يقال بأن حل أي مشكلة تواجهنا بدون استخدام مهاراة التفكير الناقد قد تكون عبئًا علينا لا يمكن تحملّه أبدًا، لكن يا تُرى ماذا يقصد بالتفكير الناقد ؟ كيف يمكن اكتسابه؟ وما هي الاستراتيجيات التي تنصحنا باتباعها للتطوير من أنفسنا به؟ أيضًا فضلًا هل يمكنك مشاركتنا بمثال واحد حول هذا التفكير؟
التفكير الناقد، ماذا يقصد به؟ وكيف يمكننا أن نستفيد منه؟
يشكل العقل الإنساني إحدى الأحاجي التي لم يتم الإحاطة بكامل قطعها إلى حد الآن و فهم كيفية عمله و محفزاته, إن التفكير على اعتباره إحدى المهارات العقلية يخضع لنفس القاعدة, حيث و أنه منذ بداة الخليقة بدأ الإنسان بتطوير مهارة التفكير لمواجهة الإشكاليات المفروضة عليه, و عليه تعددت أنواع التفكير لتشمل على سبيل التعداد لا الحصر: التفكير البديهي, التفكير العاطفي, التفكير الإبداعي, التفكير المنطقي, التفكير المتقارب, التفكير المتقارب, التفكير الرياضي, و أخيراً و ربما أهمها التفكير النقدي.
أنواع التفكير المختلفة تخضع في تنميتها و تطويرها إلى عدد من الخصائص, فقد يعود بعضها إلى تفوق جيني معين أو موهبة فطرية لدى الإنسان, بينما يرتبط بعضها الأخر بمدى معرفة الإنسان و خبراته و الممارسة المستمرة لعملية التفكير.
قد لا يكون التفكير الناقد المهارة الأساسية التي ساهمت في تطور الحضارات أو القيام القفزات الهائلة للإنسانية و وضع النظريات التي صاغت شكل التفاعل الإجتماعي بين الناس, إلا أنه أحد أهم مهارات التفكير و ذلك يعود لعدد من الأسباب, من أهمها: أن التفكير الناقد هي مهارة يمكن لأي إنسان من تنميتها و تطويرها عبر عدد من الوسائل مثل القراءة و الاطلاع, النقاشات المستمرة في قطاع معين, و الاستشارة و التدريبات المختلفة, كما تبرز أهميته في نظام تقسيم العمل السائد في عالم اليوم, حيث أن هذا النظام يتركز على تقسيم العمل إلى مهمات تقنية تفصيلية و هذا النوع من التفكير يمتلك من الآليات التي تمكنه من معالجة القضايا التي يتسم بها عالم اليوم حيث يتيح لك فهم المواقف ومعالجتها بناءً على جميع الحقائق والمعلومات المتاحة, عادةً ما يتضمن استخدام التفكير النقدي في العمل معالجة وتنظيم الحقائق والبيانات والمعلومات الأخرى لتحديد المشكلة وتطوير حلول فعالة.
يساعد التفكير الناقد بحل المشكلات بطريقة منهجية تراكمية من خلال تنفيذ مجموعة من الخطوات كالتالي:
- تحديد المشكلة أو القضية
- إنشاء استنتاجات حول سبب وجود المشكلة وكيف يمكن حلها.
- جمع المعلومات أو البيانات حول القضية من خلال البحث.
- تنظيم وفرز البيانات والنتائج لتحديد أهم البدائل.
- اختيار أفضل البدائل و تنفيذه.
- تحليل الحلول التي نجحت أو لم تنجح و تقييمها.
- تحديد طرق تحسين الحل.
يجب استخدام الناقد في مجموعة من المهارات الأساسية التي يجب على الإنسان امتلاكها في سبيل تنفيذ أعماله بكفاءة و فاعلية و أهم هذه المهارات هي:
- مهارة الملاحظة والتي تمكنك من تحديد المشكلة و لماذا تمثل هذه القضية إشكالية في سياق معين.
- مهارة التحليل و التي تمكنك من تحليل المموقف الذي يواجهك و أهم الحقائق و المعلومات و البيانات المحيطة به و إجراء بحث موضوعي حوله في سبيل تقديم أفض الحلول.
- مهارة الاستنباط و التي تقوم حول رسم استنتاجات تفيد الوصول للحلول بناءاً على المعلومات و البيانات التي قمت سابقاً بجمعها.
- مهارة التواصل و التي يجب امتلاكها في سبيل مناقشة و تقديم الحلول لصانعي و منفذي القرار بشكل موضوعي حيادي
- مهارة حل المشكلات, فبعد تحليل الموقف و وضع الحلول عليك استخدام هذه المهارة لتنفيذ الحل المقترح و تقييمه و التأكد من صلاحيته بالإضافة لإجراء التعديلات اللازمة عليه في حال كان بحادة لذلك.
في النهاية يمكن القول بأن التفكير الناقد ليس نوع التفكير الوحيد أو المناسب لجميع الأعمال, لذلك يبقى السؤال هنا لك عزيزي القارئ, هل هذا النوع من أنواع التفكير هو الأنسب حقاً لمجال عملك أم لا؟.
التعليقات