قبل أيام جمعني لقاء مطول مع صديقة لي، هي صانعة محتوى معروفة، لكن ما لا يعرفه الناس عنها هو أنّ وصولها لم يكن بهذه السهولة، وخصوصا في حربها مع نفسها لإيقاف المقارنات.

أثناء حديثنا اعترفت صديقتي أنها في بداياتها لم تكن تُشعر بالرضى عن أي محتوى تقوم بصناعته، كما أنها لم تكن تتوقف عن مقارنة ما تصنعه مع ما يقدمه بقية صناع المحتوى، وهو الأمر الذي عرقلها عن التقدم للأمام.

وتضيف أن تأثير المقارنات السلبي عليها كان واضحا لدرجة أنها اختارت التوقف عن صناعة المحتوى لمدة 06 أشهر كاملة، وخلال هذه المدة فضلت القيام بعدة تحولات عقلية تمنت لو أن أحدا ما كان قد نصحها بها قبل دخولها عالم صناعة المحتوى. ما هي هذه التحولات العقلية التي ساعدتها على إيقاف التأثير السام للمقارنة؟

تقول أول التغييرات كانت محاولة استغلال هوس مراقبة المنافسين بدراستهم وتحليل استراتيجياتهم في جذب الجمهور، بدل تضييع الوقت في مراقبتهم بغيرة.

ثاني خطوة كانت التوقف عن متابعة العديد من الأشخاص في نفس المجال، حتى تتفادى المقارنة والشعور بالإحباط من نجاحهم، والاكتفاء فقط بالتركيز على عدد قليل من الأشخاص ممن يمكنهم أن يشكلوا الإلهام لها.

ثم عملت على التركيز على تطوير أحد مهاراتها فقط بدل تضييع جهدها في تعلم العديد من المهارات تقليدا لبقية المنافسين ودون اتقان أي مهارة منها، وبهذا الخيار تقول صديقتي أن اتجاهها أصبح أكثر وضوحا.

أخيرا وربما أهم نقطة، محاولة استيعاب أنّ من تقوم بمقارنة نفسها بهم هم أشخاص يفوقونها خبرة في المجال بسنوات عديدة، ولهذا بالتحديد يجب عليها أن تستغل محتواهم للتحفيز و ليس للإحباط.

التفكير بهذه الطريقة من شأنه أن يختصر شهورا من اليأس والوقت الضائع على من يُغرقون أنفسهم في الجانب السلبي للمقارنة.

هل سبق ووقعتم في فخ المقارنة مع الغير؟ وكيف حولتم الأمر لصالحكم؟