...نذهب إلى يوم موتنا غير أننا متشبثين بالحياة, لأنه لا ندرك متى سيحل علينا ؟؟ و لو كان العكس لتسارعنا للوصول إلى ما نريد بأقصى سرعتنا و نحن لا ندرك أن هذا التسارع سيقودنا إلى التوقف و الموت قبل ذلك اليوم و في الغالب سيكون موتا إنتحاريا. لأن أحلامنا مرتبطة بحجم أملنا في البقاء على قيد الحياة و ليس بتاريخ فراقها, حتى و إن كان هذا التاريخ بعيد بألف سنة. هنا تتجلى حكمة الخالق, فجهل حقيقة بعض الأمور خير من معرفتها.
لو كنا نعلم اليوم الذي سنفارق فيه الحياة, هل ستتسارع خطانا نحو تحقيق أهدافنا أم ستتباطأ ؟؟
إننا لا نعلم موعد الموت، ولكن لو جلسنا للحظات نتخيل اقتراب حدوثه، فسنجد أنفسنا نريد أن نفعل كل شيء أجلناه في حياتنا، فغالبًا نريد أن نترك أثر طيب يعيش بعد رحيلنا ويتذكره من حولنا، وفي الوقت ذاته نؤجر عليه سواء كان عمل أو علم او صلة رحم أو بر .
كذلك سنجد أنفسنا نُقبل على العبادات ونتوب إلى الله ونفعل كل ما يجعلنا نضمن الجنة .
من المفترض أننا نصنع للحياة والموت معًا، وليست الدنيا والحياة فقط، فمثلًا العمل له منفعة دنيوية، وفي الوقت ذاته له أجر في الأخرة .
من يفهم ذلك سيستمر في العمل والتحقيق حتى اللحظة الأخيرة من عمره، أما من يعيش للدنيا فقط ولنفسه فسيتوقف عن فعل أي شيء لأنه في النهاية قد يكون يحيى بلا هدف!
التعليقات