لطالما ظننتُ بأنني سأشعر بالسعادة التامة عندما أنهيت جامعتي وعندما حصلت على الوظيفة، ولكن ما إن حققت هذه الأهداف تلاشى شعور السعادة الذي لدي ليحل محله شعور التوتر والقلق والخوف
هذا السلوك في علم النفس يعرف ب "مغالطة الوصول"، وهو اعتقاد خاطئ بأن تحقيق هدف مُحدد سيجلب رضا دائمًا. فبينما يُمكن أن يُوفر تحديد الأهداف وتحقيقها شعورًا مؤقتًا بالإنجاز، فإن السعادة المُتوقعة تميل إلى التلاشي بسرعة
تال بن شهار والذي صاغ هذه المغالطة يرى بأنّ الأشخاص الذين يعانون من هذه المغالطة غالبًا ما يبدأون حياتهم تعساءً، لذا تجدهم يودون تحقيق هدف معين كي يخرجهم من تعاساتهم، وبمجرد تحقيق هدفهم، يكتشفون أن هذا الانجاز أو النجاح لم يخرجهم من قوقعة تعاستهم، بل قد ينتهي بهم الأمر إلى الشعور باليأس والاكتئاب في كثير من الأحيان كما قال.
وللأسف مثل هذه المغالطة قد تترك أثرًا سلبيًا عليًا، فحسب موقع Psychology Today قد نحرم أنفسنا من القدرة على تقدير اللحظة الحالية وفقدان الدافعية تجاه أهدافنا اللاحقة، ناهيك بأننا قد نحرم الاخرين ولاسيما ممن يقعون ضمن دائرتنا المقربة من قضاء وقت معهم والاهتمام بهم، فمثلا عندما نضع هدف معين نركز على تحقيقه وندعي بأنه بعد الانتهاء من تحقيق الهدف سنخصص وقت لهؤلاء الاشخاص. وربما يصل بنا الأمر إلى الوقوع في فخ الوحدة والعزلة.
مثل هذا الأمر يدفعني للتساؤل، حول سؤالكم عن آخر مرة سعيتهم به نحو تحقيق الهدف ولكن شعور السعادة الذي انتابك بدأ بالتلاشي وكيف تعاملتم معه؟
التعليقات