بشرٌ نسلُه الإدمان... لم يسلَم منه لا الكبير و لا الصّغير، إحتوى الطفل البريء و البالغ العقيل.. مخدّرات و قاذورات إلكترونيّة، أدويّة مهدئة وأقراصٌ مهلوسة، تلفزة دراميّة ومسلسلات منحرِفة، رسوم كرتونيّة مؤذية و مواقعٌ إجتماعيّة سامة إستحال وجود ترياقها والتعافي منها.. شبكة نظام عيشٍ خرّبت كيمياء أدمغة شبابنا، هُلكت بتطوّر وتمرّد وليدتها "الإبتكار" ..نتلاشى بمخلّفات فائدة وتسهيل و إزدهار علمي، جعلت من البشريّة ليس لها خيار سوى الخوض في سبيلٍ هاويته الإنقراض، بمحرّك الفسق و الفساد.. قلق، إكتئاب وإنهيارٌ عصبي،
لما أصبحت الأشعار و المقالات النثرية لا تكاد تخلو من التعقيد اللفظي و المعنوي؟ماهو مفهوم الفصاحة ؟!
عند أخذ العين بالإعتبار، الفصاحة تشمل الكلمة و الكلام بإشتراطها أن تخلو من عيوب تُثقل الكلمة من حروف تقاربت مخارجها فصعّبت النطق و أن تبتعد عن استعمال كلمات غريبة مهجورة قلّ تداولها بين النّاس إضافة الى ذلك تجنب قدر المستطاع من اللعبكة اللفظية و الغموض المعنوي اذ تخفي المعنى و تلبّس الأمر على القارئ و السامع وبما أنّ كل كلام بليغ فصيحٌ، وكل كلام فصيح ليس بليغ و البلاغة هي تنميق الكلام بمصطلحات فصيحة لايجاز المعنى و توضيحه بالتالي التأثير
عقليّة التعايش
ناضجٌ انت.. تتمتع بعقليةٍ بُنيت على فكرة التعايش مع أُناسٍ أغلبهم ما ان سلكوا طريقَ الوصول اليك لا يعني أنّك المحطّة المبتغاة اذ ترافقهم تذكرة الرّحيل عنك... النّاس تتغيّر بتغيّر الزمن من استقبالٍ و رحيل ، أخذٍ و عطاء، حبٍ و كره، تجاهلٍ و اهتمام... ما ان الرّوح تستوعبُ ذلك بها تُعدَم الخيبة و تموت، بخفض سقف التوقعات من الآخرين و المضي الى الأمام نحو السّلام... عكرمي منال
إنفصَامُ شخصِي
وأنا أدخُل القَاعَة، وجَدتُ مجموعة من أشخاصٍ أعرِفهم تحَادثتُ معهم من قبل في فترات منفصُلة وأمكِنة مُختلفَة. وأنا عند البَاب إلتفتوا إليّ جميعُهم، وعينَاي التقَت بأعينِهم واحدًا تلو الآخر... لثوانٍ أحسستُ أنّ الزّمن توقّف عندي، كلّ شيء تجمّد، تبادر في ذهني تفكير غريب جعلني أشعر أني لست أنا، أنا في حالة صراع مع نفسي أنا لستُ منال الّتي أعرفها وأنا في عُزلَتي، عند وِحدَتي.. أنا مجرّد نسخٍ غير متطَابقة في ذهنِ كلٍّ من هَؤلاء.شَعرتُ و كَأنّي انفصَلت إلَى أربعِ أو
حقيقَة: ماحدَث لي اليوم!!
مقلتان مفجوعتان بدموعٍ كادت تأخذ اللّون القرمزي من نار البكاء، مسامات خدّان تحوي قطرات دم ثائرة كبراكين نشطة مصغّرة في طريقها إلى الإنفجار، جرحٌ طويل على أنفها الطفولي الّذي لا زالت لم تعي بوجوده، كدمة زرقاء مخضرّة على كفّها الأيمن الّذي لا تحرّكه، تحمله باليد الأخرى علّ بسكونه يُخفّف الألم.. " ضربني!، ضربني!" حروف متقطّعة، صوتٌ متأتأ مرتجف خائفٌ كمثل طفلٍ أجهش بُكاءا بعد أن ضاعت لُعبته المفضلة.. أقوم بدوري من المكتب فزعةً من مظهرها المؤلم : ماذا حدث؟! بصرخة
العلاقة السّامة بين الكتاب و القارِئ..!
عصرُنا أصبح لا يخلُو من العلاقات السّامة سواءً كان على المُستوى الأُسرِي أو الإجتماعي أو العَملي إلى درجة أن تسرّب هذا الدّاء بين الكِتاب و القارئ، العلاقة الروحانية الأقرب إلى المَرء ... إذ أصبح الكتاب العصري يُعد من بين الملهيات المضيّعة للوقت خاصَة ونحن في زمن السّرعة.. بالطبع أنا هنا لا أقصد التّعميم ولكن كلّ يوم تُطبع الآلاف التي لا تستحق القاء لَمحة عليها أو حتى مجرّد الإلتفات إليهَا. في القديم كان من النّادر أن تجد الكتاب الواحد المستحَق نفسه
تفكير سطحيّ بالفطرة..
الجميع تلقائيا يفكر بسطحيّة، بصفتنا كائنات لا تفوتها الغفلة لثانية نبني الأسس من النظرة الأولى ولا نعير للبقيّة أمرا، صعب ان نغيّر تلك الصورة عن الآخر الا اذا قام الوقت بفعلته فغرس التفكير في العمق ليدرك حقيقة ذلك الشي و هناك كان قد فات الأوان على ذلك، لينتهي بنا المطاف لوم المحيط على سطحيته في فهمنا وادراك عمق نوايانا .... مخلوقات عاقلة متناقضة في تفكيرها. ـ عكرمي منال
براءتي...طفولَتي..
ضائعة.. أبحث عن طفلتي ولا أجدها.. أين أنتِ... أعلم أنّك في ركن ما، في غرفة ما، مقرفصة متأتأة الرأس بين ساقيك، تبكين من الّذي أجهله ماهو... أبحث عن جوهرتي الصغيرة الّتي ضيّعتِها بصفائك في ماء عكرٍ متكدّر دون قصد.. ولا أجدها ربّما هي عندك صحيح أنّها ملكك لكنّي أحتاجها بشدّة أعتذر منك لأنّي لم أهتمّ بك، نقاوة أحاسيسك كانت ذرّة وأهملتها لغفلتي بالزمن الّذي مرّ.. سامحيني كي لاأغرق أكثر فأكثر في بحر الشفقة.. جميلتي إنّي أشتاقك بألم.. هيا أخرجي أمامي...
هل البنين زينة الحياة ام بلاء علينا وفقط؟
هل ألوم ذلك الفتى الّذي غرق في غياهب عالم الأقراص و المخدرات أم ألوم والده الذي غفل عنه ظنّا منه أنّه يستطيع الإعتماد على نفسه فتركه يتبع شيطانه وهواه، أم سألوم الكبار البالغين الذين تمرّدوا و بالغوا بأفعالهم المجرمة الشنيعة تكبرا و عنادا مع ذلك تزوجوا إلى أن أورثوا العدوى الى صغارهم بدأت أعراضها تظهر في سنّ مبكرة قبل سنّ الزهور هل ألوم تلك الفتاة المراهقة الّتي خدشت رقبة زميلتها في المدرسة بالسكين قصد التهديد لسبب غير معلوم أم ألوم
ترند النّرجسة..
تكتب في محرّك البحث لقوقل كيف أجعل فلانا يشتاق اليّ؟ أو كيف لا أفارق تفكير فلان؟ ثمّ تظهر النّتائج مقالات، فيديوهات تقترح وتدعم بشدّة التجاهل المؤقت، الإختفاء العقابي، التأخر في الرّد...إلخ، حيلٌ نفسيّة وتلاعبَات كأنّك تريد أن تمسك قلب ذلك الشخص تنتزعه من مكانه، تحوّله إلى كرةٍ تلعب بها، تلوّثها، تمزّقها، فقط كي يتعلّق بك بتعذيبٍ ليس بيده، ذنبه الوحيد ثقته الّتي غدرته هي الأخرى بتهييئها أنّك الملجأ الآمن له، خانته نفسه إذ به أسند رأسه على كتفك.. فأصبح في
حبٌ ملعون
قَايضَتني الحَقيقة بعُمقٍ أسقطَتني .. ثَكَلَت صفوَ عيشِي...قبل مَوتِي.. ثمّ أنشبت نيُوب الغَدر وَمزّقَتنِي.. هَيهَات إن حنّ عليكَ حَبيبٌ من بَعدِي.. يُضمِيكَ من طِيبِ الحيَاة دُون سَابقِ.. عكرمي منال
ولإنّي أحسدكَ..
إنّي أحسدكَ.. كيف إنقلب الأصمعُ إليكَ ضدّي، ورّط حاله بين فرحٍ غمّه وأمانٍ هابَه لكنّه تعوّد مُغرما وبقي مُرغمَا .. إذ فضّل هلاك الخَلد برحمة منه، رواني سمّا لذيذا أظمأني شوقًا.. ثمّ عاهدني بصحنٍ وحدِي فأَرى أَمَامي قَصعَةً ومعي ضيفًا.. ابتعدتُ شبرًا ، ألتفتُ إليك بضعفٍ حتى أراك تزداد تألقا.. ولإِنّي أحسدك بشرِّ... جنُنت، فعقلي استسلم، رفع خيطاً أبيضاً علّه يخنقني عزّة وكرَمًا.. عكرمي منال
لَك الإذن بهجري..
لَا بَأس.. إذَا أردت الرّحِيل، فارحل.. لَن أعتَرضَ طَريقَك أبَدَا، سأقِف خَلفَك أَنتَظِر إلَى أن تَختَفي من بَين عينَايَ وأنتَ تَسير ببُعدٍ خطوَةً خطوَة.. لقد تعوّدت الهجران أصبحت لا أتأَثّر.. ربّما فَقَدت الإحسَاس الّذِي هَرب مِنّي هو الآخر برَحيلِكم، فبقِيت مُجرَّدة تَائِهة مُشتّتة لَا مشَاعِر تُسعِدني أو تُحزِنُني أو حتّى تُغضبُني.. لا أتأثّر..ربّما لأنّي غدوتُ قاسية بقلب حديدٍ كما أخبَرني أحدهم.. صدأ كلّما نوى أن يُحب لكنّه يتأذى وهو لم يبدأ حتى .. معي الحكاية لا تكتمل..بل تنتهي عند البِداية...
لحظة حب
ذَلكَ لَيومٌ غَيرُ سَابـِقٍ وَمعهُـود.. يَخضُورٌ يترَاقَص بِتغَاريدِ الطُيُور.. وَزُرقَة السّقفِ تزَركَشت بالغُيُوم.. شَوارعٌ تصرُخُ بَهجَـةً وسُرور.. مَلئَت كَيَانـِي إنتعَـاشاً وَالوُرُود.. حُروفٌ جَعَلَتنِي لِلُقيـَاكَ مَسحُور.. تَرُدّ كَيفَ وأنَا عَلى يَمـِينِكِ مَوجُود.. تَخطِّـينَ حِكَايَةً إبتَدَت بِقَدَرٍ مَبتُور.. نِهَايَتي بَينَ ذِراعَيكِ يَا بُنّ العَينَينِ أَغُوص.. نعم، بُعدكِ عَنّي دَاءُ فُؤَادِي لَمَفطُـور.. عكرمي منال
عُزلة..
ترَكتُ قهوَتي تبرُد... لم أرُد على الرّسائِل.. لم أفتَح سِتَار غُرفَتي.. بقيتُ وحدِي.. أفكّر... أُفكر بصَمت.. أقتربُ من الأشيَاء المجهولَة ربَّما تكُون أكثَر أمانًا والحَقيقة ترحِبُ بِي... لطالما رفَضَها الفُؤاد.. ولم يستَوعِبها العَقل.. لكنّها تبقى الحَقيقَة شئتُ أم أبِيتُ...
بذرَة املٍ
سأقولُ ربّما.. ربّما ستجمعنا الصدفة يومًا ما في طريقٍ عابرٍ تحت قطرات المطرِ الباردَة ... أو في حديقة ربيعيّةٍ زُيّنت بورودٍ ذات ألوانٍ زاهيَة.... أو ربّما خلال طابورٍ طويل للمشروبات الغازية ننتظر تحت ظلّ الشجرِ بعيدا عن الشمس الحارقَة.. أو في مقهى لمكتبة نحتسي قهوةً دافئةً مع أوراقِ الخريفِ المتساقطَة.. ربّما ستستقبلُني بأحضانٍ فُتحت تلقائيًا فتنبعث منكَ رائحة الأمَان.. بكلّ عفويّةٍ نبتسمُ متقابلينَ بكلّ حنان.. بعدما عشتُ في ماضيكَ و تواجدتَ في ماضيَّ، كلٌّ منَّا الآن حياته بعيدٌ عن الآخر..