لكل من النشر الورقي والإلكتروني مزاياه وعيوبه. لكن في العالم الذي نعيشه أفضل طريقة نشر هي الإلكتروني، فنحن نعيش عالم سريع تكنولوجياً، يجب أن تنتقل الثقافة المتمثلة في الكتب والروايات بنفس السرعة، وتواكب هذا التطور، ولا تكون شيئاً بدائياً قديماً في طريقة تداولها، النشر الإلكتروني غير مكلف على الكاتب والقارئ، وكذلك سريع الإنتشار، ويحقق للكاتب كل ما يحتاجه، حيث يوصله بالقارئ بسرعة مهما كان مكانه. حينما نشرت ورقياً، ظل أصدقائي من البلاد العربية كتونس والجزائر وليبيا والمغرب واليمن يسئلوني عن
التسويق البدائي، من أسباب عزوف المجتمع عن القراءة
كوني درست التسويق وعملت فيه، وكذلك لي تجارب مع دور النشر، ولزملائي الكتاب كذلك تجارب أعرفها منهم. لاحظت أن من أهم أسباب عزوف المجتمع عن القراءة أن دور النشر والكُتَّاب لا يمارسون التسويق أو يمارسونه على استحياء بدون إبداع وبدون استمرارية، وهذا يعزل مجال الكتب والروايات عن المجتمع، فلا يوجد تسويق جاد يستقطب الناس لعالم القراءة، وينشر الوعي. معظم دور النشر "بما فيها الكثير من دور النشر العملاقة للأسف" التسويق بالنسبة لهم صفحة على الفيسبوك وإعلان ممول وشاب يقف عند
إهداء الكتاب بشكل مجاني يقلل من شأنه
أحد الكتاب حدث معه موقف أثر فيه بشكل كبير، حيث أعطى لأحد القراء روايته بعد أن طلبها منه وكتب له عليها إهداء جميل، ليفاجئ الكاتب بعد أسابيع قليلة بروايته تلك ملقاة عند أحد بائعي الكتب المستعملة، حزن هذا الكاتب بشدة على الطريقة التي تعامل بها القارئ مع روايته. من وجهة نظري: إهداء الروايات بشكل مجاني لا يصلح للجميع، في أحيان كثيرة، أنت ككاتب تقلل من شأن روايتك حين تهديها لكل من يطلبها بشكل مجاني، إذا كان القارئ يريدها حقا لن
في الروايات، لا اقرأ إلا ما يوافق هويتي وفطرتي
تحولت من قارئ نهم للأدب الأوربي والغربي عامة إلى أنني لا اقرأ إلا ما يوافق هويتي ولا يعارض فطرتي، لذا أصبحت معظم قراءاتي هي الكتب العربية دوناً عن غيرها، خاصة في مجال الأدب، وليست كل الكتب العربية بل كتب منتقاة بعناية لأناس معروف توجهاتهم وأفكارهم المتزنة والسوية وعقيدتهم السليمة. لأن الغوص في المجتمعات الغربية وطول التعرض للفكر الغربي أصبح يؤثر علي بشكل سلبي، تلك الحالة من التشبع والمتعة بعد قراءة الكتاب لم تكن موجودة بل يوجد عوضا عنها حالة أشبه
لماذا معظم روايات المغامرات لا تعتبر قراءة جادة؟
قالوا قديماً: " ويفوزُ باللذات كل مغامرٍ" المغامرة معنى من معاني الحياة، فالركود موت، والطرق الآمنة، عادة ما تكون بلا روح. إذن أنا مع المغامرة في أحيانٍ كثيرة، هذا في الحياة، نغامر لنحيا ونحصد نتيجة المغامرة سواء كانت سلبية أو إيجابية، ونعيش قصص ونصنع ذكريات ونكسر المخاوف بداخلنا. حين يتعلق الأمر بالقراءة فالأمر مختلف قليلاً، فليس كل المغامرات تستهويني، قرأت روايات في المغامرات، تلك الروايات التي تجعلك تعيش مع بطل الرواية، تحتبس أنفاسك وتتعالى نبضاتك معه. أرى أن روايات المغامرة
شراء الكتب للاكتناز، يجعل قيمتها صفر
لدي عادة شراء الكتب، وإن كنت لا أقرأها كلها في نفس الوقت، ولكني لا أحب أبداً عادة اكتناز الكتب لمجرد الاكتناز أو "التحويش"، ليكون لدي مئات الكتب التي ترص رصاً على الأرفف ويكون شكلها جذاباً لكن في المقابل معدل القراءة ضئيل والاستفادة قليلة، يقع في ذلك الخطأ الكثير من الأصدقاء الكتاب والقراء، دائماً رأيي أن هذا كمن يكتنز المال ويحرم نفسه من الملذات وفي النهاية يموت فقيراً تاركاً ماله لغيره. والكتب حين تترك للغير أو الورثة ربما يساء تقدير مكانتها،
كتاب "الهويات القاتلة"، كيف نكتسب فن الانتقاد؟
أحياناً يأتي أحدهم ويجلس قبالتنا، ثم يلقي علينا عتاباً أو نقداً بسبب شئ ما فعلنا، ولهذا "العتاب" أو "النقد" أهمية كبيرة دون شك، حيث أنه يجعلنا نغير الصفات السيئة والتي قد تسبب ضرر للآخرين، وكذلك فإن هذا الفعل قد يجعلنا نتدارك أخطاء فعلناها تجاه الآخرين دون انتباه والتأسف لمن أخطأنا بحقه لترجع الأمور إلى طبيعتها، وكذلك من فوائد العتاب والنقد أنه يزيل الشحناء والبغض من القلوب، فلو أخطأ بحقك أحدهم ولم تعاتبه ستظل تراه بشكل سئ ولن تنسى خطأه وقد
"إعطاء الحرية لجاهل كإعطاء السلاح لمجنون"
لا شك أن الحرية مطلب رئيسي لنا في حياتنا، لا حياة هنيئة لنا دونه الإستقلال شعورياً أو مادياً أو جسدياً عن أي نوع من الأسر هو شيءٌ في غاية الأهمية، وقد نفعل أي شئ للحصول عليه. أعرف شخصاً ذاق مرارة الغربة في سنٍ صغيرة ليستقل مادياً عن والده.. أعرف زوجة كان يعاملها زوجها معاملة سيئة جداً هي وأهلها وطلبت الطلاق بشتى الطرق حتى نجحت، فقط لتكون حرة ذات كرامة.. أعرف صديقاً قدم استقالته بسبب التدخل السافر لمديره في حياته الشخصية
كيف يكون الإنسان صالحاً في بيئته إن كانت بيئته ليست صالحة؟
ذلك العالم الفسيح الذي نعيش فيه، وعاش فيه من قبلنا مئات الأجيال التي رحلت وتركت أثرها أو رحلت دون أثر وكأنها لم تأتي، لطالما شغلني عدة أسئلة بخصوص هذا العالم، ممن يتكون؟ هل من يابسة ومحيطات وبحار وأنهار وجزر، هل هذه هي مكونات العالم، وهل تلك هي مقاييس قُدرات العالم وثراوته الحقيقية، أم أن للعالم مكونات أخرى هي أكثر عمقاً وفائدة من تلك الثروات الظاهرة والمكونات الملموسة على سطح الكرة الأرضية. لعل القصة التي ألفها الكاتب البرازيلي الشهير باولو كويلوا
كتاب فن العيش الحكيم، كيف تجعلنا الأحلام العظيمة تعساء؟
لا شك أن الأحلام بالنسبة لنا وقود الحياة، وأن الحياة بلا أحلام جافة لا طائل منها ولا شغف ورائها ولا طعم، ربما لأنها هي التي تعطي للغد الذي نعيشه قيمة وتنقذه من الملل، فنحن ننتظر الغد الذي يأتي محققاً كل ما تمنيناه ونستمر إلى ذلك الحين المنتظر في المحاولات الدائبة، وربما تكمن أهمية الأحلام العظيمة بأنها الطريق لرضا الإنسان عن نفسه، فيشرط الرضا عن نفسه بالوصول لتلك الأحلام، وكذلك قد يكون سبب اتخاذ الإنسان للأحلام العظيمة هو البحث عن القيمة
رواية الأخوة كرامازوف، "لا تظن أنك تحب أحداً..إنما تحب ما تحصل عليه منه فقط"
فلأتقمص شخصية ديستويفسكي في روايته ذائعة الصيت "الأخوة كرامازوف"ودعنا نبتدأ الحديث يا صديقي بسؤالٍ على غير عادتنا.. كيف تعرف أن شخص ما يحبك ولماذا تحبه؟ سواء كان صديق أو أخ أو قريب أو زوج ؟ قد تجيب إجابة عريضة تقول فيها، أنك تعرف ذلك وتتأكد منه إذا كان هذا الشخص يفعل لك ما تريد ويحقق لك ما تحتاج ويلبي رغباتك ويتحمل ظروفك وتقصيرك وأخطاؤك ولا يلومك ولا ينقدك ولا يضرك.. حسناً..جميل جداً، فلتكمل حديثك، ها أنت قد أجبت على نصف
لماذا الشخص المنعزل والشخص الإجتماعي جدا متدنيين فكرياً؟
بين مقولتي "معرفة الناس كنوز" و "البعد عن الناس غنيمة"، وبين قول أمي "لما لا تخرج لتروح عن نفسك قليلاً" وقولها "لما تأخرت بالخارج" قضيت فترة لا بأس بها في مراهقتي وأنا في حيرة من أمري، قضيتها في تخطيط علاقاتي أكثر من مرة وبطرق متعددة، أرتبها من حيث عدد من أعرفهم وطبيعتهم ومدى اندماجي وتشاركي في المجتمع، جربت الإنعزال التام، حيث اهتميت بما أود فعله في صمت دون أن أشارك أحداً مخططاتي إلا القليل جداً، وكذلك حاولت الإندماج في المجتمع
كتاب ألوان أخرى، لماذا غلاف الكتاب يساوي 1000 كلمة؟
الأغلفة بالنسبة لي كقارئ من أكثر الأشياء التي تجذبني في الكتاب، ولطالما اشتريت كتباً وروايات رديئة أو على غير ذوقي، فقط لأن اصحابها اهتموا بوضع أغلفة قوية، ومن واقع تجربتي ككاتب فإن اهتمامي بوضع أغلفة مناسبة لقصصي تزيد من فضول القراء، وهذا لاحظته للمرة الأولى حين عرض علي أحد الأصدقاء أن يعمل غلافاً لقصتي بعدما قرأها، وبالفعل قام بعمل غلاف معبر جداً عن جو القصة وأحداثها، حين نشرت هذه القصة على فيسبوك مرفقة بالغلاف، ورغم كبر حجمها إلا أن العديد
كتاب (صديقي ما أعظمك)، لماذا دائماً تنتهي علاقتنا بالآخرين؟
لا يوجد من لم يمر بصدامات مع غيره، وكذلك فمعظمنا له علاقات (منتهية نهاية سيئة) سواء على مستوى الأقارب أو الأصدقاء أو غير ذلك، ولكن هل تساءلت من قبل عن سبب تلك الصدامات؟. أعلم أنه من العسير أن نصل لسبب واحد وهذا لأن لكل علاقة خصوصيتها وأسباب ضعفها وانتهاءها، ولكن دعنا نفكر قليلاً. لو سألنا أنفسنا الآن عن ذلك الصديق الذي انتهت علاقتنا به من قبل، وأردنا أن نخبر أنفسنا عن سبب انتهاء العلاقة بهم ، هل سنخبرها إن كنا
برأيكم، لماذا نشعر بالملل والتكرار في المجتمع الذي نعيش فيه؟
دائماً ما أرى اهتمام الناس مصبوب حول أشياء أقل ما يقال عنها أنها بلا قيمة (وهذا في أغلب الحالات)، ورغم ذلك قد يظل الحديث عنها دائراً طوال حياتهم. بالنسبة لي، فأنا أضيق ذرعاً بقضايا المجتمع المتكررة كذلك (حتى إن كانت مهمة)، فتكرارها بلا هدف مضيعة للوقت ومحرقة للجهد، فأن تستيقظ كل يوم وتمارس نفس الفعل، لا شك أن هذا سيصيبك بالملل الشديد حين يزيد الأمر عن حده وتكتشف كم انت تقضي وقتك في المكان الخطأ . لم أتعجب حين قال
ماذا أفعل للخروج من مأزق كتابة الرواية في المرحلة الأخيرة منها؟
بدأت منذ ما يقارب من عام في كتابة روايتي الأولى، لم أكن أعلم أن لدي ذلك الصبر على الكتابة، وكذلك لم أكن أعلم أنني سأواجه تلك الصعوبة وفي هذه الآونة تحديداً وأنا في خضم العناء يحضرني قول الكاتب الروائي ارنست همينغواي "الكتابة ثاني أصعب ممارسة في العالم بعد مصارعة التماسيح"!..فمن وجهة نظري..مصارعة الأفكار شئ صعب جداً...جداً اكتشفت من خلال تجربتي تلك أن كتابة الرواية شئ معقد، وخاصة إن كانت هذه الرواية هي التجربة الروائية الأولى للكاتب كما هو الحال معي،
رواية الجريمة والعقاب، لماذا جميع العلاقات مؤقتة وففًا لديستويفسكي؟
لعل سبب انتشار الكاتب الروسي الكبير فيدور ديستويفسكي بين أوساط القراء المختلفة هو نظرته المختلفة للأمور، حيث لا يكتفي بوضع رأيه الذي يميل إلى السوداوية والكآبة، بل يقنعك به كذلك وإن كنت متفائلاً للحياة تراها كما يرى الطفل المستقبل، وكأنه يقنعك بحقيقة الأمر والواقع المعاش بل ويصدمك كذلك بأن تفائلك ما هو إلاّ خدعة تعيش من خلالها فقط! في أغلب مؤلفات ديستويفسكي ونظرته للعلاقات دائماً تميل إلى السوداوية، وحتى لا أظلمه بحكمي ذاك فإنها أيضاً تميل إلى "الواقعية المفرطة" بحيث
لماذا ليس عليك أن تحزن بشأن الأشياء التي تنقصك؟
في هذه اللحظة التي تقرأ فيها كلماتي تلك، شئٌ ما يتحرك في صدرك..يوغله..يشعره بأن ثمة شئ ناقص، تحقيقه ضروري جداً حتى تكتمل الحياة وتكون سعيدة، أجزم لك أنك في هذه اللحظة يا صديقي القارئ تنتظر شئ ما، ربما في المدى القريب كإنتهاء امتحاناتك مثلاً أو ترقية ما في عملك، أو حتى على المدى البعيد كتحقيق الأحلام التي تعمل عليها منذ فترة لا بأس بها. لعلك تتعجب من تأكدي بأنك تنتظر شيئاً بينما تطالع تلك الكلمات، ولكن دعني أُخبرك عن شئ
اذا شعرت برغبة في الانتحار...جرب أن تشرب كوب قهوة وستكتشف أن الفكرة غبية
تمر علينا بعض اللحظات القاسية جداً على مستوى النفس، ربما لا يكون لها سبب واضح حينها "من وجهة نظرنا"، ولكنها في الحقيقة قد يكون لها سبب ما قوي، ولكن كل ما في الأمر أننا لا نعرفه، تجد نفسك في هذه اللحظات كارهاً للدنيا وما فيها، ضائقاً بنفسك، لن أكون مبالغاً لو قلت أنك في بعض تلك اللحظات العصيبة تتمنى لو لم تولد أو تتمنى لو تموت الآن وينتهى هذا الملل والضيق. لن ننكر أن جميعنا يمر بتلك الحالة السيئة، التي
لماذا الكاتب الردئ متعجرف والكاتب الجيد دائم الشعور بالنقص؟
أحب الموهوبين...أصحاب الصوت الجميل والخط الجميل والحرف الجميل وكل شئ يقدمه موهوب... دائماً ما أجد فيهم جمالاً إضافياً غير ذلك الجمال الذي أراه او أسمعه منهم.. الموهوب كما أراه، هو شخصٌ مودعٌ فيه سرٌ إلهي، لا تجد له تفسيراً ولا شكلاً ولا أنت ترى هذا السر..فهو في نفس صاحبه كالروح في إناء جسده، به يولد وبه سيموت وبه يؤثر في الخلائق إن فطن إلى هذا السرِّ وقوَّاه بعمله وأخرجه للناس، فإن خرج كان له شعورٌ للناس لا تُكفِّيه معاجم اللغات..فهو
لماذا يسعى الإنسان لإيذاء نفسه في سبيل الإبداع؟
دائماً ما تكون الكواليس هي السر الكامن خلف النجاحات العظيمة، وبعض كواليس القصص تكون أكثر إثارة من القصة نفسها، فكم مرة سمعت عن كاتب دخل في حالة نفسية بسبب الرواية التي يكتبها؟ وكم مرة سمعت بروائي أعجب بشخصية صنعها وتعلَّق بها تعلقاً شديداً وحقيقياً تماماً وكأنها شخصية حقيقية يعرفها وتعرفه؟.. فعندما تحدث مثلاً أيمن العتوم عن كواليس كتابة رواياته، يقول أنه يصاب بشئ يشبه الجنون، يكلم نفسه..يصاب بأرقٍ شديد وقلة في النوم..يمشي وحيداً في الطرقات وهو يهذي..يصنع محادثات خيالية مع
كيف يموت المرء بالحزن والخذلان؟
في قرائتي لأي رواية أو كتاب أو حتى قصة قصيرة نشرت هنا أو هناك، تجذبني الفلسفة الكامنة بين السطور، تلك القدرة العجيبة للكتاب على أن يسرق عقلك لبعض الوقت، لذا قال أحد الكتاب واصفاً الكتاب الجيد بأنه: "هو الذي تتوقف عن القراءة فيه بين الحين والآخر وتردد..يا إلهي!" فلسفة الموت!...اسم له مهابة..خوف.. اضطراب، قد لا يحتاج لتفلسف حتى يخيف أو يسرق العقل، ولكن حين يستعمل الكاتب ذلك الموضوع "بالتحديد" في وصف عال الجودة لحدث ما من أحداث روايته كما قال