وأنا أدخُل القَاعَة، وجَدتُ مجموعة من أشخاصٍ أعرِفهم تحَادثتُ معهم من قبل في فترات منفصُلة وأمكِنة مُختلفَة. وأنا عند البَاب إلتفتوا إليّ جميعُهم، وعينَاي التقَت بأعينِهم واحدًا تلو الآخر...

 لثوانٍ أحسستُ أنّ الزّمن توقّف عندي، كلّ شيء تجمّد، تبادر في ذهني تفكير غريب جعلني أشعر أني لست أنا، أنا في حالة صراع مع نفسي

أنا لستُ منال الّتي أعرفها وأنا في عُزلَتي، عند وِحدَتي..

أنا مجرّد نسخٍ غير متطَابقة في ذهنِ كلٍّ من هَؤلاء.شَعرتُ و كَأنّي انفصَلت إلَى أربعِ أو خمس نسخٍ منّي، كلُّ نسخة رغِبت بالذّهاب إلى شخصٍ معيّن..

فعند أحدهم، أنا فتاة كتُومة لا تتكلّم كثيرا تنكَفأ بنَفسها كالخريطَة، وجبانة تتعامل بحذرٍ وحدود دائما..

والآخر أَظهَرُ له أنّني إمرأة سياسيّة جريئَة لِي رأي خاصّ مميّز بي في كلّ نقاش أُبَادرُ بالحديث و أستطيع إتخاذ قرارَات مصِيريّة بالرّغم من صِغر سنّي..

و الأُخرى ترَاني ثرثارَة عفويّة مُزعجَة، أتمتّع برُوح المَرح و الدّعَابة والكُومِيديَا..

وهُنا شخصٌ يرمُقُني بنظَراتٍ غَير مرِيحة، كأنّي سيّئة بَاردة لَا أرَاعي لأيّ إِهتمَام ولَا أكترِثُ له..

وهنَاك من عَايَنَ أنّني طيّبة، خفيفة الظلّ، حُلوة المُعاشرة..

ومنهم من...

.

.

- منال!... منال!... هل أنتِ بخير؟!!

- نعم..آسفة، أنا بخير الحمد للّه.

- هيا ادخُلي لم أنت واقفة كالصّنمِ عند البَاب!؟

- السلام عليكم جميعًا.

-وعليكم السّلام و رحمة اللّه و بركاته..

عكرمي منال