لدينا كل ما نحتاجه، وربما أكثر. التكنولوجيا جعلت حياتنا أسهل، الخيارات متاحة بلا حدود، والترفيه في متناول أيدينا طوال الوقت. ومع ذلك، لا يزال هناك شيء ناقص، شعور دائم بأن ما نملكه غير كافٍ، وأن هناك دائمًا ما هو أفضل بانتظارنا..
المشكلة ليست في قلة ما نملك، بل في الطريقة التي ننظر بها إليه. اعتدنا على الوفرة لدرجة أننا لم نعد نقدرها، وأصبح "المزيد" هو المعيار الجديد للسعادة. نعيش في عصر المقارنات المستمرة، حيث نرى حياة الآخرين مصفاة عبر الشاشات، ممتلئة بالسفر، بالإنجازات، باللحظات المثالية، مما يجعل ما نملكه يبدو عاديًا، أو حتى أقل مما ينبغي.
كما أننا عالقون في دائرة الطموح المستمر، نريد وظيفة أفضل، دخلًا أعلى، علاقات أكثر نجاحًا، تجارب أوسع، وكأن السعادة دائمًا في المحطة التالية، وليس فيما نعيشه الآن. لكن المشكلة أن كل هدف نصل إليه يصبح مجرد خطوة نحو شيء آخر، دون أن نمنح أنفسنا لحظة لتقديره..
الرضا لا يأتي من امتلاك المزيد، بل من تعلم التوقف والنظر إلى ما لدينا بعين الامتنان. أن ندرك أن القيمة لا تكمن في الكمية، بل في التجربة، وأننا لن نجد السعادة في الركض المستمر خلف ما هو قادم، بل في القدرة على الاستمتاع بما هو موجود الآن.
فهل يمكننا أن نعيد اكتشاف الرضا وسط هذا الفائض من كل شيء؟
التعليقات