في السنوات الأخيرة، زاد الوعي بالصحة العقلية والتحدث عن أهمية العلاج النفسي في علاج الاضطرابات، أو حتى مساعدة الفرد على اكتشاف دواخله. ولكن ما أراه على مواقع التواصل الاجتماعي يثير تساؤلات، فما أن تحدث جريمة حتى أجد كم هائل من المنشورات عن تحليل شخصية المجرم، والنقاش حول احتمالية وجود اضطرابات بعينها، بل تذهب المنشورات إلى تشخيصات، وتذكر اصطلاحات لزيادة التفاعل و"التريند"، وكل ذلك من مساهمين غير مختصين في الأساس، ومشكلة عدم التخصص تكمن في "الافتراض"، وبما أن الانتشار سريع جدًا على السوشل ميديا، فبين ليلة وضحاها نجد إما تشخيص مبهم لمجرم، وإما تحليل مبتسر لمسلسل أو فيلم.
بالتأكيد زيادة الوعي بالاضطرابات النفسية أمر في غاية الأهمية، ومن الجيد اهتمام الأطباء والمختصين النفسيين بنشر تحليلات ومفاهيم عقب المواقف التي تنال شهرة عالية، ولكن الصحة العقلية لا تختلف عن الصحة الجسدية، فكما أنني لا أستطيع النظر إلى أحدهم دون فحوصات، وتشخيصه بالفشل الكلوي مثلًا، كذلك انتشار اصطلاحات تكهنية بناءً على عبارات في مسلسل أو أقوال مجرم، ليست حتمية ولا يمكن الجزم بها في التشخيص، فهل هذا مقبول كجانب سلبي محتمل لزيادة الوعي؟
التعليقات