لما أصبحت الأشعار و المقالات النثرية لا تكاد تخلو من التعقيد اللفظي و المعنوي؟ماهو مفهوم الفصاحة ؟!

اتذكر مقدمة كتبها انيس منصور لأحد كتبه .. كان يقول ما معناه ان الكاتب كلما قل التعقيد في كتاباته و كانت الفاظه سهلة ميسرة كلما ازداد قربا من القاريء .. و قد حاول هو شخصيا اتباع ذلك المنهج فكان يدخل تعديلات على كتاباته العديد من المرات محاولا تنقيتها مما يصعب على القاريء استساغته

الفصاحة عادة برأيي تدل على أنها القدرة على التعبير عن الأفكار بشكل واضح ومباشر، فكما نعلم مع استخدام الكلمات المناسبة يمكن أن نصل إلى الجمهور المستهدف بشكل مباشر مع تجنب التعقيد اللفظي والمعنوي الزائد الذي يساعد ويساهم في تحقيق الفصاحة، حيث يتم التركيز على الوضوح والتبسيط دون التضحية بالدقة أو الجودة في التعبير وهذا ما أحب استعماله في كتاباتي.

لمَ أصبحت الأشعار و المقالات النثرية لا تكاد تخلو من التعقيد اللفظي و المعنوي؟ماهو مفهوم الفصاحة ؟!

أعتقد أن ذلك لسبب وهو أنً المعنى أو تصور المعنى المًراد نقله غير واضح أو متبين في ذهن الشاعر أو الناثر! قد يكون ما قلت غريباً غير أنه ليس بغريب. فعندما تتملكنا العاطفة بقوة للتعبير عن شيئ فنحن نريد أن نبثه للناس كي يشاركونا أفراحنا أو أتراحنا أو غضبنا أو أيً من عواطفنا، ولذلك نحن نصدر عن عاطفة ملتهبة أو منطق واضح سديد فلا نتقعر في الألفاظ ولا ننمق الكلام بقدر ما يمكن به توصيل المعنى المُراد. لا أذكر من من الكتاب العرب قال: المعنى سيد و اللفظ خادم؛ ذلك لأن اللفظ يحمل المعنى وهو موجود ليخدمه وليحمله على ظهره لإيصاله إلى المتلقي.

هناك من يتذوق الشعر بمفرداته المعقدة والصعبة والفصيحةوالبليغة، وهناك من يحب أن يكون بسيط .. كما هو الحال في سماع الأغاني هناك من يسمع اغاني لها معاني بليغة ويستمتع بذلك، وهناك من يحب أن يسمع كلام واضح وصريح.. فهي مسألة أذواق فكل لون له عاشقه.

تماما ما ذكرته صحيح فأغلب كتابات عصرنا ورغم أنها تكتب باللغة العربية الفصحى لكنها خالية من الفصاحة والبلاغة، فبينما كانت أغلب كتابات العصور السابقة هي فصاحة وبلاغة فاليوم لا نرى تلك الفصاحة إلا في الروايات والأشعار وكتب الأدب وما دونها لا يغدو عن كونه كلمات فصحى مبعثرة في جمل غير واضحة وبأسلوب ركيك.

منذ مدة كبيرة تناول علي الوردي في كتابة أسطورة الأدب الرفيع عدة مشاكل خاصة باللغة الثقيلة التي لا تستخدم ومحاولة تبسطيها لجعل القراءة أسهل وليست مقعدة وأيضا كان يحيي حقي ينادي بهذا كثيرا في بداية الحركة الثقافية المصرية وقال أنهم كانوا يحاولون تطويع اللغة وفك رموزها لتناسب العصر الذي نتحدث به، وتكون الفصاحة هي السهولة في تناول الكلمات واختيارها مع الحفاظ على قواعد اللغة الفصيحة.