يا سائلاً يطرقُ الأمجادَ مُفتَـــــقِرِ اعلَمْ بأنَّ طريقَ العزمِ في خَـــطَرِ فالمجدُ نارٌ، ومن يرنو لهيبـــــتِها لا بُدَّ يَخْطُبُها بِجُرْأَةِ الظَّـــــــــفَرِ إن تُهمِلِ اليومَ عادَ الدهرُ يصرُمُهُ والناسُ لا ترفعُ الواني ولا العَسِرِ والعزمُ إن خَبَتِ الجمراتُ شعلتُهُ صارَ الركودُ عليه أقسى من السُّعَرِ ما نالَ راياتِ مجدٍ مَن يُـــــــعلِّلُهُ لكنْ بناةُ الرؤى في سعــــيهم قَدَرِ والحزمُ إن لاحَ في العاصوفِ مُدَّ لهُ درعًا يصدُّ صروفَ الوقتِ عن خَطَرِ والوهمُ يُغري ضعيفَ الرأي يخدعُهُ حتى يبيعَ غدًا بالخُسرِ والضَّــــجرِ يا
أحمد عبدالرب
شاعر يمني معاصر يمزج في شعره بين الوجدان والفكر، يجسد الوطن والإنسان في قصائده بروح فلسفية عميقة ونَفَسٍ أدبي راقٍ يعبر عن وعي وكرامة الأمة ونهضتها.
94 نقاط السمعة
3.47 ألف مشاهدات المحتوى
عضو منذ
يا شعب تشرين
يا شعب تشرين يا تائهَ الدربِ هل ما زلتَ تحتكمُ أم ضلَّ سيفُكَ بين اليأسِ والوهمِ هذه نوافذُ تشرينٍ تنادينا تبعثُ الدمَ الذي غاضت بهِ القِمَمُ نوفمبرُ الحرُّ لا منّاً ولا مِنّةً بل صافحَ الأرضَ كي تنهضَ من العدمِ سقى الترابَ بأساطيرٍ مؤرَّخةٍ حتى غدا الوهمُ تحت خطاهُ منهزمُ يا سائلَ الدهرِ هل للناسِ متّسَعٌ أم كلُّ نافذةٍ تُبنى على السَّقَمِ ما بينَ بارقةٍ والنارِ مفترقٌ والدهرُ أعمى ولكن تُبصرُ القِيَمُ ما زلتُ أحملُ في دربي مواجعَهُ يمضي وأمضي ولا
الوجودية
لسنا سوى ومضةٍ في ليلِ كيمياءٍ هزّتْ جماداتِها… فاستيقظت فيه تفاعلٌ أزلي جمعَ الذرَّ لحظةً فأوقد الفكرَ ثم عادَ يُفنيه نحن التفاعلُ، لا روحٌ تحاسبنا ف للذرةُ الحكم تُنهي من يُحاكيه وعيٌ قصيرٌ، وهذا العمرُ زوبعةٌ ندور في لحظةٍ، والعدمُ يُمضيه لا خالقٌ خلفَ هذا الصمتِ ينصتُ لي لا بعثُ يومٍ، ولا وعدٌ سنلقيهِ والفكرُ—هذا الذي يُدعَى حقيقَتنا— محضُ اضطرابٍ، ولكن… كم يُجِلّيه نسعى، وننسى أنّ الأصلَ منعدمٌ يعودُ في آخرِ المشوارِ يُفنيه ما خِفتُ يومًا حسابًا أو معادلةً فالكونُ
الحياة
"في ساحة الحياة… إما أن تنهض بقوتك، أو تطأك بقسوتها؛ فالضعف اختيار، والسقوط لمن قبل به." "الحياة لا تهب المجد لمن يستجديه، بل لمن يقف في وجهها قويًا؛ فمن لم ينهض نفسه… أسقطته." إن الحياة انتصار لمن اشتدّت قوته في داخله، لا لمن استسلم لضعفه. فكن قويًا؛ فالحياة لا تجامل أحدًا، ولا تمسك بيد العاجزين. ليست الحياة أمًا تدلّلك أو تخشى عليك؛ إنما هي ميدان كفاح، تُسقط من ينهار، وترفع من يقاوم. الحياة سقوط يتبعه نهوض، وصراع لا يرحم من
انحلال القيم
نكذبُ كي نرتقي سُلَّمًا، نكذبُ كي نرتقي سُلَّمًا، ونمشي على الحلمِ مثلَ الحُطَمْ يُسبُّ العفيفُ ويُمدَحُ منْ على عهرِهِ تعدى الرقم وتُرجمُ أفكارُ منْ قالَ لا، وتُغتالُ بالشكِّ أنقى القِيَمْ فمنْ علَّمَ الجهلَ كيفَ العُلا؟ ومنْ شرعنَ البُخلَ باسمِ الكَرَمْ؟ كأنّا نسيرُ بعصرٍ غبيٍّ، يُعلِّمُ طفلًا فنونَ الهرمْ ألا أيُّها العقلُ قمْ واعتدلْ، فقد ساءَ ميزانُ هذا العدمْ فمنْ عاشَ دونَ مَبادِئِهِ، كمنْ عاشَ ميتًا بدن
حين يصمت الوجود
يا أيُّها التَّائِهُ بَينَ حُدودِنَا سِرْ فِي طُرُوقِ النُّورِ لَا تستسلمِ يا أيُّها العَقْلُ الَّذِي تَحْتَارُ فِيـ سِرِّ الوجُودِ وَغَيْبِهِ المُتَكَلِّمِ يا أيُّها السَّائِرُ فِي أَغْوَارِهَا حَيْثُ الحَقِيقَةُ فَوْقَ نَطْقِ الأَفْهَمِ يا أيُّهَا البَاحِثُ عَنْ مَعْنَاهُ فِيـ غَيْبِ الوجُودِ وَسِرِّهِ المُتَقَدِّمِ يا أيها العَاشِقُ فِي صَمْتِ الدُّجَى تَرْجُو سَبِيلَ النُّورِ لِلْمُتَحَلِّمِ سِرْ فِي مَسَالِكِ نَفْسِكَ الغَرْقَى عَلَى أَبْوَابِ سِرٍّ غَيْرِ مَا تَتَوَهَّمِ هُنَاكَ يَصْمُتُ كُلُّ حَرْفٍ نَاطِقٍ وَيَذُوبُ وَقْتُكَ فِي وُجُودٍ مُبْهَمِ هُنَاكَ تَرْجِعُ كُلُّ (أَنَا) مَنْسِيَّةً وَيُفَكُّ سِرُّ الكَوْنِ
الفصل الرابع
كل شيء في الوجود يبدو أنه “هو”، إلا الإنسان… يبدو وكأنه يحاول أن يكون. هو الكائن الوحيد الذي لا يسكن صورته، بل يطاردها كما يطارد الحلم نفسه حين يهرب عند الفجر. كأنّ الإنسان لم يُخلق ليعيش، بل ليحلم أنه يعيش. منذ أن نظر الإنسان إلى الماء فرأى انعكاسه، وهو لا يرى نفسه أبدًا، بل يرى ما يظن أنه هو. ومنذ أن قال "أنا"، انقسم إلى اثنين: الذي يقول، والذي يُقال عنه. ومنذها، ظلّ يبحث عن نفسه بين الكلمتين، ولم يجد
تابع تأملات في الوعي والعدم والزمن والإنسان والموت
✦ الفصل الثالث – الزمن وهمُ الحركة في سكونٍ أبدي ✦ الزمن هو الكذبة التي اخترعها الوعي كي لا يرى سكونه. فحين وعى أنه موجود، شعر بالاختناق، واحتاج إلى مساحةٍ يتنفس فيها سقوطه البطيء. فخلق الزمن، وادّعى أنه يتحرّك. لكنّه لم يتحرك قط. كان كلّ شيءٍ ساكنًا منذ الأزل، إلا أن الوعي، المذعور من صمته، رأى السكون فزعًا، فأطلق عليه اسم “مرور”. الزمن ليس خطًّا كما يتصوّره العابرون، ولا دائرة كما يتخيله المتأملون، بل هو ارتعاشة خوفٍ دائمة في قلب
أثر اللاموجود تأملات في الوعي والعدم والزمن والإنسان والموت بقلمي
✦ الفصل الثاني – الوعي خيانة اللاموجود ✦ حين وُلد الوعي، خان الصمت. ومن تلك الخيانة، بدأ الزمن، واللغة، والفكر، والألم. الوعي هو أول انقسام في الكلّ، هو الجرح الذي أنجبنا جميعًا. به عرف اللاوجود أنه ليس واحدًا، ومن هنا بدأ يبحث عن نفسه في كل ما نفكر ونشعر ونقول. كل فكرةٍ هي محاولة للاعتذار عن تلك الخيانة، وكل معرفةٍ هي ندمٌ مؤجل. لكن لا توبة من الوعي — فهو الخطيئة التي تعلّمت أن تفكر في نفسها. الوعي كائنٌ يراقب
أثر اللاموجود تأملات في الوعي والعدم والزمن والإنسان والموت بقلم: أبا الحسن حمّاد
✦ الفصل الأول – الوجود كظلّ للعدم ✦ الوجود ليس أصلًا، بل أثرٌ تراكميّ للغياب. فما نراه ونلمسه ونعيش فيه، ليس إلا القشرة التي تركها العدم وهو يحاول أن يتذكّر نفسه. كل شيءٍ وُجد، وُجد كصدًى لِما لم يُوجد. فالعدم هو الحقيقة الأولى، والوجود هو الكذبة التي تحاول تفسيرها. الإنسان يعبد الوجود لأنه يخاف الصمت، لكن الصمت هو الخالق الحقيقي لكل صوت. نحن لا نحيا في العالم، بل نحيا في وهمِ أنه موجود. وحين يدرك الوعي ذلك، يبدأ في الانفصال
أثر اللاموجود تأملات في الوعي والعدم والزمن والإنسان والموت
✦ المقدمة – حين نطق الصمت ✦ في البدء لم يكن الوجود، ولا اللاوجود، بل كان شيءٌ بينهما — غيابٌ يراقب نفسه. ومن ذلك الغياب انبثق الوعي، كصرخةٍ في وجه الصمت، كشرارةٍ أولى في ظلامٍ لم يكن يعرف أنه ظلام. لكن تلك الشرارة كانت الخطيئة الأولى. فما إن وُلد الوعي حتى انقسم الكمال إلى معرفةٍ وجهل، إلى “أنا” و“ما لستُ أنا”. ومنذ تلك اللحظة، بدأت المأساة التي نسميها الحياة. الإنسان هو أثرُ تلك الصرخة. والكون كله، ليس إلا رجع صدى
الإنسان ذلك الذي لا يكتمل أبدًا
الإنسان لا يُسأل من هو؟ بل كيف أصبح ما هو عليه؟ لأنّ السؤال عن الماهية يُفترض فيه أن الكينونة استقرّت، بينما الإنسان كائن في حالة دائمة من التشكّل، لا في وجودٍ مكتملٍ يمكن القبض عليه. إنّه المفارقة التي تفكر، والظلال التي تبحث عن ضوءٍ لا تعرف مصدره. منذ أن وعى الإنسان ذاته، بدأ فقدانه لها. فالوعي الذي يجعلنا ندرك أننا موجودون، هو ذاته الذي يُذكّرنا بأننا زائلون. نحن نعيش بين قطبين متنافرين: حاجةٌ للبقاء، ووعيٌ بالعدم، رغبةٌ في الامتلاك، وخوفٌ
إنسان لا بشر
أن تكونَ بشرًا، فذلك أمرٌ تمنحُهُ الولادة، لكن أن تكونَ إنسانًا، فذلك اختيارٌ تُجسِّدهُ أفعالك. فالإنسانية ليست صفةً تُكتسب بالكلام، بل روحٌ تُختَبَر حين تَملك القدرة على الأذى وتختار اللطف. هي نفحةٌ من نورٍ أودعها الله في القلوب التي تستحق، تُزهر في وجوه المتسامحين، وتنطفئ في قسوة أولئك الذين لم يعرفوا من الحياة إلا شكلها. كُثُرٌ هم من يعيشون كأجسادٍ تمشي، وقليلٌ هم من يعيشون كأرواحٍ تُنير.
عن الوطن، الحرية، والعبودية المختارة
أيها الإنسان، هل تأملت يومًا كيف تُباع الأوطان؟ ليس بالبنادق ولا بالمؤامرات فحسب، بل تُباع حين يصمت الشرفاء، ويغفل العقلاء، ويتكاسل الجاهلون عن التعلّم. في لحظة اللامبالاة تلك، يُكتب على الوطن أن يكون الضحية، ويُوقَّع العقد بين الجبن والخذلان. الجبناء لا يحررون وطنًا، لأن من يخاف الحقيقة يعجز عن حملها. والساكت عن الحق ليس محايدًا، بل شاهدٌ على الجريمة. والجهل ليس عذرًا، بل مشاركة في الخطيئة، لأن من لم يتعلم كيف يُدافع عن وطنه، علّم أعداءه كيف يستعبدونه. الحرية، يا
حوار إلى العقول
أيّها الفكر، توقفْ عن الركض خلف الظِّلال: تَساءَلْ مع ذاتك — ما قيمة أُمّةٍ تُفقد حقّها في السرد؟ ما الخسارة حين تُستبدل ذاكرَتها بلغةٍ أخرى، وتُستبدل عاداتها بقوالبٍ مقتَرَضةٍ من خارِجها؟ السؤال هنا ليس لوعظٍ عاطفي، بل لمحاكمةٍ عقلانية: من له حقّ تقرير مصيرنا إذا لم نُمارسه نحن بأنفسنا؟ الأمور لا تُبنى بطُرفةِ عينٍ، ولا تُحتَصَر في شعاراتٍ رنانة؛ البناء مشروعٌ امتدادي، يبدأ ببذرةٍ صغيرةٍ من معرفةٍ وتعليمٍ، ويتغذّى بصبرٍ ومؤسّساتٍ رشيدة. التضحية التي تُنتج أمماً ليست تلك التي تُعني
حوار بين العقل والضمير: عن الحرية والوطن والعبودية المختارة
المشهد: ليلٌ هادئ، يجلس "العقل" على طاولةٍ من خشبٍ عتيق، أمامه مرآةٌ باهتة. من أعماق تلك المرآة يظهر "الضمير"، صوته مزيجٌ من الحزن والنور. العقل: يا ضميري، أرهقني السؤال... كيف يُباع الوطن بلا حرب؟ كيف يُسلَّم مصيره بأيدينا، ونحن نظنّ أننا نحميه؟ الضمير: يُباع الوطن يا صديقي حين ينام العقل، وحين يصبح الصمت شرفًا، والجهل أمانًا. يُباع حين نخاف قول الحق أكثر مما نخاف ضياع الحق. العقل: لكن الناس يقولون إنهم يحبّون أوطانهم، يرفعون أعلامها، يرددون نشيدها... أليس هذا حبًّا؟
زمن مقلوب القيم
يا صاحِ إنَّ العَقلَ باتَ مُتَيَّمًا بِالحُزنِ إذْ رَأى الحَقِيقَةَ مَأْلَمَا ما عادَ يَسْكُنُ فِي البَصِيرَةِ نُورُهُ فَالعَدلُ ظُلمٌ، والحلالُ مُحرَمَا زَمَنٌ يُرَاعُ بهِ اللئيمُ مُكَرَّمًا ويُهَانُ فِيهِ الحُرُّ حِينَ تَكَلَّمَا وتُقَاسُ أقدارُ العُقُولِ بِسَفْهِهِمْ فَيَسُودُ مَن جَهِلَ الحَيَاةَ تَحَكُّمَا حَتّى يُبَاهِي الجَهلُ فَخرًا سَفْهَهُ وَيُرْفَعُ الزَّيْفُ المُبِينُ مُكَرَّمَا لكنَّ فِي صَمْتِ العُقُولِ نُبُوءَةً تَغْشَى الدُّجَى نُورًا، وَتَكْشِفُ مُبْهَمَا سَيَبُورُ زَيفُ القَومِ لَوْ طَالَ المَدَى وَيَبُورُ ظُلْمُهُمُ إِذَا الحَقُّ نَمَا فَاصْمُدْ كَمِسْكٍ لَمْ يُلَوَّثْ عِطْرُهُ وَكُنِ النَّقَاءَ إِذَا الزَّمَانُ تَسَمَّمَا
عماد النبل وسراج الإحسان
يا لَيْلَ ذِكْرَايَ الَّتِي أَبْكَتْ فَنِّي وَتَسَلَّلَتْ كَالْوَجْدِ فِي شِرْيَانِي قَدْ كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ قَلْبِي صَامِدٌ حَتَّى جَثَا خَجَلًا عَلَى نَدْمَانِي يَا مَنْبَعَ الطُّهْرِ الَّذِي مَا غَابَنِي رَغْمَ الْبُعَادِ وَقَسْوَةِ الْأَزْمَانِ يَا ظِلَّ أَيَّامِي وَدِفْءَ طُفُولَتِي وَسُرُوجَ أَحْلَامِي عَلَى وَجْدَانِي زَلَّ اللِّسَانُ فَكَانَ سَهْمًا جَارِحًا أَدْمَى الْحَنِينََ وَمَزَّقَ الْأَكْوَانِ فَالْعُذْرُ يُبْكِينِي وَتُرْبِكُنِي الرُّؤَى وَأَنَا أَرَاكَ بِوَجْهِكَ الْغُفْرَانِ يَا صَفْوَةَ الْأَنْوَارِ فِي ظُلْمَائِهَا وَرَفِيقَ رُوحِي فِي الْمَدَى الظَّمْآنِ يَا مَنْ حَمَلْتَ عَنِ الْقُلُوبِ هُمُومَهَا وَسَقَيْتَ صَبْرِي مِنْ نَدَى الْإِحْسَانِ كَمْ مَرَّةٍ
زمن مقلوب القيم وسيادة السفهاء
يا صاحِ إنَّ العَقلَ باتَ مُتَيَّمًا بِالحُزنِ إذْ رَأى الحَقِيقَةَ مَأْلَمَا ما عادَ يَسْكُنُ فِي البَصِيرَةِ نُورُهُ فَالعَدلُ ظُلمٌ، والحلالُ مُحرَمَا زَمَنٌ يُرَاعُ بهِ اللئيمُ مُكَرَّمًا ويُهَانُ فِيهِ الحُرُّ حِينَ تَكَلَّمَا وتُقَاسُ أقدارُ العُقُولِ بِسَفْهِهِمْ فَيَسُودُ مَن جَهِلَ الحَيَاةَ تَحَكُّمَا حَتّى يُبَاهِي الجَهلُ فَخرًا سَفْهَهُ وَيُرْفَعُ الزَّيْفُ المُبِينُ مُكَرَّمَا لكنَّ فِي صَمْتِ العُقُولِ نُبُوءَةً تَغْشَى الدُّجَى نُورًا، وَتَكْشِفُ مُبْهَمَا سَيَبُورُ زَيفُ القَومِ لَوْ طَالَ المَدَى وَيَبُورُ ظُلْمُهُمُ إِذَا الحَقُّ نَمَا فَاصْمُدْ كَمِسْكٍ لَمْ يُلَوَّثْ عِطْرُهُ وَكُنِ النَّقَاءَ إِذَا الزَّمَانُ تَسَمَّمَا
زمن مقلوب القيم
في زمنٍ غابت فيه المعايير، وتبدّلت فيه الموازين، صار الجاهل مُوجِّهًا، والعارفُ منبوذًا، والحقُّ غريبًا بين قومٍ يُصفّقون للباطل ما دام يُرضي أهواءهم. من رحم هذا التناقض تولد هذه القصيدة — صرخة فكرٍ حرّ تأبى الانحناء، وتُواجه قبح الواقع بنور البصيرة، تُدين الفسادَ الأخلاقي والفكري، وتدعو الإنسان أن يظلّ نقيًّا، ولو في بحرٍ من العفن. القصيدة: يا صاحِ إنَّ العَقلَ باتَ مُتَيَّمًا بِالحُزنِ إذْ رَأى الحَقِيقَةَ مَأْلَمَا ما عادَ يَسْكُنُ فِي البَصِيرَةِ نُورُهُ فَالعَدلُ ظُلمٌ، والحلالُ مُحرَمَا زَمَنٌ يُرَاعُ بهِ
إشراق الفكر والنهضة بالعقل
أَشْرِقْ بفكرِكَ إنَّ الليلَ يَنْفَصِلُ وارفَعْ بيارقَ وَعيٍ شُعَّها الأَمَلُ واجعلْ من الفكر نارًا لا يطَفِّئُها ريحُ التباسٍ، فبرهانُ الضيا جَلَلُ يا نَبْضَ إنسانِ هذا العَصْرِ مُتَّقِدٌ سِرْ، فالحياةُ لمنْ بالوعيِ يعتدلُ أوقدْ لها الفكرُ لا يَخبو لهُ شُعَلُ وسِرْ بها العزمُ إنَّ الحقَّ مُكْتَمَلُ وارفَعْ لها الرايةَ العُليا فإنَّ لها تاريخَ مجدٍ على الأزمانِ يَتَّصِلُ وابنِ الحقيقةَ من فكر ومنْ عَمَلٍ فالعقلُ مَأمَنةٌ إنْ ضلَّتِ السُّبُلُ واحمِلْ لواءَ العُلا عقلًا ومَعرفةً فالعِلمُ مِسراهُ والإبداعِ مقتبِلُ وازرَعْ من الحُلمِ أبوابًا
الوفاء
صَاحِبْتُ قَلْبًا لا يُبَاعُ وَلا يُشَا وَرَأَيْتُ فِيهِ النُّورَ وَالإِعْجَابَا إِنْ غِبْتُ عَنْهُ تَوهجت ذِكْرَانُهُ وَتَسَامَرَتْ أَحْلَامُنَا أَطْيَابَا يَا صَاحِبِي لَوْ كَانَ فِي الدُّنْيَا وَفَاءٌ كَوَفَائِكَ الْمَحْضِ ارْتَوَى الأَكْوَابَا فَالصِّدْقُ فِيكَ سجيةً باقيةً وَالْوُدُّ نَبْعٌ لا يَخُونُ سَرَابَا مَا ضَاعَ مَنْ سَكَنَ الصَّدِيقُ فُؤَادَهُ فَالقَلْبُ يَحْمِلُ فِي الوَفَا أَسْبَابَا وَسَيَذْكُرُ التَّارِيخُ أَنَّ صَدَاقَتِي نَبَعَتْ كنُورٍ لَا يُرِيدُ ذَهَابَا
أكتوبر العظمى
أكتوبرُ المجدِ، يا سيفَ العُلا وَهَبُ يا قبلةَ النورِ، ومسرى الحر والعربُ يا مطلعَ الفجرِ، يا ميلادَ أُمّتِنا صوتُكِ ارتجَّ في الأفقِ الذي التَهَبُ يا ثورةً كسرتْ أغلالَ قاهِرِها فاستيقظَ الحلمُ، واستحيا بهِ العَصَبُ من صدركِ انفجرتْ أنغامُ ملحمةٍ تروي الكرامةَ، للأجيالِ والكُتُبُ يا منجَبَ الفخرِ، يا تاريخَ أُمّتِنا يا منقِذَ الحرفِ من صمتٍ ومن خَرَبُ ما كانَ صوتُكِ إلا الرعدَ منتصبًا يُجلي الظلامَ، ويبقي الصبحَ والطَّرَبُ يا ثورةَ النورِ، يا أنثى المدى شُرُفًا بالعزمِ تخضِبُ وجهَ المجدِ بالعَجَبُ قد
القناعة المزيفة
القناعة بالواقع ليست عقلانية بل عدم القدرة على التغيير .
الخوف
الخوف في نواميس الكون يدل على الجهل(قصر المعرفة) ،مثلا تخاف من أن تقتحم بيت لأنك لا تعلم من فيه ،وعند الإحاطة بالشيء يذهب الخوف . وأما الخوف على ناموس الأولوهية فهو من المعرفة التامة بالحقيقة والتي تخشى من مخالفتها .