في البداية، كل شيء بدا وكأنه تجربة ممتعة، حماسية، وحتى إبداعية. كنا نتسابق على رفع صورنا في ChatGPT، نستعرض نسخنا الكرتونية بأسلوب استوديو جيبلي، وننشرها بفخر على وسائل التواصل الاجتماعي. الكل يتحدث عن الدقة، الجمال، وسحر الذكاء الاصطناعي في تحويلنا إلى شخصيات أنمي. لكن وسط هذا الحماس، غفل الكثير منا عن سؤال بسيط لكنه جوهري: أين تذهب هذه الصور؟ ومن يملكها بعد رفعها؟ معظمنا للأسف، لم يقرأ سياسة الاستخدام ، ولم ينتبه للبنود التي توضح أن أي محتوى يُرفع بما في ذلك الصور يمكن استخدامه لتحسين النموذج، أو مشاركته لأغراض البحث والتطوير، طالما لم نفعل خيار عدم مشاركة البيانات. شركة OpenAI نفسها توضح في صفحة الخصوصية أن المحتوى المُدخل قد يُستخدم لتدريب النماذج ما لم يُطلب خلاف ذلك.
هنا تكمن المفارقة: التقنية كانت متاحة للجميع، لكن الوعي لم يكن كذلك. التقنيون ركزوا على كيف نحصل على النتيجة، لكن قلة من تحدثوا عن ماذا يحدث بعد الضغط على رفع الصورة.
مع انتشار هذه الممارسات، بدأ البعض يشعر بعدم الارتياح. فهل كنا مجرد مستخدمين أم مواد تدريب؟ وهل يحق للمنصة استخدام ملامح وجوهنا لتطوير نماذجها؟ وما الحد الفاصل بين الإبداع والتعدي على الخصوصية؟
في زمن يتداخل فيه الترفيه بالذكاء الاصطناعي، قد نحتاج لإعادة النظر في عاداتنا الرقمية. لأن السؤال لم يعد فقط: كيف أحصل على صورة كرتونية جميلة؟ بل:ما الذي أتنازل عنه حين أرفع صورتي؟
من وجهة نظرك، تحويل الصور بأسلوب جيبلي عبر ChatGPT...حين تصبح هويتك البصرية جزءًا من خوارزميات الذكاء الاصطناعي: متعة فنية أم تهديد للخصوصية؟
التعليقات