حمدى أحمد

8 نقاط السمعة
773 مشاهدات المحتوى
عضو منذ
قراءاتى غالبًا لا تخضع للتخطيط. بل تسير وفق عشوائية منضبطة بعض الشيء-إن جاز التعبير- وذلك من خلال. المرور على الكتُب المباعة على الأرصفة؛ إقتناصًا لصيد ثمين بسعر زهيد، أو زيارات خاطفة للمكتبات العامة .. وأجد متعة فى تدوير القراءة- بقراءة ماسبق قراءته- فهى بمثابة إعادة شحن للذاكرة المقابلة.
هذه الفقرات التى تشير إليها. ليست من عندياتى بل هى؛ مجرد عرض لفكر الوجوديين الضال والتحذير منه.
إن كنت تقصد ردى على تعليقك .. فهو ببساطة. أن واجبك كأنسان مسلم أن تعرف كيف يفكر عدوك .
لأتمم نصفي الآخر .. ألا وهو القراءة.
ليست الوجودية وحدها التى كانت محل خلاف؛ فهذا شان أغلب الفلسفات؛ وديدن غالب الفلاسفة الخلاف وليس الإتفاق، بيد أن الوجودية فى نسختها السارترية-المثيرة دومًا للجدل- تحظى بقسط وافر منها؛ حتى أرجع البعض. إنتفاضة الطلبة الفرنسيين 1968 إلى تأثرهم بأفكاره، وهو إدعاء يمكن دحضه بمراجعة مطالب المنتفضين.
الحديث عن الوجودية،؛ هو مجرد محاولة لفهم الآخر وسبر غوره، هذا الآخر الذى يصدر لنا منتوجاته-وأخطرها المنتوج الفكرى- وهى بضاعة إن لم نتعهدها بالكشف والتمحيص؛ غلبت علينا شِقوتنا وكنا قومًا ضالين. يعنى الأمر ياأخى الكريم ليس ترفًا فكريًا، فعندما تعرف كيف يفكر هذا الآخر؛ ستعرف حتمًا خطواته المقبلة، وكيفية الإعداد لها .. وهذا السبق واجب شرعى وفرض عين لا فرض كفاية.
"لأننا لا نشير إلى الوجودية فى الوقت الحالى بعين النقد؛ وإنما بعين التحليل. هل أفهم من سياق هذه العبارة .. أن موقفك تجاه المذهب الوجودى؛ ما يزال محايدًا
فى رأي المتواضع الجودة هى. إنجاز العمل من أول مرة؛ فلا عودة إليه بالتصحيح والتعديل، والكاتب المُجوّد. هو الذى يقدم محتوى لا حاجة له إلى التنقيح.
بيت القصيد هنا. هو الإبداع؛ وأية مقدمات تحفز الدماغ، قد تكون تبعًا لهذا الإبداع مطلوبة، والأمر أشبه بإدارة محرك السيارة؛ فإذا انطلقتَ بها لم يعد مفتاحها لك ذى بال، ما أعنيه هو أن هذه الطقوس تفقد دورها تمامًا. بمجرد تدفق تيار الوعى اللحظى للكاتب؛ ولكن ضرورتها قد تكون ملحة تمامًا كمفتاح السيارة!
بعضنا يقرأ لكى يتثقف وبعضنا الآخر يقرأ لكى يكتب؛ وأرى أن الفريق الثانى أفضل. إذ جمع بين الثقافة كمكتسب معرفى؛ والكتابة كمنتج فكرى .. ونصيحتى لكِ. التنوع فيما تقرئين بقدر المستطاع والمتاح، حتى تكونى قادرة على. التعاطى مع كافة الموضوعات .. والآن نأتى للأسلوب. وهو يأتى من انفتاحك على كافة المصادر، فتتعدد طرائق التعبير لديك. أسلوب جاد- أسلوب تهكمى- أسلوب تورية - أسلوب رصين إلخ .. طبعًا مع مراعاة أن. كل منا محاسب على كلمته أمام الله.
ربما لا يمكن ذلك تجنبًا لإنتهاك الخصوصية.
نوعية القراءة قد يكون لها دور فى ذلك؛ فالمحتوى الذى يتطلب تركيز ذهنى ومتابعة، مرهق للدماغ وللعين التى تتسع حدقتها تبعًا لذلك .. كما أن وضعية الجلوس أيضًا عامل مؤثر ، وكذلك مسقط الضوء. الذى يجب أن يأتى من خلف الرأس، مصوبًا على الكتاب المقروء؛ وليس العكس بأن يكون مواجهًا للعين.
مع التسليم بأن الهاتف الآن أصبح ذكيًا أكثر من اللازم، إلا أن علينا بالضرورة أن نكون أكثر منه ذكاءًا، وذلك بجعله وسيلة إتصال لا تمنع لقاء، وأن أكتفى برسالة نصية تجنبًا للمكالمات الطويلة، وإغلاقه عند الأكل وقبل النوم بساعة على الأقل.
أرى أن الأمر يبدأ من ال"أنا" أو بالأحرى. قل لى من أنت أقل لك من يجب أن تصاحب، فإبن الخطاب رضى الله عنه كان رجلًا صالحًا؛ فاقتدى بالأصلح منه ألا. وهو أبو بكر الصديق رضى الله عنه؛ فكما ترى كلًا يبحث عن ضالته، وهنا يبرز دور الأب فى تنشئة ولده على الإستقامة والتقوى؛ حتى يخرج إلى دنيا الناس. محصنًا يدعو أقرانه إلى التى هى أحسن؛ ويأمرهم بالمعروف .. وكذلك تفعل الأم بإبنتها.
حسنًا .. كمثال هل يمكن تفعيل. هذه الجهود الحثيثة، لحفظ ذاكرة الأمة، سواء أكانت ورقية أم ألكترونيةخلال الحرب الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا؟ ثم ماذا عن التراث الثقافى؛ كالمخطوطات واللوحات الأصلية. المستهدفة دومًا من تداعيات الإحترار المناخى. لاشك أن التقنيات الحاسوبية تتطور بشكل مطرد؛ مما يرفع من قدراتها على الحفظ، ولكنها فى النهاية قد تذهب لقمةً سائغة لقنبلة ذكية!