أرى أن الديون لم تعد دائمًا وليدة الحاجة بل كثيرًا ما تصنعها المنظرة فالبعض يقترض ليظهر بمستوى اجتماعي معين البعض يقترض لشراء سيارة فاخرة أو لإقامة حفل زفاف أسطوري أو حتى لاقتناء هاتف حديث لا يزيد في قيمته عن مجرد مظهر خارجي وفي النهاية يجد نفسه غارقًا في التزامات لا يقدر على سدادها

هذه الظاهرة ليست سلوكًا فرديًا بل أزمة اجتماعية أعمق فحين يقاس الإنسان بما يملك لا بما هو عليه يسعى البعض لإثبات ذاته بالمظاهر حتى لو كلفهم ذلك ديونًا باهظة ليعوضوا شعورًا بالنقص أو يهربوا من ضغط المقارنة بالآخرين

هذا السلوك قاسٍ جدًا لأنه يحرم الأسرة من الاستقرار ويحوّل الحياة اليومية إلى صراع مستمر مع الأقساط والديون وربما يدخل البعض في دائرة الاكتئاب والقلق والشعور بالفشل بدل أن تكون المنظرة بابًا للقبول الاجتماعي تتحول إلى لعنة تثقل الكاهل وتسرق راحة البال وما قيمة سيارة فاخرة إذا كان صاحبها مدينًا وما قيمة حفل زفاف مبالغ فيه إذا بدأ الزوجان حياتهما بأعباء مالية خانقة أخبروني هل المظاهر الاجتماعية تستحق أن نعيش العمر كله أسرى للديون؟