في الماضي كان الإرهاق مرتبطًا بالجهد البدني والعمل الشاق لساعات طويلة. أما اليوم، فرغم أن أعمالنا أصبحت أكثر راحة من الناحية الجسدية، إلا أن الإرهاق الذهني والنفسي أصبح أسرع وأشد تأثيرًا... أصبحنا نشعر بالتعب المستمر رغم أننا لا نقوم بمجهود شاق!!

السبب ليس في كمية العمل، بل في طبيعة الحياة الحديثة. عقولنا أصبحت ممتلئة بالمشتتات، ننتقل من شاشة إلى أخرى، ومن مهمة إلى أخرى، دون أن نمنح أنفسنا فرصة حقيقية للراحة. القلق المستمر بشأن المستقبل، والتعرض الدائم لكمّ هائل من المعلومات، يجعل أذهاننا تعمل بلا توقف، وكأننا في سباق لا نهاية له.

الحل ربما يكمن في إعادة ضبط إيقاع حياتنا. أن نعيد تعريف الراحة، لا كفترات فراغ نملؤها بالمزيد من الشاشات، بل كلحظات حقيقية من الاسترخاء والانفصال عن الضجيج المستمر. أن نمنح أنفسنا وقتًا بلا مشتتات، ونسمح لعقولنا أن تهدأ، حتى نشعر بطاقة حقيقية بدلًا من التعب المستمر.

فهل يمكننا الهروب من هذا الإرهاق غير المرئي، أم أنه أصبح جزءًا من إيقاع العصر؟