقة تعاملهما مع الأمر. البعض قد يرى هذا طرحًا مثالياً، فمن الصعب أن تبقى هادئًا أمام الظلم أو الخسارة أو الفقد. لكن في المقابل، أليس التخلي عن التحكم في المشاعر يجعلنا أسرى للظروف؟

برأيي، السلام الداخلي ليس في الهروب من الواقع أو تجاهل الألم، بل في اختيار الاستجابة التي تحمينا من الانهيار. لكن السؤال الذي أطرحه عليكم: هل تعتقدون أن السعادة والراحة النفسية قرار بيد الإنسان مهما كانت الظروف أم أن هناك حدودًا لا يمكن تجاوزها؟