في كل نقاش عن الذكاء الاصطناعي، يبرز الخوف من زوال الوظائف واستبدال البشر بالآلات. لكن وسط هذا القلق، هناك جانب لا يُناقش كثيرًا، وهو الوظائف التي ستولدها هذه الثورة التقنية. فكل تطور تكنولوجي في التاريخ، من الثورة الصناعية إلى الإنترنت، لم يقضِ فقط على وظائف قديمة بل خلق فرصًا جديدة لم تكن تخطر على البال.
مع انتشار الذكاء الاصطناعي، نشهد اليوم طلبًا متزايدًا على مهندسي الذكاء الاصطناعي، ومشرفي جودة البيانات، ومتخصصي أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، إلى جانب أدوار جديدة مثل مدربي النماذج الذكية الذين يعملون على تحسين تفاعل الآلات مع البشر. حتى القطاعات التقليدية بدأت في التحول، فبدلًا من اختفاء المحامين أو الأطباء مثلًا، أصبح هناك حاجة إلى خبراء قانونيين متخصصين في قضايا الذكاء الاصطناعي وأطباء يستخدمونه لتقديم رعاية أكثر دقة وسرعة.
المثير للاهتمام أن بعض الوظائف الجديدة لا تتطلب خلفية تقنية متقدمة، مثل مختبري تجارب المستخدم الذين يتأكدون من أن تفاعلات الذكاء الاصطناعي تبدو طبيعية وواقعية، أو محرري المحتوى المدعوم بالذكاء الاصطناعي الذين يوجهون الأدوات الذكية لصياغة النصوص بشكل أكثر إبداعًا وإنسانية.
إذن، السؤال ليس فقط عن الوظائف التي ستُلغى، بل عن الوظائف التي ستنشأ، وكيف نواكب هذا التحول بدلًا من مقاومته. فمن لا يواكب التغيير قد يشعر بأنه خارج اللعبة، لكن أولئك الذين يفهمون طبيعة هذه التحولات يمكنهم إعادة توجيه مهاراتهم نحو المستقبل بدلًا من الخوف منه.
من وجهة نظرك، هل تعتقد أن الذكاء الاصطناعي يوفر قدر من الوظائف الجديدة يكافئ الوظائف التي قد يجعلها تختفي؟
التعليقات