لست أقلل من علم الفلسفة لكني لا أستطيع أن أرى أين الفائدة من تعلمها
ما الفائدة المرجوة من علم الفلسفة
افضل ما قرات في هذا المجال -والذي سيقنعك حتما بكلام جيد باهميتها - هو كتاب عبد الرحمن بدوي -العلامة المحقق- مدخل جديد الى علم الفلسفة. اقرا المقدمة فقط او الفصول التي تناسبك وستجده ممتعا جدا وبخصوص العدم والوجود افضل كتاب يبسط هذه المفاهيم هو هذا كذلك هو يبسط اعقد نظريات العلمية والجميل ان بدوي يقرا من اللغة الاصل يعني مثلا اعقد الفلسفات الالمانية يحللها ويفككها هذا الرجل يثير اعجابي وهو نابغة حقا واية من ايات الله في الفلسفة والحكمة.
فائدتها حسب نظري في العصر الحديث:
الفلسفة هي التي تضع اساسات اي علم والديكورات التي تزينه فيما بعد .. ولاعطيك مثالا فكرة السوشال ميديا مثلا هي فكرة نابعة من ازدياد وعي العالم باهمية الصداقة ومن ثم كثفت في الروايات والانيمي والافلام من ثم في البرامج المواقع والتطبيقات واصلها هو سقراط وتعاليمه فالصداقة هي العلاقة الاقل -اشكالية- للتعاون الانساني في نظر الفلسفة وبنظرك الى التاريخ ستجد ذلك من سقراط عن الصداقة الى وصف الاوربيين الملوك لما راسلهم تيمورلنك بانه صديقنا الحميم باللاتينية الى الروايات التي تتكلم عن الصداقة الى الانيمي الذي يقول -الزواج-علاقة رب عبد- الاب ابن كلها فاشلة- والصداقة هي الاهم تماما منها لوفي وناروتو والكثير غيرهم ومع احترامي هي تصل للعامة متاخرا.
تطبيق الافكار انسانيا يبدا بالفلسفة وينتهي بها. لناخذ موضوع الجندر مثلا اي النوع الجنسي ما تراه الان في عروض مثل ريكي ومورتي وفيوتشراما وغيرها هي كلها كانت في الروايات في قضية الجندر مثلا انظر لروايات (يمكنك مراجعةبالعربية المرجع في الخيال العلمي ) اوسولا لي جوين وستجد ان الخيال المبهر في العرضين مقتبس معظمهم في قضايا الجندر منها ومن النسويات كاتبات الخيال العلمي منذ ستين او خمسين سنة...
فالهرم كالتالي
فكرة فلسفية
عمل ادبي (رواية او شعر او مسرح)
تحويله الى الشاشة
تحويله لتطبيقات ومواقع وشركات (جعله منتجا) او العاب
التفلسف حول النتائج (كتب ناقدة واخرى معدلة ومنقحة للتطبيق للفكرة)
مع ملاحظ ان الخطوات بين الفكرة والتفلسف عنها قد تتبدل احيانا يعني يمكن للعبة ان تتحول فلما كمثال لكن الخطوة الاولى والاخيرة لا تتغير البتة فاللعبة تنشأ من فكرة فلسفية ولو تحولت لفلم فيما بعد خلاف الترتيب الذي وضعته لك لا ينقض ذلك فكرتنا عن الفلسفة واوليتها ثم ان تحولت لرواية وهذا ما حدث مع بعضها لا مانع من ذلك لانها ستنتهي بفلسفة تقييم الالعاب وهل هي خطر ام لا وفائدتها وقيمتها في التواصل والانسانية اي كما قلنا عن التفلسف حولها...
ايضا اذهب الى اي شركة كغوغل مثال ستجد لها امور تسمى فلسفتنا كمثال عشرة مباديء التي تسير عليها في عملها من قبل رايت في احد صفحاتهم كلمة فلسفتنا لا ادري اين بالضبط في منتاجتهم الكثيرة لكنها موجودة واعتقد بدلوها الان بكلمة (فكر مع غوغل) وهو نفس الامر بالنسبة لي كما ان اللغات البرمجية ورائدي المجالات كالتسويق والكتابة والترجمة كلهم لديهم فلسفات في النهاية يمضون عليها القضية في لفلسفة هي انها منهج وخطة عمل فكرية لعمل الامور.
كدليل فكري مادي اذهب الى اي مدونة لاي رائد في المجال مثلا سيث غودين في التدوين وغيره في البرمجة والاعمال وما اليه واكتب كلمة فلسفة في مدوناتهم واقرا بنفسك.
قواعد مجتمع الفيسبوك هي كذلك فلسفة ويمكن ردها الى اصولها بالبحث وهي من انتاجات الحداثة الاوروبية والتي هي شكل فكري فلسفي متطور يصنع تقنيات عالمنا وافكاره.
الفلسفة عن الفكر واعماله والاشتغال به وعن موضوعات هذا الفكر من اللغة حتى النجوم...وبهذا التعريف لا اعتقد انك ستجد مشكلة في جلب الكثير من الفوائد لها.
وفي الاخير كما يقول احد الفلاسفة لو فكرنا ان الفلسفة بلا فائدة تماما فانه لا يمكن نقضها الا بالتفلسف يعني لما تريد ان تثبت ان الفلسفة بلا قيمة تماما وكلام فارغ (وهذا بالضبط ما قاله فتغنشتاين الفيلسوف وقد سبقك بذلك) فلا بد ان تتفلسف لا محالة!.
التعليقات