مسؤول ذو نفوذ وذا عقلية إدارية ناجحة جداً في إحدى المؤسسات يعاني من مشكلة الثقة بجدوى العمل الجماعي ضمن منظومة فرق العمل، لأنه يعتقد بأنّ تشكيل فرق العمل يعني إهداراً للوقت في ظلّ المشاكل الشخصية التي قد تنشأ بين أعضاء الفريق.

قد تبدو مخاوف هذا المسؤول منطقية نوعاً ما أحياناً، ولكن ألا يعني وجود مثل هذه المخاوف بأنّ هنالك مشكلة في طريقة تشكيل فرق العمل؟ وضرورة وجود حاجة ملحّة لفهم استراتيجية تطوير فرق العمل؟.

تستخدم هذه الاستراتيجية عادة في حال عدم وجود مشاكل في المنتج/الخدمة، إلا أنّ المشكلة تكمن في افتقار المؤسسة للأداء الجيد الذي يؤهلها للمنافسة في سوق العمل، حينها تتولد الحاجة لتأهيل فرق العمل الموجودة أو إضافة خبرات جديدة أو الاستعانة بفرق جديدة ذات خبرة.

يعتمد الأمر على القدرة المالية للمؤسسة خاصة في مجال الاستثمار في الرأس المال البشري، وبذلك تكون استراتيجية تطوير فرق العمل، أحد استراتيجيات المشاريع التي يطمح أصحابها للبقاء أطول مدة ممكنة في السوق، دون أن يكون هدف الربح السريع أحد أهداف المشروع.

حسب هنري فايول وماسلو فإنّ الطاقة الكامنة للفرد تبقى كامنة ما لم يتم تحريرها وإطلاقها من خلال العمل الجماعي.

مشكلة تشكيل فرق العمل تكمن في المراحل الأولى، حيث يقع البعض في خطأ تشكيل وإعـداد فـريق الـعمل جـيداً من الـبداية، مما يولد بعض المشاكل التي تنشأ بين أعضاء الفريق فيما يعرف بمرحلة "النزاع" والتي يحاول بعض أعضاء الفريق بفرض طريقتهم في العمل لإثبات أنفسهم قبل الوصول لمرحلة الاستقرار والإنجاز.

من هنا، حتى نتمكن من استخدام هذه الاستراتيجية بشكلها الأمثل، علينا اختيار أعضاء الفريق بعناية، بدءاً من وجود فريق أعضاؤه تعنيهم تقديم الخدمة المطلوبة ضمن معرفة كاملة بالدور المطلوب منهم، وامتلاكهم للمهارات اللازمة لإنجاح عمل الفريق.

وهنا أستذكر ما قاله فران تاركنتون "ليس اللاعبون من يفوزون في مباريات كرة القدم أو يخسرون، إنه الفريق".

لكنني أقف حائرة قليلاً، ما هو السبب الذي قد يجعل مسؤولي بعض المؤسسات الكبرى في دولنا العربية تحديداً يشككون في جدوى العمل الجماعي؟، وتشكيل فرق العمل في المؤسسة؟ والعمل على تطوير تلك الفرق؟، ففي مقولة شهيرة لأحد مسؤولي مؤسستي (لو أردت قتل فكرة، أو تأخير إنجاز مهمة فعليك تشكيل فريق عمل ولجان لذلك)!.