قراءاتى غالبًا لا تخضع للتخطيط. بل تسير وفق عشوائية منضبطة بعض الشيء-إن جاز التعبير- وذلك من خلال. المرور على الكتُب المباعة على الأرصفة؛ إقتناصًا لصيد ثمين بسعر زهيد، أو زيارات خاطفة للمكتبات العامة .. وأجد متعة فى تدوير القراءة- بقراءة ماسبق قراءته- فهى بمثابة إعادة شحن للذاكرة المقابلة.
0
الحديث عن الوجودية،؛ هو مجرد محاولة لفهم الآخر وسبر غوره، هذا الآخر الذى يصدر لنا منتوجاته-وأخطرها المنتوج الفكرى- وهى بضاعة إن لم نتعهدها بالكشف والتمحيص؛ غلبت علينا شِقوتنا وكنا قومًا ضالين. يعنى الأمر ياأخى الكريم ليس ترفًا فكريًا، فعندما تعرف كيف يفكر هذا الآخر؛ ستعرف حتمًا خطواته المقبلة، وكيفية الإعداد لها .. وهذا السبق واجب شرعى وفرض عين لا فرض كفاية.
بعضنا يقرأ لكى يتثقف وبعضنا الآخر يقرأ لكى يكتب؛ وأرى أن الفريق الثانى أفضل. إذ جمع بين الثقافة كمكتسب معرفى؛ والكتابة كمنتج فكرى .. ونصيحتى لكِ. التنوع فيما تقرئين بقدر المستطاع والمتاح، حتى تكونى قادرة على. التعاطى مع كافة الموضوعات .. والآن نأتى للأسلوب. وهو يأتى من انفتاحك على كافة المصادر، فتتعدد طرائق التعبير لديك. أسلوب جاد- أسلوب تهكمى- أسلوب تورية - أسلوب رصين إلخ .. طبعًا مع مراعاة أن. كل منا محاسب على كلمته أمام الله.
أرى أن الأمر يبدأ من ال"أنا" أو بالأحرى. قل لى من أنت أقل لك من يجب أن تصاحب، فإبن الخطاب رضى الله عنه كان رجلًا صالحًا؛ فاقتدى بالأصلح منه ألا. وهو أبو بكر الصديق رضى الله عنه؛ فكما ترى كلًا يبحث عن ضالته، وهنا يبرز دور الأب فى تنشئة ولده على الإستقامة والتقوى؛ حتى يخرج إلى دنيا الناس. محصنًا يدعو أقرانه إلى التى هى أحسن؛ ويأمرهم بالمعروف .. وكذلك تفعل الأم بإبنتها.
حسنًا .. كمثال هل يمكن تفعيل. هذه الجهود الحثيثة، لحفظ ذاكرة الأمة، سواء أكانت ورقية أم ألكترونيةخلال الحرب الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا؟ ثم ماذا عن التراث الثقافى؛ كالمخطوطات واللوحات الأصلية. المستهدفة دومًا من تداعيات الإحترار المناخى. لاشك أن التقنيات الحاسوبية تتطور بشكل مطرد؛ مما يرفع من قدراتها على الحفظ، ولكنها فى النهاية قد تذهب لقمةً سائغة لقنبلة ذكية!