ثقافة الاستنقاص من الأعمال المطبخية

أها.. إذاً أنت لن تمانع من علبة لبن يومية أليس كذلك؟ فطالما الأمر لا يتجاوز إصلاح صنبور أو إقفال باب، فالرضا بالمتاح وإن كان قليل ودون عناء ليس بالأمر الكثير.

على عكسك تماماً، أرى مسألة الوقوف بالمطبخ هواية.. هو رغبة أكثر منه واجب.

والدي كان يحب كثيراً الوقوف بالمطبخ، وكثير من زملائي يعشقون طهو الطعام..

تكمن مشكلتهم، ولأكون صادقة مشكلة زوجاتهم، فيما يخلّفونه ورائهم من أطباق وصحون وحروب تحتاج لعشيرة كي تنظفّها.

لطالما كانت لي صديقة تقول (الأكل متعة)، وهي بذلك لا تقصد عملية تناول الطعام بقدر ما تعني الوقت الذي يتم قضاؤه لإعداد طبق ما وتزيينه وإكسابه مظهراً مغرياً للأكل.

لذلك لا أظن أن أعمال المطبخ تقارن بقفل باب أو إغلاق صنبور ماء، وإلا لما كان الشيفّات من أعلى الوظائف أجوراً، ولما كان فن إعداد الطعام وتزيينه من أوائل الكتب التي يجب أن تتواجد في بيوتنا دوماً.

للأسف هي عادات وتقاليد مرسخة بالأذهان، نقشت على الحجر وهو لين، فحفرت بداخله حتى أصبح صلبا فأصبح مستحيل محوها، وهذا ما حدث بالجيل الحالي، تربى في منزل يجد المرأة مكانها فقط المطبخ، تربى في منزل يرى فيه الأب يجلس حتى تنتهي زوجته من إعداد الطعام، ويأكل ويجلس أيضا حتى تنظف مكانه، تربى في منزل يرى أبويه يفرقون بينه وبين أخته، وأنها عليها من تخدمه، لذا تغيير مثل هذه الثقافات يتطلب الكثير من الوقت والوعي.

والكثير من الرجال وليس الكل يرون أن أعمال المطبخ فقط للسيدات، وإن فعلوها تنتقص من رجولتهم وهذا بسبب ما ذكرت بالأعلى.

لو عدنا إلى قبل عشرة سنوات لقلت لك أن هناك من ينتقص من أعمال المطبخ ومن كلا الجنسين. لكن اليوم النظرة اختلفت، بالطبع ليس بشكل كلي، إنما اليوم ثمة نسبة لا بأس بها تقدر الأعمال المطبخية على الأقل أتحدث عما يحدث حولي.

لدي أخ كان ينتقص من الاعمال المطبخية، حتى أنه كان يستهين في تعليم المرأة وشهادتها الجامعية، فالمرأة برأيه مكانها ونهايتها المطبخ. وأنهن خلقن للمطبخ اليوم اختلفت نظرته. هو يقوم باعداد الوجبات الخفيفة في المطبخ ليس هذا فقط. بل يقوم بغسل الاطباق، فهو برأيه مثل أي مهمة أخرى ولا يمكن احتقارها أو حتى التضخيم منها وكأنها بالمهمة الصعبة.

هكذا نالت الموروثات الثقافية من عزة المرأة وانتهكت مشاعرها, هذه صورة من صور العنف النفسي الواقع على نساء عالمنا العربي .

وعلى الرغم من أن كافة الديانات والرسل أوصوا بالنساء إلا أن هذه النظرة الدونية لا أستطيع تحديد مصدرها .. هل هي أعراف الجاهلية ؟ أم أنها شذوذ فكري يرى من المرأة إنسان من درجة ثانية ؟ هذا إن كان بالفعل يراها إنسانًا .

مع كل ذلك في يوم ما خارج هذا الزمان والمكان وأمام العدل المطلق ستقف النساء لتأخذ حقوقها وسيبكي أصحاب هذا الفكر من غفلتهم ويتساءلون بحسرة : هل بالفعل كانت المرأة إنساناً ؟

على أي ما رأيك؟

أوافقك الرأي في كل النقاط عدا نقطة واحدة ألا وهي في الاقتباس التالي :

فيمدح البعض المرأة بالمطبخ ويصورها في قالب شعري رومانسي على أنها تنجز أعظم الأعمال, وبحاجة لباقة ورد وقبلة على اليد, أحيانا يضيف بعض البهارات الدينية لعباراته الرنانة...في حين لن يرغب أي من هؤلاء المتكلفين المتصنعين نيل شرف إنجاز هذا العمل العظيم كما يصفونه على مواقع التواصل الاجتماعي.

أقول لك لماذا، لأن المرأة بالفعل تنجز أعظم الأعمال وبالأخص في رمضان، فما هو أعظم من إفطار صائم، ليس في الجهد فقط بل حتى في الأجر، فأجر إفطار الصائم عظيم، فلك أن تتخيل ان تقوم امرأة يومياً بتحضير إفطار عائلة كاملة لمدة ثلاثين يوم وهي صائمة، كم من الأجر والجهد والتعب جراء هذا الفعل، وهي ليست مجبرة على ذلك، بإمكانها أن تحضر وجبة واحدة خلال خمس دقائق تكفيها وتقول ما شأني بالبقية، أليسو أشخاص بالغين بإمكانهم أن يعتمدوا على أنفسهم، دعهم يتصرفوا أو يموتوا جوعاً ليس شأني، لذلك لابد من تقدير مجهوداتها وعدم التقليل منها، ولا أجد تملقاً أو تصنعاً من منشورات ورسائل المدح والشكر فهي اعتراف بفضل هذه المرأة وتحفيز لها على الصبر لإحتساب الأجر .

مشكلة بعض من يسمون أنفسهم رجالاً أنهم يحاولون التقليل من المرأة بأي شأن يخصها، فتجدهم يقللون منها بأعمال المنزل والتي ليس فيها أي عيب أو استنقاص لها، ولكنهم يصرّون على تصويرها على أنها نقص وإهانة، ولن يستطيعوا أن يحيوا حياة طبيعية إن لم تكن المرأة تقوم بهذه الأعمال، إلا إذا قاموا بها بأنفسهم ولكن كيف وهم يعدون هذه البديهيات إهانة، دعهم يموتوا جوعاً وقذارة إذن .

بالنسبة لحركات تحرير المرأة التي أنا ضدها تماماً، فلا آخذ بأي من الترهات التي يطرحونها، لأن حرية المرأة في نظرهم هي مجرد عرض جسمها أمام الناس والتخلي عن ملابسها، فبالتأكيد سينبذون عملها في المطبخ .

أتفهّم وجهة نظرك للغاية يا صديقي. ولعل أبرز ما أفهمه حولها هو أهمية العمل على تحسين العادات الخاصة بنا في الشهر الكريم، والتي تتمثّل بالتحديد في التبذير الملحوظ والمستمر في عمليات تحضير أطعمة الإفطار. إنها عادة في منتهى السوء، وتتنافى تمامًا مع الأغراض الخاصة بالصيام كسلوك إنساني، لأنها لا تمثّل أيًّا من المعايير التي يعتني بها الصيام من التحكّم في النفس أو مخاطبة الذاتب لتحسين أداءها في التمسّك بالصبر والجلد. إنه أمر منافي تمامًا لكل نشاط يساعدنا على التحكم في أنفسنا.

لا يجب تحميل أعمال المطبخ تلك الحمولة الثقافية

هذا الموضوع من الموضوعات الجدلية التي أحيانا لا أستوعب النقاشات الحادة التي نصل اليها به.

هل تم حل جميع المشاكل الحياتية الخطيرة التي تعرقل انتاجيتنا؟

المرأة لا تشكو أبدا من خدمة اهل بيتها وثواب افطار الصائمين فما بالك بان هؤلاء الصائمون هم أولادها فلذات كبدها؟ بل الشكوى تكون من اتخاذ هذه الخدمة كحق مكتسب ومعاملتها بشكل غير أدمي ان مرضت يضجرون كأنهم يلومونها على مرضها بطريقة غير مباشرة لأنهم سيظلون يوم كامل بلا أشهى الاطعمة والمأكولات وهذة الثقافة تعود الي اننا نعيش لنأكل لا نأكل لنعيش فرفقا بهن لان من هنا يأتي الطابع التضخيمي للاعمال المطبخية كما عبرت .

هذا يعتمد علي رد فعل أفراد الأسرة تجاه المطبخ وليس من تحضر الطعام في المطبخ.

لي تجربة خاصة هذا العام وفي شهر رمضان المبارك، وكل عام وانتم بالف خير. لظروف خاصة سافرت زوجتي الى الاردن قبل اسبوع من الان. انه وقت حساس للغاية وانا بطبيعتي لا ادخل المطبخ الا للامور الفنية التي قد ترغب فيها زوجتي مثل عمل سلطة مايونيز وتحضير الصحون او عمل عصير طبيعي ..الخ من هذه الأمور البسيطة والتي لا تحتاج اكثر من دقائق.

هذا العام انا لوحدي مع الأولاد .. قررت اتباع خطة عمل رمضانية:

توزيع مهام البيت على الأولاد

اخذ مقترحاتهم حول رغبتهم في الطعام والافضلية للاصوات الأعلى والحمد لله انهم 6 ولي صوت الترجيح

بدات اليوم في دخول المطبخ لمدة ساعتين قبل المغرب موعد الافطار .. قمت بتحضير ما طلبه الاولاد وساعدتني ابنتي في الصف الحادي عشر .

الحمد لله الأمور تحت السيطرة واعتقد انه مهما قلنا للزوجة او الام او الاخت شكرا على مجهوداتها في المطبخ واعداد الطعام وتهيئة الأمور فلن نكفيهم حقهم.

أتفق بالطبع الطبخ مهارة أساسية في رائي

ما الجميل في كونك لا تستطيع إطعام نفسك ولو وجبات بسيطة.

و"عد لإصلاح الصنبور" هو الجواب الأنسب لهؤلاء الناس.

وغيرها من القيم المجتمعية التي استشيط غضباً حين يقتصر شيء معين علي شخص واحد؛ والأكثر جهلاً هو إحتقار الأمر مثل إنساب المطبخ للمرأة؛ وكأنه وضع المرأة وأجبرها أن هذا المكان مكانك فقط؛ وفي الحقيقة الشقة كلها لها بالحق؛ ولكن لا نتطرف لهذا؛

ما أقصد أن الهدف الأساسي وجميع مشاعر الإنسان تحت غريزة واحده وهي البقاء، إذاً المطبخ والطعام هم الأهم بالنسبة للإنسان لو تتبعنا ووضعنا ورتبنا المهام لتخدم البقاء سيكون للشيف والطاهي والمرأة أهم مخلوق علي الأرض لأنه يساهم في بقاء نوعه بطريقة أو بأخري( هذا لأننا نتحدث عن موضوع المطبخ والطعام فقط).

لا أعلم هل نلجأ لإصلاح مثل ذلك عادة ولكن الأمر ليس بالشائع فهناك من يحترم ويقدر عمل ومكان المطبخ لذا هي مجرد ظاهرة سلبية تحتاج ولو وعي بسيط.

إن عملية تحضير ما نأكله كبشر بديهة من البديهيات التي بالأحرى يجب أن يتقن أساسياتها الجميع, ولا أقصد هنا إتقان تحضير الأطباق الشعبية بل على الأقل تلك المعرفة الأولية الأساسية التي تبقينا على قيد الحياة

لطالما كان هذا رأيي فالطعام هو غريزة فطرية فقد وُلد الطفل يبكي لأنه جائع ويصرخ من أجل إطعامه، إذا فكيف لشخص بالغ أن يعجز عن تحضير ما يبقيه على قيد الحياة؟؟!!!

لا يجب تحميل أعمال المطبخ تلك الحمولة الثقافية التي تفوق كنهها, لا يختلف تحضير الطعام عن إصلاح الصنبور أو قفل الباب أو التلفاز

نظرة مجتمعنا العقيمة جعلت من هذا الأمر وصمة عار لكل من قام به غير المرأة !!. فحقاً نحن بحاجة إلى تغيير هذه النظرة. وأظن أن هذا سيكون عن طريق تثقيف الأمهات بأن بعلموا أبنائهم أن هذا أمر ضروري تعلمه وأن يتمكنوا من الاعتماد على أنفسهم ولا ينتظرون من أحد خدمتهم. وتحاول الأمهات جاهدة أن يشركوهم معهم دائماً في أعمال المطبخ و غيرها من الأعمال المنزلية، حتى لا ينشأ جيلاً آخر بأفكار عقيمة يرون أن المشاركة في الأعمال المنزلية ينتقص من رجولتهم !!

أنا أعتقد كذلك أن المبالغة في مدح شيء أو دعم شيء هو جزء من الاستحقار أو وجه آخر، لذا فلطالما كنت ضد الصور التي تحث على التخلي عن العنصرية والمساواة من خلال وضع صورة لطفل أسود بجانبه طفل أبيض، وكأنها منة وأن الفرق واضح لكننا سنتعامل معه كأنه غير موجود، وهو تدليل على وجود الاختلاف، فالأمر يفترض أن يكون بديهي أن للبشر ألوان وأعراق مختلفة.

وعلى شاكلته تطرح الكثير من الأفكا التي تهدف لتعزيز المرأة، ولكنها تحط من قدرها ضمنيًا من خلال مثل هذه الدعايات والمبالغات، التي تضر قضية النساء لا تفيدهم، فالطبيعي أن نطبخ رجالًا ونساءً حتى نتمكن من الأكل، وهو ليس أمر مقدس ، بالطبع من يفعل ذلك لك يجب شكره، لكن المبالغة تدل أن هذا الأمر محصور بالمرأة ولذا يج تقديرها عليه بطريقة مبالغ فيها

أتفق تمامًا على عدم انتقاص المرأة برمي كلمة عودي للمطبخ، لما فيه من تقليل للرجل قبل المرأة.

يجب بالفعل إعادة ثقافتنا إلى مسارها الصحيح، وأنا أميل شخصيًا إلى أن المرأة أن تحقق ذاتها في منزلها وأن عملها في المطبخ ورعاية بيتها من الإنجازات التي يجب أن تفتخر بها. (مع العلم أني لا أحب المُبالغة في المدح كما من يفعل بعض الرجال في الاصطفاف تجاه المرأة بشكل متزايد) بل يجب وضع الأمور في موازينها. للرجل أعمال، وللمرأة أعمال..والاثنان يكملان بعضهما الآخر. ومن هو هوايتي أحب الوقوق في المطبخ، وأحب التعلّم دائمًا والإطلاع على مكونات الطعام وهكذا.

تحياتي.

بالرغم من انني اتفق معك في مسألة تضخيم بعض المسائل المطبخية في شهر رمصان، فنحن من المفترض الا نصوم على الاكل فقط وانما ايضا على الحقد والكلام السئ والتصرفات المشينة وغيرها.

وايضا ارى بأن اصلاح الصنبور ليس كإعداد الطعام، وقد ارى بأن التشبيه ليس في محله، وبسبب قد نجد المرأة تتعرض لاشد انواع السخرية عندما تدخل للمطبخ، كون ما تقوم به ليس سحريا وبإمكان اي شخص كان ان يقوم بذلك، الام او الاخت عندما تعد الطعام لها تكسب اجرين اجر صيامها واجر افطارها لصائم.

احتقار المطبخ هو فقط فرع من أصل و هو احتقار المرأة فقط ، فمن قديم الزمان رسخت ثقافة أن المرأة مسؤولة عن الطبخ و إعداد الطعام و النفخ و الجماع فهي موجودة خصيصا لإشباع شهوة البطن و الفرج و لأن المرأة تطبخ فالطبخ بالتالي عمل حقير نظرا لحقارة من يمتهنه

و المرأة التي لا تجيد الطبخ فهي في حكم المعاقة العليلة و تنتشر مواضيع هل تتزوج إمرأة لا تجيد الطبخ و ثم تجد التعليقات، كييييف؟ الغلط من أمها ما ربتها، بنات آخر جيل، بيت أبوها أولى فيها، فالطبخ جزء لا يتجزأ من هوية المرأة في المجتمع فلا عجب أن النسوية الجديدة تحاول تدمير أي نمط أو صورة ترسخت عن النساء مهما كانت متطرفة و هو فقط رد فعل شديد على احتقار متطرف و الطبخ هو مجرد هواية يبدع فيها من يحبه و ليس كل النساء فيه سواء فهنالك البارعة و هنالك العادية و هنالك من تحبه و هنالك من تكرهه ، استحقار المطبخ لن ينتهي إلا بالتوقف عن النظر إلى المرأة كمخلوق من الدرجة الثانية بل ستجد الأعمال التي أغلب معجبيها إناث يترفع بعض الذكور عن مشاهدتها لأن كل ما تهتم به أو يكون ضمن نطاق المرأة وضيع، ثقافة تسير في عروق بعض الجهلة حتى زمن الإنترنت و التكنولوجيا فإذا اختلفت إمرأة مع رجل في أي مكان و غلبته في الحجة يكون تعليقه السفيه (مكانك المطبخ) حتى في أمور سخيفة مثل الرأي عن فلم أو مسلسل

و لهذا لا أتفق أبدا بمحاولة فصلك المطبخ عن المرأة كما لو انك تحاول حل مشكلة فرعية مع ترك الأصلية التي أتت منها الثانية و ليس المطبخ وحده بل كما سبق و قلت كل شيئ يرتبط بالنساء هكذا حاله، حتى الوظيفة التي يحاول الكثير تبجيلها لإقناع النساء بضرورة البقاء في البيت و هي التربية مستحقرة و تأتي كجملة (تربية حريم) فالولد الذي ربته أمه مشكوك برجولته و كونه مربى على يد إمرأة سواء بعد طلاق أو وفاة أبيه و منبوذ كونه لم يتلقى أصول الرجولة من أبيه بينما إذا فعل طفل إنجاز يقال رجااال من ظهر رجاااال و يقال للفتاة بنت راااااجل و أخت رااااااجل و من ظهر رجاااال ، لاحظ المديح لا يذهب لها بل لأبيها و لأخيها و البنت التي ربتها امها مشكوك بها كونها يمكن متسلطة لأنها تربت في بيت لا يوجد فيه رجل و تحكمه إمرأة فالمرأة سواء كانت ربة بيت تطبخ و تربي أولادها مستحقرة و لو عاشت كعالمة أو طبيبة أو عاملة بأي عمل فهي خارجة عن الفطرة و مشكوك بشرفها و لا حرج تطبخ المرأة أو لا تطبخ ففاطمة رضي الله عنها كانت تولي أمر بيتها و شؤونه و عائشة رضي الله عنها كانت لها بريرة تعد لها العجين و تطبخ لها