Salma Adam

مرحبًا، معكم سلمى، طالبة في كلية الهندسة وكاتبة مقالات مهتمة بمجالات التاريخ، وعلم الاجتماع، والأدب.

382 نقاط السمعة
8.69 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
إن فكرة الربط بين الحرية والعدالة أمر محوري للغاية. فالحرية المجردة من منظومة القوانين والعدالة، تتحول إلى فوضى شاملة تسلب كل فرد حريته، كونها تمنح القوة للفرد الأقوى على حساب الأضعف. ​ولهذا، لا ينبغي النظر إلى القوانين والتشريعات على أنها قيود خانقة، بل هي آلية لتنظيم هذه الحرية وضمانها للجميع، وكبح لكل ما يعيق مسارها الأصيل. إنها جوهر العقد الاجتماعي الذي بموجبه يتنازل الفرد طوعاً عن جزء من حريته المطلقة لضمان حصوله على قدر كبير ومحمي من الحرية المنظمة. ​أما
لكن، ألا يُنظر إلى هذه الرؤية المُطلقة على أنها تغفل أبعاداً هامة أخرى، كتأثير النخب الفكرية والعلماء، حتى وإن كان تأثيرهم غير ذي فاعلية فورية أو ملموسة؟
إن ممارسة حق النقض (الفيتو) برهان قاطع، لا على ازدواجية المعايير وحسب، بل على انعدامها من الأساس. فالفيتو ليس مجرد أداة رفض، بل هو عقبة دستورية تمنع تطبيق القانون الدولي متى تعارض مع مصالح قوة عظمى. كيف يمكن لقوة أحادية أن تنسف إجماع وتوافق المجتمع الدولي بأسره، وأن تجعل إرادة دولة واحدة أقوى من رؤية الأمم كاملة؟ ​إنها حقاً من أشدّ المفارقات عبثية في منظومتنا الدولية الراهنة. هذا الحق يكرّس مبدأ "القوة فوق القانون"، ويُجمّد أي محاولة إصلاح حقيقية لمؤسسات
إن مراجعة المعايير وتقييمها باستمرار أمر بالغ الأهمية لسلامة الفرد والمجتمع، يوازيه عبء المسؤولية الشخصية التي تقع على عاتق كل فرد. تتمثل هذه المسؤولية في فرز الأفكار، والتمييز بين المروّج له زيفًا والقيمة الأصيلة الراسخة التي تستحق التبني. ​لكن المؤسف أن الجمهور العريض يميل إلى الاستسهال، ويُفضل راحة البال على مشقة التفكير النقدي والبحث المضني عن الحقيقة. هذا الهروب نحو الراحة العقلية هو في جوهره تنازل عن ملكة التمييز، مما يفتح الباب واسعاً أمام كل فكرة دخيلة أو قيمة مصطنعة
في الحقيقة، أدركت مؤخراً أن الواجبات المدرسية وأساليب الكتابة التقليدية التي كنت أضيق بها منذ وقت قريب، هي ذاتها التي صقلت قدرتي على المثابرة وبذل الجهد في مسيرتي الجامعية والمهنية على حد سواء. هذه التكليفات تدرّب الطالب على تحدي سرعة الكتابة وإنجاز كمّ لا بأس به من المهام في وقت محدود، وهي عملية شاقة لكنها ضرورية. الهدف هنا ليس مجرد التحصيل الأكاديمي، بل هو ما يولّد مهارات جوهرية، حتى لو لم تكن الفائدة المباشرة كامنة في محتوى المادة الدراسية ذاتها.
إننا بأمس الحاجة إلى وعي متبادل بين الطرفين، هذا الوعي يتطلب جهداً مشتركاً؛ فمن جهة، يجب على الآباء والأمهات الاستماع لأبنائهم، والعمل على استيعاب وجهات نظرهم المتغيرة. و​الأهم من ذلك، عليهم أن يتحرروا من قيود الأطر الاجتماعية المتوارثة دون داعٍ أو حاجة حقيقية. تلك القوالب الجامدة لا تخدم التطور الطبيعي للأسرة، بل تُضيّق مساحة الحرية والاختيار . إن واجب الوالدين هو تغذية الاستقلال الواعي لا الانصياع الأعمى. ​وعلى الأبناء بالمقابل، تفعيل واجبهم في إيصال أفكارهم بمنتهى الاحترام والأدب، وتجنّب أي
هناك مقولة : "في زمن الهزيمة، يبحث الناس عن انتصارات وهمية." وهذا برأيي، يفسّر جزءاً كبيراً مما نعيشه اليوم في فضاءات الحوار العام. فالأطراف لا تخوض النقاش رغبةً في الارتقاء الفكري أو المعرفي، أو السعي المشترك نحو الحقيقة،  بل دافعها الأوحد هو تحقيق الانتصار الشخصي في الجدال، حتى وإن تجاهلوا أدنى معايير الموضوعية والحجّة الرصينة. ​لقد تحول الحوار من أداة للبحث المشترك إلى ساحة معركة ضيقة، تتبادل فيها الأطراف الاتهامات لا الأفكار البناءة. هذا السلوك ليس إلا انعكاساً للهزيمة الأكبر
الحالة الاقتصادية لا علاقة لها بجوهر الأخلاق والمبادئ، فهما مساران متوازيان لا يتقاطعان في العمق. فليس كل من امتنع عن السرقة أمينًا، بل إن الامتناع قد يكون قسريًا لغياب الفرصة المواتية فحسب. وعليه، لا ترتقي المواقف إلى مستوى المبادئ الأصيلة إلا حين تُمتحن في صميمها، وتثبت صمودها أمام الإغراء والحاجة على حد سواء. ​أما الخلط بين الفقر والطيبة، فهو مجرّد صورة نمطية مغلوطة تُروّج لها القوى الناعمة وأدواتها الإعلامية. يهدف هذا التنميط إلى غرس فكرة "القناعة المقترنة بالبؤس" في الوعي
​أعتقد أن للطرفين دوراً حيوياً في نجاح عملية التواصل المعرفي. ​أولاً، يجب على الكاتب أن يسعى جاهداً، دون إخلال بجوهر المعلومة أو دقتها، إلى تبسيط المادة وشرحها وتقريبها للقارئ. يتطلب هذا جهداً في اختيار الأسلوب المناسب، وضرب الأمثلة، وتنظيم الأفكار بطريقة سلسة وممنهجة؛ فالهدف هو إيصال الفكرة وليس تعقيدها. ​وعلى الصعيد الآخر، يجب على القارئ أن يكون طرفاً فاعلاً في هذه العملية. عليه أن يحاول فك شيفرات ما لا يفهمه أو ما يجده غامضاً، بدلاً من الاستسلام الفوري للصعوبة. إن
يجب التأكيد على أن هناك فرقاً جوهرياً بين حرية الرأي والتعبير، وبين التعدي اللفظي على الآخرين أو الإساءة لهم. فالحرية تقف عند حدود حرية الآخرين وكرامتهم. ​وككل شيء في الحياة، إن تُرِك هذا المبدأ بلا ضوابط وحدود أخلاقية وقانونية واضحة، فإنه يتحول بسرعة إلى فوضى شاملة ومنطلق لجدالات عقيمة وتعديات لا تتوقف. يصبح الفضاء العام ساحة للتراشق بدلاً من أن يكون منبراً للحوار البناء. ​إن الهدف من حرية التعبير هو إثراء النقاش العام والوصول إلى فهم أعمق للقضايا، لذلك، يجب
أعتقد أن الخلافات البسيطة أو الأمور الثانوية التي لا تمس الجوهر يمكن بل ويجب أن نتفاداها في سبيل الاستمرار في العمل وتحقيق الأهداف المشتركة. فالتغاضي عن الصغائر هو دليل على النضج المهني والتركيز على الأولويات. ​ولكن عندما يكبر الأمر ويتجاوز حدود النقاش المهني ليصل إلى الإهانة الشخصية، فهنا يجب أن تكون للإنسان وقفة حازمة. لا ينبغي السكوت عن أي شكل من أشكال الإساءة التي تمس الكرامة. ​في مثل هذه الحالة، على المرء أن يسعى للحصول على حقه بطريقة مهنية ومشروعة؛
أتفق معكِ في أن الحرية ليست شيئاً يُكتسب من الخارج، بل هي جزء أصيل من صميم وجودنا الإنساني وفطرتنا. ولكن هذه الحرية الفطرية تُثرى وتتعمق عن طريق التعلم المستمر والسعي الحثيث لإدراك غاياتها ومبتغاها الأسمى. ​إن ممارسة الحرية وتحقيقها الفعلي في الواقع يكون من خلال الحصول على الآليات الفكرية والمعرفية التي تُمكّننا من فهم أبعادها الحقيقية، والتفريق بينها وبين الفوضى أو الانفلات. ​وفي ضوء هذا التفاهم المشترك لأصل الحرية، فما هو مفهومك أنتِ للحرية؟ وما هي الحدود التي ترين أنها
لا أتفق مطلقًا مع الطرح الذي يدعو إلى إلغاء عقوبة الإعدام. إذا كان المجرم قاتلًا عمدًا، فقد سلب حياة إنسان آخر كان يستحق فرصته الكاملة في العيش، بغض النظر عن جودة هذه الحياة. إن من حق أهل المجني عليه القصاص بموجب القانون، وهنا يبرز التساؤل: لِمَ يُعنَى الناس بفرصة المجرم في الحياة، ولا تُعنَى بالمجني عليه الذي انتزعت حياته قسراً وظلماً؟ ​أرى أن المجرم قد حرَم نفسه طواعية من هذا الحق في الحياة بمجرد ارتكابه للجريمة البشعة. ولا أستطيع أن
الأمر لا يستدعي مثالية مفرطة ولا تعقيداً في التفكير، ولا أرى الأمر كذلك على الإطلاق. كل ما في الأمر هو أن ينظر المرء إلى عمله وروتينه اليومي ليس بوصفه مجرد واجب، بل على أنه قيمة مضافة حقيقية للعالم وللمحيطين به. هذا التحول البسيط في النظرة يغير كل شيء. ​فالمعلم مثلاً، سيذهب إلى المدرسة ويؤدي واجبه سواء كان يستشعر رسالته التربوية أو لم يكن كذلك. ولكن لمَ لا يبث في عمله عنفوان الحياة وروح الشغف؟ يمكنه تحقيق ذلك بالنظر إليه من
للأسف، يميل الإنسان إلى استسهال الاتهامات وإطلاق الظنون السيئة على الآخرين. يجد في هذه التفسيرات السلبية إجابة سريعة ومرضية لما يؤرقه من غموض، حتى وإن كان هذا الظن عارياً من الصحة تماماً ولا يستند إلى دليل. هذا السلوك يعكس بحثاً عن مخرج سهل يريح النفس من عناء التحليل العميق أو تحمل المسؤولية. ​أما المثير للاستياء، فهو أنه عندما تنجلي الحقيقة وتنكشف براءته، لا يرددها أحد أو يعطيها الاهتمام الذي أُعطي للظن الأولي. وكأن ظهور الحقيقة قد نزع هذه الأجواء الغامضة
يقول ابن خلدون في مقدمته: "المغلوب مولعٌ دائمًا بتقليد الغالب". هذه المقولة تفسر الكثير من حالنا اليوم، فالشعوب العربية، بشكل عام، ترى نفسها منهزمة ومستضعفة. وفي المقابل، تدرك أن الغرب هو الذي هزمها واستنزف مواردها وفرض وصايته السياسية والثقافية عليها. ​هذا الواقع المرير أدى إلى تسرُّب تلك السردية الاستعمارية بشكل عميق إلى العقل الجمعي للمنطقة العربية واستقرت فيه. ونتيجة لذلك، بدأت هذه المجتمعات تمجِّد كل ما هو غربي وتراه باعتباره الأفضل والأقوى والأكثر تطوراً، بينما ينظرون إلى أنفسهم على أنهم
إنها أرزاق مقسومة، ولكل إنسان رزقه الذي كتب له. هذه الحقيقة ليست مدعاة للتوقف عن السعي والعمل الجاد، ولكنها نظرة واقعية ضرورية تحمي الإنسان من الانطفاء وخيبة الأمل العميقة التي قد تحدث عندما لا تتحقق الآمال بالصورة التي يصبو إليها. ​نحن نسعى لأننا مأمورون بذلك، ولأنه لا حياة بلا سعي دائم واستمرار في المكابدة والجهد. لكن يجب أن ندرك أن هذا السعي ليس شرطًا أن يوصلنا إلى الوجهة المخطط لها والمحددة مسبقًا؛ بل أحيانًا كثيرة يفضي بنا إلى أماكن أفضل
أعتقد أن وسائل التواصل الاجتماعي كأي تقنية جديدة، هي سلاح ذو حدين. فعلى النطاق الواسع، لا شك أنها قد سهلت التواصل بين البشر من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب، وألغت الحواجز الجغرافية. ​ولكنها في نطاق أضيق، قد أحدثت تأثيرًا معاكسًا، حيث مزقت الرابط الإنسانية الحقيقية وفتتت العلاقات المباشرة بين المجموعات الصغيرة، سواء كانت أسرية أو مجتمعية قريبة. الأمر كله يعتمد على قدرة الإنسان على التحكم في استخدامه لهذه الوسائل بوعي ومسؤولية، والتفريق بين التواصل الافتراضي والتفاعل الواقعي الضروري. ​لا أرى
لا أرى أنَّ الاقتصار على المساحات الصغيرة كافٍ، بل أرى أنها قد تُساهم في تقسيم المجتمع وتجعل فريقًا واعيًا ومُنغلقًا على ذاته، وفريقًا آخر لا يكترث، وهو للأسف المنتشر والأكثر تأثيرًا ويمسك بزمام الأمور. إنَّ هذا التباين يخلق فجوة تمنع التغيير الحقيقي. ​ولكن، يكمن الحل في الانتقال من هذه الدوائر الضيقة إلى رحاب المجتمع الأوسع. عندما يبدأ الفريق الواعي بالانخراط الفعَّال داخل مؤسسات المجتمع الحيوية؛ بدايةً من المؤسسات التعليمية والأكاديمية التي تُشكِّل العقول، وصولًا إلى إقامة الندوات وورش العمل والدورات
أرى أن أهم عامل في هذه المعادلة برمتها هو التعليم. فإغفال التعليم الذي يقوم على الوعي والتفكير النقدي هو التحدي الأكبر الذي أدى إلى تلك العواقب الاجتماعية والاقتصادية التي نعيشها الآن. عندما يتحول التعليم إلى مجرد تلقين للمعلومات واجتياز للاختبارات، بدلاً من أن يكون منهج حياة يزرع في الطالب القدرة على تحليل ما يُطرح عليه ومقاومة الإغراءات، فإننا نخلق أجيالاً هشة نفسياً وفكرياً.
لا يُتوقَّع من المؤسسات النسوية أن تكون حيادية أو أن تتعامل مع هذه الأمور بصورة طبيعية غير مكترثة، وهي لا تروج لنفسها على هذا الأساس. بل اعتمدت النسوية منذ ظهورها بعد الثورة الصناعية على التمرد بشكل عام، والتعامل مع القضايا المجتمعية بحساسية مفرطة. وهذا نتيجة للدوافع والأزمات التي تعرضت لها المرأة سابقاً، خاصة في أوروبا في العصور الوسطى، فخلَّفت حساسيةً مفرطةً وهجومًا غير مبرر في كثير من الأوقات. وأرى أن تلك المؤسسات -إذا أغفلنا جوانبها السياسية- هي نتاج اندفاع عاطفي
للأسف، هذه مشكلة منتشرة جدًا، خاصة بسبب وسائل التواصل الاجتماعي التي تُروِّج لحياة مثالية ليست موجودة على أرض الواقع. فقد أصبح الجميع يلهث وراء المظاهر دون اكتراث لراحة البال، والعيش الهادئ والمطمئن بعيدًا عن الديون. هذا الأمر قد خلق خللًا اجتماعيًا ويحتاج إلى إعادة نظر حقيقية. إن الرأسمالية تسعى لإنتاج وبيع كل ما هو جديد، ليصبح الإنسان ضحية لممارساتها التسويقية التي لا ترحم. ​لذلك، يجب أن نتساءل: لمَ لا نشتري بوعي؟ ولمَ يستحي البعض من أجهزتهم الأقل سعرًا أو حياتهم
عندما ترتبط الأيام والأعمال والإنجازات برسالة سامية يؤمن بها الإنسان ويجعلها محورًا لحياته، أعتقد أن الأيام حينها لا يمكن أن تتشابه أبدًا. هذا يحدث لأنه يسعى في اتجاهات عدة مترابطة تخدم كلها جوهر هذه الرسالة، مما يضفي على كل يوم قيمة متفردة. ​لنأخذ على سبيل المثال المعلم الذي يرتبط عمله برسالة العلم وقيمته، ويسعى للتأثير الإيجابي في حياة طلابه. إن أيامه لا تُسرق منه أو تصبح مجرد تكرار ممل؛ بل يصبح يقيسها بمدى الفائدة التي قدمها والطلاب الذين تغيروا بالفعل
أعتقد أن قبول التغيير يعتمد بشكل أساسي على طبيعة هذا التغيير نفسه. فإذا كان الهدف منه هو الارتقاء بالإنسان وتحسين ذاته، فلا ضير منه بل هو أمر محمود ومطلوب. إن العلاقات الإنسانية، بكل أشكالها، من أهم أهدافها أن تدفع كل طرف ليصبح أفضل نسخة من نفسه. وهذا يعني أن كلا الطرفين يرتفعان معًا إلى منازل أعلى على المستويات الأخلاقية، والعلمية، والمهنية. ​لكن، إذا كان الأمر مجرد تحكم لا داعي له من طرف واحد، فهنا يجب أن نتوقف ونعيد النظر. يجب
​أعتقد أن الراحة الحقيقية لا تكون إلا بعد بذل مجهود شاق وإنجاز عمل مُرضٍ. حينها، تصبح بمثابة مكافأة ثمينة يستحقها صاحبها، تُعيد إليه طاقته ونشاطه لمواصلة المسيرة. ​أما الهروب من المسؤولية، فغالبًا ما يولد شعورًا بالخمول، ويؤدي إلى انطفاء الرغبة في إنجاز أي شيء. ورغم أنه قد يبدو للوهلة الأولى أن لا فرق بين الحالتين، إلا أن صاحب الشأن هو من يدرك الفرق الجوهري بينهما. فهو يعرف تمامًا متى يرغب في استراحة مستحقة بعد إتمام مهمة صعبة، ومتى يكون مجرد