حرية التعبير تُعد من أهم الحقوق التي يتمسك بها الإنسان، غير أن التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الاجتماعي جعل هذه الحرية متاحة للجميع بسهولة غير مسبوقة، وهنا يطرح التساؤل: هل الحرية المطلقة تخدم المجتمع فعلًا أم تتحول إلى فوضى كلامية تُضعف قيمة الكلمة وتربك وعي الناس؟ وهل تُعتبر حقًا طبيعيًا يجب أن يبقى مطلقًا، أم أنها تحتاج إلى حدود حتى لا تصبح عبئًا على المجتمع؟ وإذا كانت مطلقة، فكيف يمكن منع الإشاعات وخطاب الكراهية من أن تختلط بالآراء الصحيحة؟ ومن يملك الحق في وضع هذه الحدود: القانون، أم المجتمع، أم الفرد نفسه؟ ثم هل يمكن أصلًا أن تتحقق حرية مطلقة دون أن تتحول إلى فوضى؟ وإذا وُضعت قيود، فهل تكون حماية للمجتمع، أم بداية للرقابة والقمع؟