درست منذ 2015 تطوير الويب و البرمجة و الغرافيك ديزاين وتخرجت في بداية سنة 2020 و لكن للأسف لاحظت أن كل ما تفرج على اليويتوب و أعطى من وقته بشكل منتظم أصبح بإمكانه أن يصبح مطور ويب أو مصمم غرافيك و خاصة انه يتم تبسيطها من خلال دروس الانستكرام، حتى أصدقائي الذين درسوا حقوق و بيولوجيا و هندسة معمارية استغنوا عن خدماتي و أصبحوا يعملون و يحترفون مجالي و يعملون به و هذا لا يحدث في محيط أصدقائي فقط بل في العالم و للأسف حتى التألق والإبداع في عذا المجال لا يكفي حتى و ان هذا المجال مطلوب فأصبح كثرة متعلميه ترتفع و البرمجة و التصميم الآن أصبح تعليمها متاحة للأطفال. سؤالي بصراحة هو ماهو مستقبل هذا المجال الذي سيندثر ك"عمل" ؟ و ماهي الأشياء التي يجب تعلمها و لا يكفي دروس اليوتيوب و يجب أن تكون مختص فيها أكثر في هذا المجال؟
كثرة المطورين
ربما ردي طويل ولكن اتمنى انه سيستحق وقت قرائته.
ابدء بمثال حقيقي.
احد اقربائي بسوريا توقف عن الدراسة بعمر ١٤ عام. ونظرا لظروفهم المادية قرر العمل كمساعد في صيدلية.
بعد ٣ سنوات حفظ جميع الادوية ويعمل كل شيء بالصيدلية. من طلبات شراء الى بيع المرضى. ( بالحقيقة وجدها مهنة سخيفة ومجرد بائع بدكان وتحول لمهنة صناعة الاسنان )
الان لو ظهرت فرصة عمل بشركة تصنع ادوية سويسرية. هل سوف توظف قريبي ام خريج صيدلة ؟
نفس الامر ينطبق على البرمجة.
تطبيق قالب على ورد برس ورفعها على استضافة . اصبحت عملية يتقنها المراهقيين.
ولكن مهنة البرمجة الحقيقة اكبر من ذالك. بل اصبحت مطلوبة بكثرة جدا جدا.
فمنذ ١٥ عام لم تكن منتجات سيارة او تلفاز او غسالة او او او تتطلب أي جهد برمجي ... الأن التلفاز الذكي وعشرات ميزات السيارات الاتوماتيكية وووو كلها تحتاج الى برمجة وتطوير مستمر.
دعيني اكون صريح ... اذا كنتي توقفتي بالتعلم عند ما يتقنه المراهقين الان. فموقفك سوف يستمر بالانحدار...
اخيرا. لكي لا ابدو متحيز ضد مهنة . ساكتب عن مهنتي وهي مهندس شبكات الحاسب. بال٢٠٠٥ كان عمل شبكة ل٥ او ١٠ اجهزة أمر عظيم ويحقق دخل ممتاز. اليوم في كل بيت يتم ربط الاجهزة بشبكة الwifi دون حاجة لمهندس شبكات وتبدو كمهنة ستنقرض.
ولكن مهنتي لم تمت ... قمت بتطوير نفسي . واليوم اعمل بشركة لها ٨٠ فرع ب٣٠ دولة حول العالم. جميعها مرتبطة بمراكز معلوماتنا بأسيا و أمريكا ومركزنا الرئيسي بسويسرا.
ثقي تماما لن يسلمو مسؤلية مثل هذه الشبكة لمراهق لان توقفها لدقائق قد تعني فوات عملية بيع ب١٠٠ الف دولار.
الرواتب جيدة ( للمبرمجين ) ولكن فقط لمن يستطيع تطوير الاحتياجات المتقدمة للشركات.
أنا ما زلت طالبا
لكن خضت تجربة تعليم طويلة نوعاً ما قبل الجامعة ، فأكملت مجموعة كورسات متكاملة من المحتوى العربي.
ومن تجربتي لاحظت أمور :
متابعة الكورسات :
مع كثرة الكورسات و الكتب و المقالات المتوافرة و مع العدد الهائل الذي قد تجده في السوشال ميديا يتابعها إلا أنه لا ينهيها إلا عدد بغاية الصغر و القلة ، و كثير ممن ينهيها يقضي بها وقت أطول من المفروض أحيانا.
أخطاء اختيار الطريق :
مع توافر المصادر الكثيرة ، اختلط الغث بالثمين ، وانا شخصياً لم أستفد من المحتوى العربي شيئاً كثيراً مع أني تابعت ما يعد من المصادر الجيدة فيه.
ولذلك كثيراً ما تضيع أعمار المتعلمين في إيجاد السبيل السليم.
الطلاب :
يدخل في هذا الطريق الكثير الكثير ، ولكنهم ليسوا سواء ولا يعتد بكثرتهم ، فمنهم صاحب المهنة و منهم المشغول و منهم الصغير في السن ومنهم الخ....
كثير منهم لا يمتلك الصفات المؤهلة لطلب العلم و هذا ما يجعل الكثير ينقطع على ما أجد.
فأنا شخصياً عندما جربت ذلك في سن صغير ، كان ينقصني العديد من المهارات و الوعي المطلوبان للاستفادة مما أتعلمه بالشكل المطلوب.
ما بعد الكورسات :
وهذا الطريق هو الأصعب ، بعد الأساسيات يبدأ الخوض بالتدريب وتدخل الدراسة الأصعب ، وما أن ينتهي و يصبح مؤهلاً لسوق العمل ، فلا أظن أن الوضع أسهل ولن يكون البقاء فيه أمراً يسيراً
البرمجة وعلوم الحاسب:
غالب المحتوى الذي يتحدث عنه صاحب المنشور يكون محتوى عن تعلم البرمجة.
وهذا يختلف عمن يدرس علوم الحاسب
لست بصدد توضيح الفرق ، لكن البرمجة جزء من علوم الحاسب ، ولا يمكن أن تكون مهندس برمجيات أو مهندس شبكات الخ.... من الاختصاصات من مجرد دراسة البرمجة و أرى أن هذا أمر يغفل عنه الكثير
هناك اختصاصات كثيرة في هذا المجال تحتاج مؤهلات و دراسات صعبة لا يرتادها الكل.
خلاصة رأي :
لا أعلم شيئاً عن سوق العمل ولكن من تجربتي لا أعتقد أن هذا الطريق يصل منه الكثير و لا أعتقد أن كثير ممن وصل يملك مؤهلات قوية.
ملاحظة : مع كوني في الجامعة لكن ما زال التدريس في بلدي سيء ولذلك اعتمادي كبير على دراسة المقررات من الانترنت(لكن من مصادر أكاديمية وشاملة لمواد علوم الحاسب) ، فأنا لا أنتقص ممن يتعلم من مصادر الانترنت
وكثير مما ذكرته من صعوبات ،تنطبق على طلاب الجامعات و خصيصاً لمن يعاني من تردي التعليم في كثير من أوطاننا العربية.
أخيراً هذا رأي الشخصي وقد لا يعكس الواقع و الله أعلم.
التعليقات