خديجة السالك

251 نقاط السمعة
23.4 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
13

شهادة وفاة

التشبث ببعض الناس و ببعض العلاقات يكون أشبه بإنعاش جثة، تستنزف قوة ذراعيك ضاغطا على قلبها المتعفن ليستفيق فلا يزيده ذلك سوى تعفنا و تشوها، و لا تُحصِّل من وراء كل ذلك سوى الإجهاد، و التعب، و الانهاك. يجب أن نتعلم تقبُّل الموت، موت العلاقات و انتهاء صلاحية أصحابها.. يجب أن نُحسن استخراج شهادة وفاة ذكراهم و إمضائها، ثم الارتماء داخل حضن الحياة و دفئها.
14

نفوس الناس

عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس، نجد أن هناك خيرا كثيرا قد لا تراه العيون أول وهلة.. لقد جربت ذلك؛ جربته مع الكثيـــرين، حتى الذين يبدو في أول الأمر أنهم شريرون أو فقراء الشعور.. شيء من العطف على أخطائهم وحماقاتهم، شيء من الود الحقيقي لهم، شيء من العناية ''غير المتصنعة '' باهتماماتهم وهمومهم، ثم ينكشف لك نبع الخير في نفوسهم.. حين يمنحونك حبهم ومودتهم وثقتهم، في مقابل القليل الذي أعطيتهم إياه من نفسك، متى أعطيتهم إياه في صدق وصفاء
10

أن تكون أبا!

يصعب على الكثير من الناس، ممن عاشوا في كنف آباء دكتاتورين متسلطين أن يستوعبوا وجود أب لا يجد غضاضة في اللعب مع ابنته التي تجاوزت سنها العشرين سنة و التي تناقشه و تحاوره و تخالفه الرأي و تجادله و تقنعه و تعاتبه و تبكي بين يديه و تضحك للمقالب التي تجعله ضحيتها و تخرج برفقه و تجالسه في المقاهي و على مرافئ البحار تحكي له عن أمالها و طموحاتها، تخبره عن كاتبها المفضل و ما تلبث أن تعدل عن رأيها
9

لسنا الكائن نفسه !

نقسم أن لا نقع في الحب بعد الخيبة الأولى ثم نهوي مستسلمين راضين بمجرد ما أن يداعب نسيم حب جديد ستائر قلوبنا. تصرخ الحامل أثناء الوضع أنها لن تكرر فعلتها ولن تسمح لجنين آخر باحتلال أحشائها مرة ثانية، ثم تعيد الكرة مرة واثنتين تصرخ خلالهما بنفس الوعد والوعيد. نفقد أبا أو أما، فيتحول الكون أمامنا لحفرة مظلمة لا يزورها الهواء، يصبح الاختناق رفيقنا الدائم، ونظن أن كل شيء بلغ منتهاه، الفرح والضحك والغناء. وينقضي عصر الحزن والنحيب لنعلن أخبار النجاحات
10

ما بين النسيان و التوهم به

واهم من يعتقد أنه سيقفز يوما فوق ذاكرته متجاوزا كل ما مضى بكبسة زر. ومدلس من يخبرك أن الماضي يبقى هناك، بعيدا مظلما متواريا خلف حجب الحاضر. الإنسان يشبه بحيرة تشكلت منذ عصور خلت تجتمع فيها مياه البحر المالحة وانهمار المطر وسيول أنهار عذبة وبقايا برك آسنة، تختلط كلها لتعطي كائنا مميزا لا يشبه أحدا غيره. حتى طفولته التي لا يكاد يتذكر منها سوى مشاهد شاردة هي حاضرة بكل عزمها معه في حله وترحاله. تتحكم الأحداث الغابرة في طريقة تفكيرك
4

عن عدوى الفيروسات و عدوى البؤس

تنتقل بيننا العدوى كما تفعل نار مستعرة بحقل خصب، عدوى الأمراض والفيروسات والطفرات وعدوى البؤس واليأس وانفجار الأمل. وما نحن في النهاية سوى كائنات تحمل معها عدوى الراحلين والقادمين والحاضرين والغائبين. نخشى انتقال عدوى الأمراض في ما بيننا، فنهرع للتعقيم والتنظيف والحيطة والحذر، ويكفي أن يتبادر إلى مسامعنا بأن شخصا أصيب بفيروس ما حتى نتجنبه خوفا على أجسامنا الفانية، ووقاية من المصير المخيف نفسه. ونضع أحيانا حدا لعلاقات كبيرة مع أناس مهمين خوفا من أمراض معدية لحقت بهم، فنضحي بالعشرة
9

سنة أولى زواج.. ماذا بعد؟!

إن كل الحقائق التي نكتشفها عن الزواج نتعلمها عندما نعيش داخل بيت الزوجية، عندما ينتهي شهر العسل وتدق طبول مسيرة طويلة من الصبر والكفاح اليومي بعيدا شيئا ما عن كل الأشياء التي تخيلناها من قبل بلون زهري، يخيل لنا أن الزواج هو تلك اليد الخفية التي ستنتشلنا من الحزن والوحدة والفشل وتجعل منا أشخاصا أفضل دون أن نفعل شيئا، فقط لأننا حققنا مالم يحققه "العزاب الذين نعتقد أنهم تعساء"، تزوجنا في حين أنهم لا يزالون في الضفة المقابلة بعدما أقلعت
8

المَناص المُبَجّل !

هل يكفي الهرب لتجاوز المستنقعات الآسنة التي تجبرنا الحياة على خوضها!؟ وهل يمكننا الهرب أصلا أم أن الحياة هي نفسها عبارة عن مستنقع كبير يلتهم كل عابر فوقه سواء أجاد السباحة أم لم يفعل!؟ ثم إلى أين سيمكننا الهرب!؟ الرغبة في الهرب التي تعترينا أمام كل وضع سيئ، أو غير سيئ أحيانا تكاد تدفعنا دفعا نحو التخلي عن كل شيء، المنصب والسلطة والحب والمجد والمال. رغبة غريبة نتشاركها جميعا، عند تفاقم المسؤوليات وجموح الطموح وهيجان الروح والالتصاق بالآخرين. يكون الحلال
8

سبَى الكلمات

لقد كانت الكلمات ولازالت ولع الإنسان وشغفه الذي انكب عليه وسخر لأجله وقته وجهده وأحيانا كثيرة حياته نفسها. نولد كائنات لا تنطق، فينتظر الكل أول كلمة تخرج من أفواهنا الصغيرة ليحتفلوا بنا وبها ويباركوا هذه النعمة العظيمة، نعمة الكلام. ونصاب بالذعر إذا تأخر طفل عن موعد إنتاج الكلمات وتكوين المفردات. وكأننا نخشى عليه لعنة الصمت ومصيبة العجز عن ترجمة وجدانه لجمل. تغير الكلمات أقدارنا، وتبدل مزاجنا وتتصرف بمصائرنا. نبخع لها عندما تصيب كبد حقيقتنا ونهرب منها عندما تحاول استنزاف أمننا،
8

جبر الأرواح

هناك كائنات مضيئة، دافئة، تبحث عنك عندما تختفي فتجدك أينما كنت، تراك عندما لا تُرى، تُحبك عندما لا تُحَب، تتسلل إليك حافية القدمين و تتربع على عرش قلبك بسهولة و رقة، تجبر روحك جبرا جميلا، تضيئ يومك و ترحل بخفة تماما كما أتت.. ليشبه لقاؤها ضربة حظ أو ورقة يانصيب، تلك التي تحدث مرة واحدة.. و قد لا تحدث أبدا.
7

سراديب العمر

هناك أحوال نمر بها من فترة لأخرى قد لا يفهمها أحد ممن حولنا، مهما تلاصقت أجسادنا وتشعبت أسرارنا. مثل شعور العجز المفاجئ الذي يلتهمك كإعصار يتيم حل فجأة، دون أن يتنبأ به علماء الطقس. عجز عن الحياة وعن الموت، حيث تصبح مهمة التنفس بالنسبة إليك أمرا شاقا يحتاج مجهودا جبارا لتحقيقه. فيدخل الهواء إلى صدرك كجمل يلج سم الخياط، يلج الجمل وينكسر الخياط وتُطحن أنت. الأمر أشبه بثقوب سوداء منتشرة على سطح عالمنا، والتي نهوي بداخلها دون توقعها فلا نتوقف
6

وكان الإِنسان أكثر شيء جدلا

تكونت شخصياتنا ونحن نسمع عن حفظ الكرامة وعزة النفس وقيمة النفس. ولكنّها مصطلحات تظلّ متشابكة المعنى ونسبية المفهوم ومبهمة الغرض. من البديهي أننا كمخلوقات مكرّمة ومفضّلة، نحرص دائما على الحفاظ على أنفسنا والارتقاء بها لأن كل نفس غالية عند صاحبها. ولكن كيف يكون الحفاظ على النفس؟ أهناك معايير وقوانين وخطوط عريضة يجب أن نتبعها؟ من حدّد هذه المعايير والقوانين؟ وبناءً على ماذا نجعلها تحكمنا وتوجه تصرفاتنا وتقرر مصيرنا؟ تساءل! إنّنا نعيش في حيز ضيق ومزحوم، مرسوم بالمسطرة والقلم، وخلط فادح
7

في سرداب الحرم الجامعي

" هددني مرارا بالفصل، وبنقاط لا تتجاوز الصفر، كان يتصل بي في وقت متأخر، محاولا خلق حديث سخيف، يعبر فيه كل مرة عن إعجابه وعن رغبته في الارتباط، طبعا خارج نطاق الزواج، فهو الدكتور الذي يتعدى الشباب بحفيد يلقبه بجدي في المجالس، والأماكن العامة، وبسن يعرقل مراهقته على بطاقة التعريف، ومظهر مغاير عن ذلك الذي يصدره في الجامعة، وكنت طالبة جبانة تخاف إعادة السنة، وعقوبة تتعرض لها من قبل الأولياء، كنت أحدثه بقرف مبالغ، خائفة من غضبه الذي قد يعصف
5

فرق التوقيت

أبناؤكم ليسوا امتدادا لكم .. لا يفكرون كما تفكرون، لا يؤمنون بما تؤمنون، لا يقدسون ما تقدسون، لا يخافون ما تخافون .. لكم قصة تكتبونها ولهم قصة يكتبونها. أن تنجب إنسانا لا يعني أن تنصب نفسك عليه إلها، أن تأتي بكائن بشري إلى الوجود في ساعة بهجة ونشوة لا يجعل منك سيدا عليه ولا سلطانا تضع سيفك وجيشك وزبانيتك على رقبته.
6

لا لشيء

في الجوع، في الشبع، في الزواج، في الطلاق، في الفقر، في الثراء، في العداوة، في الصداقة، في الأبوّة، في البنوّة، في الجنس، في الكتابة، في الرحيل، في البقاء، في الحرب، في السّلم، في الصّحة، في المرض، في الحزن، في الفرح، في الإيمان، في الإلحاد ، في الحب، في الكراهية.. وفي كل مناحي الحياة، هناك دائماً خطٌ أحمر يجب عدمُ تجاوزِه، لا لشيءٍ سِوى من أجل ألّا نرمي إنسانيتنا في الزبالة.
6

عالم الشكليات

عن أكثر الكلمات جدلًا، وأثقلهم وزنًا ومقاما، عن سلاح النّفْس الأول، النافذة التي مِن خلالها يَميز الإنسان غَيره، أصادق هو؟ -يتمشى قوله مع فعله-، أم أنه كالمِذياع، ينطق ولا يعمل، عن المبادئ ستكون رحلتنا. هل هي الكلمات المَوزونة الرنّانة بنغمات الشدة والثبات، أم إنها جوادٌ لا تُعرف حقيقته إلا في أرض المعركة؟ في عالمِنا -عالم الشكليات والنفاق- ما أكثر الذين يتغنون بالمبادئ والقيم! يرسمون لوحاتها على جدار الحياة فرحين، وفي مُخيلتهم أن ذلك أصوب الصواب، فإذا ما كانوا في المأزق
6

بعضهم

وجود بعض الناس مهم جدا في حياتنا، حتى ولو كانوا بعيدين عن أنظارنا، كبعد الكعبة عن عجوز من أقلية مسلمة في قرية نائية داخل أدغال أفريقيا، تشتهي زيارتها منذ عشرينات العمر و لم تستطع.. هؤلاء هم من تحتاجهم ليعيدوا على مسامعك جملا كتلك التي تحفظها عن ظهر قلب عندما يتعلق الأمر بغيرك، لكنها تختفي و تضمحل إذا تعلق الأمر بك.. على سبيل المثال "كل شيء سيكون على ما يرام.. أنا متأكد أنك ستكون أفضل.." تحادثهم لدقيقة، يخبرونك بما تبحث عنه،
6

إسقاطات الأسطورة

على الفرد أن يكون منضبطًا منذ الطفولة. يجب أن يدرس جيدًا وأن يكون مؤدبًا، أن يُحصّل نقاطًا جيدة كي يكون ضمن فئة المجتهدين وعليه أن يسير على هذا المنوال حتى يتمّ جميع مراحل التعليم، بعد ذلك يجب عليه أن يَحصل على وظيفة جيدة كي يكون شخصًا صالحًا في نظر المجتمع، فحصوله على مستوى دراسي ممتاز وثقافة فكرية عالية غير كافين إذا لم يضمن وظيفة تدِر عليه دخلًا جيدًا. بعد ذلك، عليه أن يفكر بالاستقرار الذي لا يتأتى إلا بالزواج، ثم
5

إذاعانات جثة بين قبضتي جلاّدها

جثة تموء كقطة تحتضر من فرط العطش، جثة هامدة تحت ركبتك العريضة دون حراك. يومها ظننت أن ستار حياتي سينسدل على هذا المشهد السخيف المتهالك.. وجهك المتصبب عرقا والمتقاطر فوق جبهتي المنكمشة، وعيناك المنتفختان كعيني بومة مصابة بالأرق، ويدك المرتجفة المنهالة بلكماتها المتتالية على وجهي. وجهي الذي أخبرتني يوما أنه شمس مساء ذهبية، ونجمة حولت قدرك إلى خليج هادئ تزحف نحوه كل الكائنات بحثا عن الحياة. هو الآن يحاول فاشلا تجنب اللكمات المنقضة عليه. انتظرت انطفاء الضوء، أغمضت عيني وتركتك
6

ماذا لو.. جنازة رجل !

ماذا لو علمت بطريقة ما أن لديك أربعا وعشرين ساعة فقط لتعيشها، أربع وعشرون ساعة لن تتكرر مرة أخرى، ستفقد بعدها صفة الكائن لتتحول إلى كان.. ساعات ينتهي بعدها كل شيء ويتوقف الشهيق والزفير، يتوقف النبض، تُغلق العينان وينتهي ضخ القلب للدماء في مختلف أنحاء الجسد، تتعطل كل الوظائف الفيزيولوجية، تنخفض درجة الحرارة، ويميل لون جسدك إلى الزرقة… ينتهي كل شيء، تنتهي الأحلام والإحباطات والآمال ويسقط جسدك خائرا غير قادر على الحركة مرة أخرى مهما كان سنك.. سواء أكنت شابا
7

الديناميت البشري

داخل كل منا مواد قابلة للاشتعال، للتدمير والتحطيم. بمقدرة كل شخص أن يتحول لغول مرعب، لديكتاتور بشع، لمجرم خطير، لأب متسلط. يكفي أن يتوفر عود الثقاب الجيد بيد متمكنة تستطيع إشعاله حتى يندلع الحريق الكبير. يعتقد الإنسان أنه على دراية تامة بنفسه، وقد يعتقد الآخرون أنهم أيضا على معرفة كاملة بك فقط لأنك تعرفهم منذ سنوات أو لأنكم قضيتم عطلة نهاية الأسبوع في نفس الفندق واحتسيتم فنجان قهوة في البهو، في حين يكفي أن توضع في اختبار بسيط من اختبارات
5

معجزة التجدد البشرية

نقسم أن لا نقع في الحب بعد الخيبة الأولى ثم نهوي مستسلمين راضين بمجرد ما أن يداعب نسيم حب جديد ستائر قلوبنا. تصرخ الحامل أثناء الوضع أنها لن تكرر فعلتها ولن تسمح لجنين آخر باحتلال أحشائها مرة ثانية، ثم تعيد الكرة مرة واثنتين تصرخ خلالهما بنفس الوعد والوعيد. نفقد أبا أو أما، فيتحول الكون أمامنا لحفرة مظلمة لا يزورها الهواء، يصبح الاختناق رفيقنا الدائم، ونظن أن كل شيء بلغ منتهاه، الفرح والضحك والغناء. وينقضي عصر الحزن والنحيب لنعلن أخبار النجاحات
5

خيانة قريب

الانتصار كاملاً تحقّق منذ تم افتقاد الأبطال في طابور عدّ المساجين، وكل ما يتلو ذلك يقع في خانةٍ أخرى ولكنها حتماً ليست خانة شطارة العدوّ، فالعدوّ يحاول ترقيع صورته التي ثقبتها ملعقة.
5

بين الثانية ونصفها !

هناك دائما ثانية واحدة تفرق بيننا وبين التحول العظيم الذي قد يطرأ على حياتنا، هي تلك الثانية التي تسبق السقوط الحر في الحبل نتحول من كائنات يتملكها الخوف والذعر والملل، لأطياف هانئة نسجت من الأمن والفرح. هي الثانية التي تفصل امرأة أقدمت على جريمة شنعاء في حالة خدر ذهني تام أمام مشهد خيانة زوج منحته الروح قبل الجسد، لتتحول من سيدة محترمة تحمل معها طموحات ومشاريع كبرى لمجرمة تقضي أبهى سنواتها خلف القضبان. هي الثانية التي تسبق القرار العظيم بالهجرة،
4

مداهنة الاباء

الناس مرهِقون منهِكون، الآخرون لعنتنا التي لا نقوى على هجرها. فمهما بلغت حدود التطرف في عشق العزلة وتقديس الوحدة يكون واجبك الأساسي كل يوم مخالطة أشباهك. رؤية وجوه تشبه وجهك وأصوات تذكرك بأن في حنجرتك صوتا يرغب هو أيضا في الثرثرة. تغرق في الجموع شئت أم أبيت، وتنجرف مع أخبار لا تعنيك وأسرار لا تعرف أصحابها وقصص قضى أبطالها نحبهم حتى قبل أن تستقر في بويضة أمك. محكوم عليك بصلة الأرحام، أرحام قد تكون سببا في شقائك وهزيمتك وأثقال تضنيك.