أشار كثير من أصحاب المؤلفات إلى سلطة الحب في تغيير طباع الإنسان وسلوكه، يقول بعضهم: إن الحب يكسب الإنسان لطافة في الطبع؛ فيجعل من الشخص القاسي شخص لطيف مرن، ويكتسب المحب سرعة في البديهة وذكاء في الفكر فيرد المحب على محبوبه بأكثر الردود خفة ورشاقة دون تصنع ودون جهد، ويكتسب المحب بهجة في القلب ونشاط في الجسد فيكون سهلاً على الكسول أن يسافر مئات الأميال من أجل محبوبه، ويتغلب أيضاً على شتى المصاعب.
عبر عن ذلك الإمام ابن حزم في كتابه "طوق الحمامة"، في باب علامات الحب:
"وللحب علامات يقفوها الفطن ويهتدي إليها الذكي...منها أن يجود المرء ببذل كل ما كان يقدر عليه...فكم بخيل جاد!...وقَطُوب تطلّق (عابس تخلى عن عبوسه)، وجبان تشجع!...وغليظ الطبع تطرب (تخلى عن غلظته)، وجاهل تأدب، وذي سن تفتى، وناسك تفتك، ومصون تبذل"
ونحن في عصرنا هذا نرى علامات الحب واضحة أحياناً خصوصاً عند ذكر اسم المحبوب أمام المحب، ونجد المحب ينصت إلى محبوبه إذا تحدث ولا ينشغل عنه بشيء مما حوله، ونعرف المحب لأنه يتابع محبوبه بناظريه ولا يطرف عند النظر إليه، كما يطرح المحب عنه أي أشغال إن أعاقته عن رؤية محبوبه.
برأيك هل الحب بالفعل قادر على تغيير طباع الإنسان، أم أنه يكشف فقط عن جوانب كانت مخفية في شخصيته؟
التعليقات