يُنظر لتأخر زواج المرأة كوصمة لا كخيار فتُحاصر بأسئلة جارحة وكأنها سلعة لها تاريخ صلاحية وإن تزوجت تُنتقد لاختيارها وإن تطلقت تُلام على الفشل في كل الحالات هي متهمة مهما فعلت الأصعب أن التهم لا تأتي فقط من المجتمع بل من العائلة نفسها أم تلمّح خالة تسخر وجدة تعاتب فيتحول البيت إلى محكمة والفتاة إلى قضية مؤجلة أعرف صديقتين في الثلاثينات من العمر لم يتزوجن بعد ولم تُتح لهن فرص مهنية لامعة إحداهن تعمل في وظيفة عادية بدوام طويل وراتب بسيط والأخرى تبحث عن عمل منذ شهور لا شهرة ولا استقلال مالي كبير ومع ذلك فإن كل ما يُسأل عنهن هو "لِمَ لم يتزوجن" وكأنهن بلا قيمة إلا إذا ارتبطت كل واحدة برجل هذا الثقل النفسي لا يصنعه المجتمع فقط بل تعيد العائلة نفسها تدويره حتى يصبح الصوت الداخلي للفتاة هو الاتهام ذاته شاركونا تجاربكم وآراءكم
العنوسة ليست تهمة… فلماذا نُحاكَم؟
لماذا لم تتزوجي؟ لماذا تطلقتي؟ لماذا أنجبتي مبكرًا؟ لماذا لم تنجبي؟ لماذا أنجبتي طفلًا واحدًا؟ لماذا أنجبتي طفلين؟ لماذا تعملي ولا تهتمبن بمنزلك؟ لماذا لا تعملي وتساعدين زوجك؟.... الخ
في كل حالة ستجدين ملاحظة واستظراف وسخافة.
ربما يكون هذا الأمر صعبًا قليلًا على الفتيات ولكن لماذا لا تكونوا وقحين؟
أنا أعني عندما يقول أحد شئ سخيف باستثناء الأم والأب، لماذا لا تردوا ببساطة بعبارات مثل: وأنت مالك:) وبالتأكيد يمكن أن تصبح هذه العبارة أكثر وقاحة بكثييييييييييييييييييييييير.
بالنسبة لي فأن يقولوا عني غير محترم أو ليس لدي أخلاق أو حتى يكتفوا فقط بالحديث عني من ظهري أفضل بكثير من أن يزعجوني في وجهي.
عندما كنت صغيرًا، كان أقارب والدتي كبارًا وصغارًا يطلقون علي اسمًا كلقب تدليل، لم يكن مهينًا أو مسيئًا لكني لم أكن أحبه لسبب شخصي.
ومهما فعلت وأخبرتهم لم يتوقفوا حتى أني أصبحت أكره زيارتهم.
ووالدتي كانت فقط تحاول أن تشرح لي أنه ليس لقب سيئ بدلًا من أن تجعلهم يتوقفون.
حتى جائت فترة وفاة جدتي فتوقفت عدة سنوات عن رؤيتهم، وعند العودة، ولعدة مرات متتالية قمت برد وقح ورفعت صوتي عدة مرات بسبب تصرفات مزعجة أمام الجميع.
بعد ذلك لم يعد يتجرأ أحد منهم على شئ مثل ذلك، وكثيرا ما يقولون باستظراف: " لا بلاش نقول حاجة تضايق عمر علشان ميتعصبش علينا" فأرد بسماجة: "طب كويس أنكم عارفين أني مبهتمش وبرد بقلة أدب عادي".
حتى أنه عندما يأتي ضيف لا يعرفني عن قرب ويبدأ في الاستظراف تتدخل والدتي بسرعة لتغير الموضوع،
لأنها تعلم أني لا أحترم أحدًا يزعجني كبيرًا كان أو صغيرًا، وليس بالضرورة أن أسبه فهناك الكثير من الردود المهينة دون سب.
قد يكون ذلك فعّالًا لإيقافهم..
لكن أليس مزعجًا أن ترى منهم الرغبة في فعل ذلك، ولا يوقفهم إلّا قولهم: عشان ما يزعل علينا..
كنّا أنا وأختي ننبّه باستمرار على موضوع المقاطعة، وإن أوصينا على شراء شيء كنّا نحدد الشركة التي نريدها، فإن لم تكن متوفرة، نلغي فكرة شرائه، ولم تكن العائلة تحرص كما نحرص، كانوا أحيانًا يشترون من مطعم أو شركة ما، ونحن قد أخبرناهم أنها ضمن المقاطعة ألف مرّة ، ويتفاجؤون من تلك المعلومة ألف مرة أيضًا..
مع الوقت صار الأمر يصدر أحيانًا كالسخرية، بشكل غير مباشر، كأن يقول أحدهم: نفسي في المطعم الفلاني (ضمن المقاطعة)، فيقول الآخر : لا هذي مقاطعة كيف تشتري منها! ثم يلتفت لي ويبتسم باستهزاء (يعني شوفيني شاطر) ويقول: صح يا إيثار؟
أو يأتي أحد إليّ يشتكي الآخر مازحًا: إيثار شوفي فلان اشترى هذا! والله هو اللي اشتراه (وينتظر مني تأديبًا أو ردة فعل) ليصنع موقفًا يضحك عليه..
أو يقال: لا تشوفك إيثار، أو لا تزعل إيثار.
هذا مزعج جدًا، ينظرون للأمر كنكتة تثير الضحك (أو هذا ما يظهر من تصرفاتهم)، فليس توقفهم أو منعهم لشراء شيء نابعًا من مبدأ داخلهم، بل هو لهو للضحك وللإتيان بسيرة المقاطعة، وإيثار التي ستغضب إن رأتك تشتري شيئًا ممنوعًا...
ربما كان أقل إزعاجًا أن تفصح عن عدم اقتناعك بالمقاطعة، وتخلّي سبيلي!
يمكن فعلًا أن يكون الرد الحاد أو الواضح حلًا مفيدًا لأنه يضع حدًا للتدخل أو السخرية لكن بالنسبة للفتيات تنفيذ هذا الأسلوب صعب نوعًا ما لأنه قد يسبب مشاكل مع الأهل أو الأقارب أو حتى المجتمع القريب أنا أوافقك إلى حد ما وأرى أن وضع الحدود مهم خاصة عندما يزداد الضغط النفسي ولا يحترم الآخرون الخصوصية لكن أحيانًا نحتاج إلى التوازن بين الرد الواضح والمحافظة على هدوء العلاقة لأن ليس كل الناس يتقبلون الرد المباشر وقد يعتبره البعض قلة احترام حتى إن كان في مكانه
كلامك واقعي جدًا في مجتمع يحشر أنفه في أمور شخصية جدًا لا يصح أن يقرب منها حتى! يعني أعرف أناسًا يسألون الرجل منا حتى: متى تتزوج؟! ثم إذا تزوج؟! ربنا يعوض عليك! لسة ربنا معوضش عليك! إن شاء الله قريب! ثم إذا أنجبت طفلة أنثى سألوك بعد فترة: يلا عشان تخاويها!!!!!! ثم إذا أنجبت ذكراً قالوا لك: مش ناوي تجيب له أخ يخاويه بدل ما يكون في الدنيا وحيد فريد شريد!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
هذه الأسئلة اسمعها كل يوم تقريبًا ومن كثيرات ومن كثيرين وأتعجب: ألهذا الحد حريتنا الشخصية مستباحة؟!!! وددت لو أقول: على رسلكم! لا تعدوا حدودكم!!! ولكن أضحك ويضحك من تقال له أو لها ويمضي الموقف بسلام أو بغير سلام من جانب من قيلت له لأنها قد تفعل في نفسه أو نفسها الأفاعيل في أمور قد لا تملك هي أو هو فيها شيئاً!
ولكن الناس هم الناس ولا يصح برأيي أن نجيبهم كما اجبتهم يا عمر فهم إن كانوا يسألون فحبًا لنا ومداعبة ونصيحة. هكذا هم يسحبون الأمور ولابد أن نجاري الناس ونداريهم ونأخذهم على قدر عقولهم. فليس الجميع مغرض في قوله أو يريد أن يُضايقنا وطالما علمنا حسن نيته فلا نعنف في الرد عليه أو عليها.
ليس بالضرورة أن يكون الرد عنيفًا من أول مرة.
في العادة أبدأ بعبارات مثل: "بص أنا مقدر أنك خايف عليا وكل حاجة بس أنا مبحبش حد يسألني أسئلة شخصية"
ولو قال عبارات مثل: " احنا بنحبك وعايزين مصلحتك"
فأقول: "مقدر والله بس بعد اذنك مبحبش حد يسالني على حاجات شخصية"
فإذا عاد هذا الشخص بعد فترة وكرر عبارات مزعجة، سأحاول أن أكون لطيفًا مرة ثانية ولكن بلهجة حازمة أكثر.
وفي الثالثة هقل منه بصراحة.
الشخص الذي يهتم بك لا يزعجك ولو كان ازعاجي بالنسبة له إهتمام فلا أريده.
وهناك حل أخر ألجأ له في بعض الأحيان وهو تكرار رد واحد بطريقة مزعجة وابتسامة سمجة مثل: ربنا يسهل ادعيلي، فاكررها علي اى سؤال بطريقة تزعج الشخص الآخر مهما يقول أظل أكررها حتى يتوقف من نفسه.
هناك حل أخر ألجأ له في بعض الأحيان وهو تكرار رد واحد بطريقة مزعجة وابتسامة سمجة مثل: ربنا يسهل ادعيلي، فاكررها علي اى سؤال بطريقة تزعج الشخص الآخر مهما يقول أظل أكررها حتى يتوقف من نفسه.
نعم، هذه كانت طريقتي وطريقة مُثلى كما أراها. لأنها لا تزعج الآخرين - وقد يكون محبون فعلًا ولكن لا يقدرون الحدود الشخصية و الحرية الفردية- وهي طريقة آلية روتينية تنتهي بهم إلى الصمت فكنت أقول: بإذن الله....إن شاء الله....قريب......
بخصوص موضوع الأسئلة الشخصية عشان تجاربي معاه مهمة :)))))) أنا فعلًا لا اهتم إطلاقًا برأي أي شخص عني ما دام رأيه ليس لغرض تقديم نصيحة (أنا طلبتها)، عدا ذلك، أعتقد إنكم تستخدمون نفس الأسلوب "ب اتبارد على اللي قدامي حرفيًا" وبيحس لوحده أني مش مهمتة ولا سامعة هو بيقول ايه، مع اجابات مختصرة جدًا، واحيانًا قفل كلام خالص، وبصراحة ده اللي أنا شايفاه أسلوب مناسب مع الكل، أو -طبعًا هزار- بس ممكن أي سؤال شخصي نرد عليه بسؤال شخصي أكتر منه زي: "وأنت اخبارك ايه بقى مرتبك كام دلوقتي :))))"
أعجبتني طريقتك في الرد فيها هدوء ووضوح وقوة في نفس الوقت لا تهربين من المواجهة ولا تبررين موقفك فقط تضعين حدودًا واضحة تحميك وتحفظ كرامتك والطريقة التي استخدمتِها في الرد بسؤال مقابل كانت ذكية جدًا لأنها تُشعر الطرف الآخر أن الحديث لا يمكن أن يكون من طرف واحد الجميل أيضًا أنك لم تلجئي للصدام أو الإهانة ومع ذلك وصلتِ رسالتك بوضوح ووضعتِ من أمامك في مكانه دون أن ترفعي صوتك
أضحكتني جدا طريقتك، وأظن أنها فعالة جدا ههههه
لكن ليس كل الناس بإمكانهم فعل ذلك، خاصة بالنسبة للنساء، لأن تلك الطريقة ستجلب لهم كراهية عامة واعتقاد جماعي بأن هذا الشخص "صعب" و"سريع الغضب" وحتى "غير متأدب"...
بالنسبة للرجال قد تكون فعالة دون مشاكل، لكن مع ذلك (شخصيا) لا أفضلها وأفضل تقديم احتراما أكبر للناس حتى ولو كانوا هم وقحين بعض الشيء معي، وأفضل أخذهم على قد عقولهم والتعاطف معهم (يعني مع واقع جهلهم وقلة وعيهم) وأحاول أن أسدد وأقارب في الحديث، وفي نهاية الأمر يدخل الكلام من أذن يخرج من أخرى عندما يكون بلا فائدة ههههه
لكن الخلق الطيب مع الناس فيه أجر كبير، كما في الحديث: - إنَّ اللهَ ليُبَلِّغُ العبدَ بحسنِ خلقِهِ دَرَجَةَ الصَّوْمِ والصَّلاةِ -
فالإنسان يتخلق مع الناس، ويحسن حتى لمن أساء إليه ويبتغي الأجر من الله، فيكون فائزا على كل الأحوال، وكما يقول أخي عبد العلي "الاستثمار"، فأستثمر في كل شيء! حتى فيمن آذاني فأعفو عنه وأعامله بالحسنى وأفوز بسببه بحسنات.. فينقلب بهذا الألم إلى فرحة!
أوافقك أن كثير من الناس لا يقصدون الأذى فعلًا ويمكن يكون دافعهم الفضول أو المزاح أو حتى النية الطيبة لكن المشكلة أن النية وحدها لا تكفي لأن الأسئلة المتكررة عن أمور شخصية مثل الزواج أو الإنجاب ممكن تضغط على الشخص نفسيًا خاصة لو كانت أمور خارجة عن إرادته أو فيها وجع داخلي لا يعرفه أحد أحيانًا نضحك ونتظاهر أن الأمر عادي لكن في الحقيقة بعض الكلمات تبقى في النفس وتؤلم بصمت أنا مع فكرة أننا نحسن الظن ونراعي نية الآخرين لكن في نفس الوقت لازم يكون عندنا وعي أن في حدود لا يصح أن نتجاوزها حتى لو من باب المزاح لأن في فرق بين الكلام الخفيف والتطفل ولو كل شخص فكر للحظة في أثر كلمته قبل أن يقولها يمكن كثير من المواقف تمر بلطف وبدون ألم
ممكن تضغط على الشخص نفسيًا خاصة لو كانت أمور خارجة عن إرادته أو فيها وجع داخلي لا يعرفه أحد أحيانًا نضحك ونتظاهر أن الأمر عادي لكن في الحقيقة بعض الكلمات تبقى في النفس
بصراحة فكرة أن تضغط على أحدهم نفسيًا أو تدفعه دفعًا لقرار بناءً على تطفل الآخرين هي مشكلة شخصية ويجب أن نحلها نحن بأنفسنا، لا علاقة لنا بالغير، بمعنى لو كلامك اليوم ضايقني، فهو لأنني أتحسس من هذا الموضوع ليست المشكلة في كلماتك، وصحيح بعض الموضوعات مؤلمة مثل مشكلات إنجابية واستمرار الحديث عنها، لكن تأخر سن الزواج أو اختيار الزواج نفسه، هي قرارات شخصية، لا يجب أن ننشغل فيها اصلًا بأفكار وحديث الآخرين، ما دمنا سعداء في حياتنا ولدينا هدف نرغب بتحقيقه، ورؤية أو منظور يناسبنا، فإذن كلام الناس كله فعلًا "لا يودي ولا يجيب"..هباء فعلًا.
لا أعلم من اخترع هذا المصطلح بصراحة، ولكن إن كان يحمل تأثيرًا سلبيًا على النفوس، لماذا نقوله أصلا؟ عدم الزواج ليس عيبًا أو خللاً، بل هو ببساطة مرحلة أو اختيار في حياة كل فرد، ولا ينبغي أن نحاكم أحدًا بسبب توقيت زواجه أو عدمه، فالحياة مليئة بالفرص والتجارب التي لا ترتبط بالزواج فقط، وعلى سبيل المثال لدي صديقة تزوجت خصيصًا بسبب هذا اللفظ، وكان زواجها سريعًا دون تروي، ولم تمر ستة أشهر إلا وتم الطلاق، فهذه الأشياء للأسف قد تدفع البعض لاتخاذ قرارات غير مدروسة، ولا يجب أن يُنظر إليها كمعيار للنجاح أو الفشل في حياة الإنسان.
فعلًا هذا المصطلح مؤذ جدًا وكأنه حكم على الشخص بأنه ناقص أو فاته شيء مهم مع أن الزواج في النهاية رزق من الله يأتي في وقته المقدر وليس مقياسًا للنجاح أو الفشل وقصة صديقتك مؤلمة فعلًا وهي مثال واقعي على كيف يمكن للكلمات والضغط الاجتماعي أن يدفعوا الناس لقرارات سريعة وغير مدروسة فقط من أجل إسكات الآخرين أحيانًا المشكلة ليست في الكلمة نفسها بل في تكرارها على مسامعنا حتى نبدأ نصدق أن هناك خطأ فعلًا لمجرد أننا لم نتزوج بعد
شاركونا تجاربكم وآراءكم
بالطبع العنوسة ليست تهمة و الطلاق ليس تهمة ولكن ما حيلتنا وهذا مجتمعنا؟! برأيي أننا لا نستطيع ان نكمم أفواه الناس ولكن يمكن أن نضع في آذاننا قطنة أو قطون ( جمع قطنة إن صح)! لا يصح أن تبالي العانس بآراء الناس طالما هي لا تعمل شيئاَ خطأ في عرف الدين أما الأعراف الإجتماعية او ثرثرات الناس فيمكن تجاهلها. وأرى أن الناس تحترم من لا يُعير آرئهم احترامًا ويفعل ما يحلو له أو لها.
اتفق معك أننا لا نستطيع أن نمنع الناس من الكلام لكننا نستطيع أن نختار ما نسمعه وما نتجاهله بعض الناس لا تحترمك إلا عندما ترى أنك لا تهتم بكلامهم وتكمل حياتك بثقة وطالما أن الإنسان لا يفعل شيئًا يخالف دينه أو يؤذي غيره فلا داعي أن يقلق من نظرة المجتمع لأنه مهما حاول إرضاء الناس فلن يسلم من كلامهم وأعتقد أن تجاهل كلام الناس ليس سهلًا في البداية لأن الإنسان بطبيعته يتأثر بكلام من حوله خاصة إذا كانوا من الأقارب أو المعارف لكن مع الوقت والتجربة يبدأ الشخص يتعوّد ويصبح لديه نوع من القوة الداخلية التي تحميه من التأثر فالأمر يحتاج إلى وعي وصبر وتدريب حتى يصل الإنسان إلى مرحلة لا تؤثر فيه الكلمات مثل السابق
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أختاه ، ذكرتي أمرًا في كتابتك و هو العمل فمع الأسف بعض النساء يرفضن الزواج بسبب الدراسة طمعًا في الوظيفة المرموقة فتجد نفسها قاربت الثلاثين و لم تتزوج و قد ضيعت فرصاً على نفسها ، فتجد نفسها عانسا أو تحت ضغط العائلة لترضى بأي فرصة تتاح لها ، أو تجد نفسها تحت نظرات المجتمع الذي لا يرحم ، أما التي لم تتح لها الفرصة من البداية فليس لديها خيار سوى الصبر
حتى وإن مرت بما تذكر، فلا يحق للمجتمع أن ينظر لها بنظرات لا ترحم، أو أن يجرحها أو أن يكون مبررا لنا لنطلب منها السكوت وعدم الاعتراض!
لست مع عمل المرأة بكل صراحة وصدق، لكني لست ضد كل عمل للمرأة، ولست مع من يلوم كل من سارت في ذلك المسار وعلمت أو حتى لم تعلم بعد أنه قد يكون خاطئا جدا.
فعلينا أن نحل المشكلة لا أن نبرر.
يُنظر لتأخر زواج المرأة في كثير من مجتمعاتنا كوصمة، لا كخيار.
كأنها ارتكبت ذنبًا فقط لأنها لم ترتبط برجل، أو لأن الحياة لم تمنحها الفرصة المناسبة.
تُحاصر الفتاة بأسئلة جارحة، نظرات مشفقة، وهمسات من خلف الظهر لكن ما هو أقسى من أحكام المجتمع…
هو أن تُلقى نفس الأحكام من داخل البيت نفسه.
أعرف إحداهن تزوجت في الأربعين…
برجلٍ في الستين، فقد زوجته بعد عمرٍ طويل معها.
حين تزوجا، كانت سعيدة جدًا، كأن الحياة أخيرًا ابتسمت لها.
.....
لكن البعض لم يرَ سعادتها…
بل رأى فقط: "لماذا وافقت الآن؟"
كأنهم يستخسرون فرحتها،
كأن الزواج في هذا العمر "تنازل" لا "قَدَر جميل".
وماذا في ذلك؟
أليس الله هو من كتب لها هذه الفرصة؟
أليس الحب والسكينة ممكنان في أي عمر؟
قبل الخوض في النقاش، لنحلل الطرح موضوعيًّا، بدءًا بالسؤال: من الذي يسأل؟
ما زلنا نربط المسار المهني كعامل رئيسي لتحديد القيمة، وهذا ما يزيد من غوصنا في وحل الأفكار، متجاهلين الجانب النظيف. وفقك الله، حصلت على منصب عمل؟ مبروك. نجحت في مشروعك الخاص؟ مبروك. أردت بناء أسرة؟ مبروك. حققت الاثنين؟ مبروكان. فتحت الأندلس؟ أرفع لك القبعة.
لنعد إلى السائل. من المحتمل أنه أحد الجاهلين الذين يكررون الحديث دون فهم واضح، أو أحد الذين مرّوا بنفس الظروف أو أفضل منها، وقد تكون دائرته المحيطة ساهمت بدرجة كبيرة في نجاحه على الجانب الشخصي والمهني. وربما كان في تلك المرحلة تائهًا، وتم توجيهه، لكنه لا يتذكّر ذلك، بل يرى فقط النتيجة: شكّل أسرة في سن مبكرة، أو كوّن نفسه أولًا ثم شكّل أسرته. لا يهم، المهم أنه لا يرى سوى النتيجة.
ومنطقيًّا، من المتوقع أن يتسامح هؤلاء الأشخاص مع من مرّوا بنفس الظروف. لكن الواقع أثبت العكس، بل إنهم لا يظهرون أي تعاطف، وكأنهم يلومون نسختهم القديمة.
هذا جزء من المشهد. وفي زاوية أخرى، نجد آخرين يعاملون من تعثّرت به الظروف كخارج عن الصف. هل يقدمون المساعدة أو حلولًا؟ لا. بل يتصيّدون الهفوات فقط.
تكوين الأسرة، ودون الخوض في الجانب الديني الذي يعرفه معظمنا، هو وسيلة أمان للطرفين، وله انعكاسات ملموسة عليهما.
قد يندم بعض المتزوجين على تأخّرهم في الزواج، وقد يندمون على المصاريف المهدورة التي يدفعون ثمنها في السنوات الأولى من حياتهم الجديدة.
التأخر ليس دائمًا سيئًا، ولا جيدًا بالضرورة. ربما أنت لم تتأخر، بل تنتظر الفرصة المناسبة.
والناس ستتحدث… وستتحدث، فهل نقطع ألسنتهم؟
لا تظلموا بنات الناس، ولا تظلِمها أنت أيضًا. كما أن معايير الارتباط، شئنا أم أبينا، تتغير من مجتمع لآخر، ومن مرحلة عمرية لأخرى. وكذلك الجوانب النفسية، والفسيولوجية، والاجتماعية.
من المتوقع أن يتسامح هؤلاء الأشخاص مع من مرّوا بنفس الظروف. لكن الواقع أثبت العكس، بل إنهم لا يظهرون أي تعاطف، وكأنهم يلومون نسختهم القديمة.
نقطة خطيرة يا محمد!! حسنًا فكرة التسامح مع من مرّ بنفس الظروف وحتى التعاطف معه، هو ببساطة لأننا نتشارك نفس المخاوف والتطلعات والتوقعات، أي إننا داخل نفس الدائرة، احتمالية أن يحدث لك شيئًا يؤثر فيَّ لأنه قد يحدث لي بنسبة كبيرة أيضًا. أما نقطة عدم التعاطف بسبب الإسقاط على نسختهم القديمة، فأنا أرتها في معظم مع من يخالف مسارهم، لأنه أيضًا يثير مخاوفهم وشكوكهم: هل ما فعلوه كان صحيحًا، ماذا لو كان هذا الشخص (خارج الدائرة) قراراته هي الأفضل؟ ..ولكنك طرحت منظور مهم جدًا.
من الناحية الموضوعية أنت محق في ما قلت، لكن عندما تمر بالتجربة أو تسمع قصة عزيز عليك يعاني من هذه الأشياء ستفهم معنى أن يضايقك جميع الناس من حولك بهذه الاتهامات والأسئلة ونتف الجروح..
لأن الإنسان يكون أصلا مجروحا ولا يجد حلا حتى بينه وبين نفسه، ينتظر من الله الفرج: وهم يواصلون فتح تلك الجروح وإيذاء أصحابها! بدافع الحب وبدافع التعاطف ووو
وما هي في الحقيقة إلا إدمان الناس على كثرة الكلام والثرثرة والتدخل فيما يعنيهم وما لا يعنيهم، وتربوا وانتكست فطرهم على الأخلاق القبيحة وتوارثوها، فهنا علينا أن نوصي المرجوح بالصبر، والجارح بالتوقف، وأن نسأل الله العافية.
صحيح كلامك جدًا أحيانًا من يتألم لا يحتاج سوى حضن صادق أو دعوة طيبة وليس تحقيقًا أو استجوابًا كثير من الناس تظن أنها تساعد لكنها من دون قصد تزيد الجرح عمقًا هناك فرق كبير بين السؤال بدافع الحب والتدخل بدافع العادة والمؤلم أن من يتألم غالبًا يضطر إلى التحمل بصمت ويُتهم بأنه المذنب المشكلة أن الألم النفسي ما زال يُعامل وكأنه أمر بسيط أو غير حقيقي فالمريض جسديًا يحظى بالتعاطف والدعاء أما من يمر بأزمة نفسية فيواجه نظرات قاسية وأسئلة تؤلمه بدل أن تواسيه نحتاج أن نتعلم كيف نحتوي مشاعر الآخرين بلطف ونكون دعمًا حقيقيًا لا عبئًا إضافيًا وربما لو سأل كل شخص نفسه قبل أن يتكلم هل وجودي الآن يخفف أم يزيد الألم لكانت الحياة أرحم للمتألمين
وربما لو سأل كل شخص نفسه قبل أن يتكلم هل وجودي الآن يخفف أم يزيد الألم لكانت الحياة أرحم للمتألمين
الكلام الأخير يعد فيصلا في حسن الأخلاق في الكلام، وهي من الوصايا النبوية، قال صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرا أو ليصمت"
قال بعض العلماء (سمعتها من الشيخ عبد الرزاق البدر) ما معناه: "إذا جاءت الكلمة على لسان الإنسان، فإنها لا تخرج عن 3 أحوال:
- إما أن تكون خيرا محضا فيقولها
- إما أن تكون شرا محضا فلا يقولها
- إما أن يشك فيها أهي خير أم شر فلا يقولها، لأن الأصل هو السكوت حتى يتيقن."
فلو أدركنا حقيقة هذه القاعدة النبوية الذهبية، وطبقناها في كل كلام يخرج من أفواهنا، لصلحت كثير من أخلاقنا ولوزننا كلامنا كله قبل أن نخرجه من أفواهنا، فلا ننطق إلا خيرا.
المجتمع يخاف، ويبالغ في الخوف، ويترجم الخوف ترجمات خاطئة نابعة من الجهل والتقليد الموروث بلا نقاش.
يريدون تطبيق قواعد ثابتة على كل الناس دون استثناء، الاختيارات في الحياة لديهم يجب أن تكون قوانينا ثابتة لا يجوز مخالفتها أبدا!
يعتقدون أن العانس بقيت عانسا لأنها ترفض كل الرجال وترفع سقف متطلباتها كثيرا.. وهذا لم يتوقف عند المرأة، فحتى الرجل الذي يتجاوز الـ 30 تبدأ هذه التهم تلاحقه من كل جانب، لدي أصدقاء يعانون من مثل هذه الأمور نفسها وهم رجال!
مشاكلنا الاجتماعية كلها (أعتقد) أنها نابعة عن جهل عميق يحتاج إلى إعادة تربية وتأهيل تستهلك عقودا وأجيالا مع العمل الطويل والمضني، لكن هيهات هيهات..
ولو نارا نفخت بها أضاءت .. ولكن أنت تنفخ في رماد
لكن نسأل الله عز وجل إصلاح الحال ولا نقنط، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
المجتمع فعلاً يخاف من كل شيء مختلف أو غير مألوف وهذا الخوف يجعله يتمسّك بالعادات وكأنها حقائق لا يمكن تغييرها وأحيانًا يفرضها على الآخرين حتى لو لم تناسب ظروفهم أو طبيعتهم وفكرة أن الإنسان يجب أن يتزوج في سن معين أو يسير في طريق محدد في الحياة هي من أكبر المشكلات التي نواجهها لأن لكل شخص ظروفه وتجربته وخياراته والخوف من كلام الناس أو من خيبة توقعاتهم هو ما يدفع الكثيرين لاتخاذ قرارات لا تشبههم كما أن التغيير لا يحدث بشكل مفاجئ لكن يمكن أن نبدأ به من خلال الحديث مع من حولنا عندما نشجعهم على التفكير بدلًا من التكرار ونجعلهم يرون أن الحياة لا تسير على نموذج واحد للنجاح أو للسعادة فليس من الضروري أن نسلك جميعًا الطريق نفسه كي نكون بخير
العنوسة لا تختص بالعروسة فقط😂
انما بلاء واقع على الرجل ايضا ويعاتب ويسمع الكثير من الكلام وربما يتهم في رجولته كذلك ،هي حال مجتمعنا ويعاب على العقيم انه من غير اولاد وفي المختصر اقول ان ارضاء الناس لا تدرك .
نعم يعاني الرجل أيضًا من نظرة المجتمع إذا تأخر في الزواج لكن في نفس الوقت المرأة تتحمّل جزءًا أكبر من المعاناة لأن الناس تربط بين قيمتها وسنّها وكلما تقدّم بها العمر تبدأ تسمع تعليقات تضغط عليها الحقيقة أن كل إنسان له ظروفه وتوقيته ولا يصح أن نقارن أو نحكم على أحد فقط لأنّه لم يتزوّج في وقت معيّن المجتمع بحاجة لتغيير هذه النظرة لأنّها تضر الطرفين وتؤثر على نفسياتهم
"المرأة وردة جميلة، تزهر في كل مراحل حياتها. دعونا نُعزز جمالها الداخلي، ونُقدر قيمتها الحقيقية، بعيدًا عن القوالب النمطية والقيود الاجتماعية."
طرحك في غاية العمق والوعي 👏
العنوسة ليست تهمة فعلًا، بل فكرة مجتمعية مغلوطة ترسّخت مع الزمن، وكأن الزواج هو المعيار الوحيد للنجاح أو الاكتمال، بينما في الواقع لكل شخص مسار مختلف في الحياة.
أحيانًا يكون التأخر في الزواج خيارًا نابعًا من نضج، أو بحث عن شريك مناسب، وليس بالضرورة نتيجة نقص أو خلل.
أحترم كثيرًا الطرح الذي يحترم المرأة كإنسانة لها طموحات وحقوق تتجاوز فكرة الارتباط فقط.
شكرًا على هذا المقال القوي والمُلهم 🙏
بصي انا تزوجت وانا في الثلاثينيات، حرفياً كرهت التجمعات العائلية والتجمعات مع الناس بوجه عام، كانت لدي دائرتي التي لا ابتعد عنها !
المهم حالياً بعد أن تزوجت صار لدي قناعة أن كل من كان يضايقني بسيرة الزواج هم في الحقيقة واقعون في مطب لا مخرج منه وعندما يرون أحد خارج هذا المطب وهذه الحفرة التي لا خروج منها سوى بطلوع الروح ينتابهم حالة من الغيظ فيبدأ سخافاتهم، فكيف أنت حر وطليق ومبسوط كده وهم لا؟!
هما بيعملوا كده من غيظهم مش اكتر😂
أحيانًا الناس الذين يكررون الحديث عن الزواج ويحاولون الضغط على الآخرين يكون في داخلهم شعور بعدم الراحة أو الغضب من حياتهم فيحاولون أن يُخرجوا هذا الشعور بطريقة غير مباشرة بدل أن يراجعوا أنفسهم ويحاولوا تحسين وضعهم يبدأون بمهاجمة من اختار طريقًا مختلفًا أو يبدو عليه الاستقرار كأنهم لا يحبون أن يروا أحدًا سعيدًا وهم ليسوا كذلك أيضًا قد يكون السبب هو تكرار نفس الفكرة في محيطهم فيبدأون بترديدها دون تفكير وكأنها قاعدة عامة مع أن كل إنسان له ظروفه ووقته المناسب وقراراته التي تناسبه ومن يختار الانتظار أو التركيز على نفسه لا يعني أنه فشل بل ربما هذا القرار هو ما سيحميه من تجربة صعبة الحرية في الاختيار نعمة لكنها ليست سهلة وبعض الناس عندما يرون شخصًا حرًا ومتصالحًا مع نفسه يحاولون التقليل من تجربته أو مهاجمتها
انا بشعر إن هما فعلا عندهم أزمة أن حد من حولهم يكون حر وخفيف وبلا ضغوط أو مسئوليات، وبعض الناس مركبات نقص وعقد يعتقدون أنهم عشان تزوجوا فهما كده حققوا إنجاز عالمي يستحق أن يفتخروا به، هؤلاء الخاوون من الداخل الفارغون في أي قيمة يحاولون تفريغ عقدهم على من حولهم خاصة من لم يتزوجون بعد ويقعوا في المصيدة!
فعلاً هذا شيء مؤلم وموجود للأسف في مجتمعاتنا الكثير يربط قيمة الفتاة بوقت زواجها وكأنها لم تنجح في حياتها إن لم تتزوج لكن الحقيقة أن الزواج خيار وليس مقياسًا لنجاح الإنسان أو فشله هناك من تزوجت وواجهت مشاكل وندمت وهناك من تأخرت في الزواج وكانت مرتاحة وسعيدة وحققت طموحاتها المشكلة الحقيقية ليست في تأخر الزواج بل في نظرة المجتمع القاسية التي تختزل الإنسان في موقف واحد فقط
المرأة إنسان كامل لها كيانها ،طموحها ،أحلامها، ولها الحق أن تعيش حياتها كما تشاء لا كما يُراد لها ، لماذا نحكم عليها بالسجن إن لم تتزوج ؟! لماذا نربط حياتها برجل ونقنعها أن وحوكها ناقص بلا زواج ؟ و الأدهى أن حصل طلاق فغالبًا تحمل عبء هذا الشيء بمفردها و يُعفى الرجل من كل لوم يبرر المجمتع له تحت شعارات "معرفتش تحتويه " " كان لازم تصبر " "و إيه يعني خانها في الأخر بيرجع لها " إلخ... لكن الحقيقة هي أن المرأة لم تخلق لتنظف وتطهو وتنجب فقط هي روح حية ،عقل نابض ،قلب يستحق أن يُصغر اليه .
وإن بلغت سن معين ولم تتزوج هذه ليست عنوسة ولا ينقص من قيمتها شيء فالرجل ليس طوق نجاة ولا غاية وجودها بل هي من تنقذ نفسها بعملها ،بنجاحها ،بوعيها، وبتصالحها مع ذاتها .
نتمنى أن تزول تلك النظرة الناقصة التى تختزل المرأة بعلاقتها مع الرجل فالمرأة إن لم ترتبط بأحد لا يعني أنها وحيدة أو منقوصة بل ربما تكون أكثر امتلاءً من كثيرات غُسل دماغهم .
فعلاً هذا شيء مؤلم وموجود للأسف في مجتمعاتنا الكثير يربط قيمة الفتاة بوقت زواجها وكأنها لم تنجح في حياتها إن لم تتزوج لكن الحقيقة أن الزواج خيار وليس مقياسًا لنجاح الإنسان أو فشله هناك من تزوجت وواجهت مشاكل وندمت وهناك من تأخرت في الزواج وكانت مرتاحة وسعيدة وحققت طموحاتها المشكلة الحقيقية ليست في تأخر الزواج بل في نظرة المجتمع القاسية التي تختزل الإنسان في موقف واحد فقط والمجتمع هو الذي يحتاج أن يتغير لا المرأة
العنوسة ليست تهمة، بل تهمة المجتمع الجاهل الذي لا يقرأ المرأة إلا من خلال خاتمٍ في إصبعها.....
إن اختزال كيان المرأة، عقلها، مشاعرها، طموحها، وأثرها، في ارتباط اجتماعي واحد، هو ظلم مبرمج لا يصدر إلا عن عقلٍ قاصرٍ أو مجتمعٍ لم يبرأ من عقد المقارنات.....
ليست المرأة بذنبٍ حتى تُحاكم، ولا بمشكلة حتى تُحلّ، ولا بفائضٍ يُهدر إن لم تُلحق برجل.
إن تأخر الزواج ....إن سُمّي تأخرًا .... لا يُنقص من جوهر الإنسان، بل أحيانًا يُنقذ صاحبه من مصائر باهتة، ويربيه على التقدير والاختيار الأصدق......
فالعنوسة ..... كما يُسمّونها ... لا تُدين المرأة، بل تُدين المجتمعات التي تؤمن أن الزواج هو الدليل الوحيد على القيمة.....
لا لسنا مجبرين على تفسير نصيبنا ولا على الاعتذار عن انتظار من يستحقّنا ولا على تبرير القَدر.....
نُحاكم حين نكون ضعفاء أمام نظرة المجتمع... لكننا ننتصر حين نكون أوفياء لأنفسنا ومُطمئنين إلى أن التأني ليس ضعفًا، وأن التأخر ليس عارًا، بل أحيانًا... هو الستر بعينه.
شابوه لك فعلاً كلامك لمسني بصدق ويمكن لأنه يعبّر عن إحساس ليس قليلاً من الفتيات إحساس أنهن لسن ناقصات لأنهن لم يتزوجن فكرة أن قيمة المرأة تُربط بلحظة زواج أو خاتم هذه نظرة سطحية جدًا وكأنها لا يمكن أن تكون ناجحة أو سعيدة إلا من خلال وجود رجل أرى أن من حق كل واحدة أن تحترم وقتها ونصيبها وتعيش حياتها برضا من دون أن تبرر أو تشرح أو تشعر بأنها ناقصة بشيء المجتمع أحيانًا يضغطها بأسئلة ووصمات ليست مسؤولة عنها أصلًا لكن الأهم من كل ذلك أن تكون متصالحة مع قراراتها ومع نفسها التأخر عن الزواج ليس عيبًا العيب الحقيقي هو أن تنسى قيمتها الحقيقية تحت وطأة المقارنات
هذا موضوع شديد الأهمية من وجهة نظرى،
وهو يجرنا إلى فكرة أوسع واشمل، ألا وهى المجتمع
أرى أن المجتمع أصبح عائقا كبيراً لافراده، ومصدر إزعاج كبير، ومصدر للمشاكل، والعجيب أنه فى الخلفية لا يلتفت إليه أحد ولا يحاسبه أو حتى يلومه على ذلك، أرى أنه يجب أن يتصدر المجتمع الواجهه، ويتم إبرازه الى الواجهة ليتم مواجهته باخطاءه وعيوبه والعمل الجاد على تعذيبه وتدريبهم والإصلاح من أمره، واعتباره كيان مستقل وشخصية اعتبارية،
وليس شبحا يدمر حياتنا ويفسدها ببطء دون أن يراه أحد أو يشعر بوجوده
مصير الفتاة و كرامتها بعد عائلتها هو إما زوج محترم منفق مخلص محب و إما عمل شريف تزاوله المرأة بعفة دون اختلاط .. و المرأة ليست منتج غذائي له نهاية صلاحية لأنني أعرف قريبات لي تزوجن بعد سن الثلاثين و البعض تزوجن في سن الأربعين .. بمعنى أن حظوظ الزواج قائمة دوما و في أي سن .. و إذا اختارت المرأة عدم الزواج فذلك حق من حقوقها الإنسانية المشروعة يمكنها أن تختار العيش من مالها الخاص في بيت أهلها أو إخوتها أو أقاربها .. و إذا كانت فقيرة و عاجزة عن العمل و لم تجد مالا يجب على مقربيها مساعدتها و حفظ ميراثها لها و مساعدتها لأنها فرد من الأسرة و لا يجوز تركها للمعاناة بمفردها ..
أتفق معك كلامك مهم جدا أ. فتحي حق المرأة في العيش بكرامة وأمان قائم مهما كان سنها أو ظروفها. الزواج ليس المعيار الوحيد لقيمتها. العمل الشريف أو الاعتماد على النفس أو دعم الأسرة كلها طرق تحافظ على كرامتها. فعلا من المهم أن تساعد الأسرة كل امرأة محتاجة وألا تتركها تواجه صعوباتها وحدها. أيضًا يجب أن يفهم المجتمع أن كرامة المرأة لا ترتبط بزواجها أو شبابها فقط بل باحترامها ومنحها فرصة العيش بأمان واستقلالية.
لم يحاكمك أحد . أنت حكمت على نفسك .
لكن إذا وصل عمر 30 او 40 ولم تتزوجي لا تضعين اللوم على الأخرين و المجتمع وتندبين حظك .
المجتمع يحاكم دون تردد، الأهل، الجيران، وهذا حال المجتمع لا يمكننا إنكاره حتى لو كنا نحن كأشخاص لا نفعل ذلك، والأغرب أن التأخير يحسب على الفتاة أي كان السبب، ويجعلها تدخل في مقارنات، حتى الرجال الأكبر منها يرون أنها خارج الاختيارات ويكون الاولوية بالنسبة لهم فتيات بأوائل العشرينات وهم رجال بمنتصف الثلاثينات، وقس على ذلك
لماذا التعميم؟ كثير من الناس كتب الله لهم أن يبقوا بلا زواج للثلاثين وللأربعين وحتى منهم من لم يتزوج قط حتى مات..
نحن هنا لسنا نناقش الاختيارات والأحكام، نحن نناقش الخطأ في نظرة المجتمع وإيذائه لهذه الفئة من الناس الذين لم يكتب الله لهم الزواج بعد إلى هذا السن.
وحتى لو افترضنا أن المرأة (بطريقة أو بأخرى) أخطأت وتركت نفسها تصل للثلاثين أو الأربعين (ولا نحكم على الجميع بالخطأ)، لا يجوز لنا أن نبرر بهذا نظرة المجتمع القاسية وإيذاءه لها.
تعليقك هذا يحمل الكثير من النظرة السلبية تجاه النساء، ويدعم نظرة "المجتمع الذكوري" السيئة.
المشكلة الحقيقية في تعليقك ليست مجرد اختلاف رأي بل في الطريقة التي تتحدث بها وكأنك تملك الحق المطلق في إصدار الأحكام على حياة الناس وتقييم تجاربهم وكأنك وحدك من يفهم الحقيقة الكاملة هذه النظرة المتعالية لا تعكس وعيا ولا نضجا بل تُظهر ضيق أفق واختزالا شديدا لتعقيدات الحياة التي لا يعلم خفاياها إلا من عاشها ليس كل من عبّر عن وجعه أو مر بفترة ضعف يبحث عن الشفقة أو يندب الحظ كما تقول بل ربما كان يحاول فقط أن يلتقط أنفاسه بعد صراع طويل ولو كنت تملك قدرا بسيطا من الإنصاف لعلمت أن الصمت أحيانا أكرم من الكلمات الجارحة وأن الاستماع أصدق من التوبيخ
التعليقات