في فلسفة كانط، الأخلاق مطلقة بمعزل تام عن العواقب، بمعنى أن مفاهيم كالعدالة والحرية والاستقلالية لا تتجزأ حسب الموقف، ولكنها ضروريات وحتميات للإنسان نفسه وللآخر، هنا الأخلاق واجبة وغير مشروطة بعوامل الموقف، أما الفلسفة النفعية، فهي تهدف إلى العدالة أيضًا وتقليل المعاناة قدر الإمكان وتحقيق الراحة، ولكنها "نسبية"، بمعنى أنها حليفة الموقف عن المبدأ، فمثلًا: اضطهاد أي فرد من المفترض أنه غير مقبول أو مسموح أخلاقيًا، لكن ماذا لو كان مجرمًا؟ ماذا لو كان الحكم عليه هو سبيل حصول الآخرين على العدالة والأمان؟
المثال السابق قد يبدو بديهيًا أن الحكم فيه هو للصالح العام، ولكن النفعية تضعنا أمام النسبية حتى في المفاهيم المظلمة "الظلم، الاغتصاب، الحروب، وغيرها" فهي تقارن العواقب ببعضها، ماذا لو كانت نتيجة أخف من نتيجة؟ هل كنا لنقبل بها بديلًا؟ وهنا المثال الأشهر لمعضلة القطار: نقتل واحد لننقذ خمسة، أو نقتل خمسة لننقذ واحد، في حالة كانط، المسألة نفسها غير أخلاقية والقتل ممنوع في كل الحالات، أما النفعية فستنظر غالبًا إلى العاقبة الأخف وطأة. ففي رأيكم، هل المبادئ ليست واقعية حتى تُختبر فعلًا، أم المبادئ ثابتة في أي وقت وأي مكان؟
التعليقات