لقد أنتشر فيديو مؤخراً على مواقع التواصل الاجتماعي حيث يظهر مشاجرة لفظية من شاب غير واضح ويقوم بالتصوير بهاتفه رئيس القطار ، وهو رجل عجوز عصبي ولكن يبدو عليه نوعاً من الهيبة ، ومن الشجار ندرك أن العجوز رئيس القطار يرفض ركوب الشاب الغير ظاهر بالكادر نظراً لكونه يرتدي شورت ، وقد يبدو الشجار للحظة ساذج وسط عشرات الأحداث المرعبة التي نمر بها في تلك المرحلة، ولكنه بحقيقة الأمر يعكس صراع ثقافي معقد لا يمكن الفصل فيه، فمن وجهة نظر الشاب أنا أرى أن لديه الحق الكامل في الاعتراض على التدخل السافر في مساحته الشخصية ، فأنا لا أتوقع أن يأتي لي أي شخص ويقول لي أنت ممنوع من دخول مكان (عام) نظراً لأنني أرتدي ملابس معينة (شورت - حجاب - نقاب - أي شيء) فهذا تدخل سافر في نطاق حريتي الشخصية فيما أرتدي، ومن وجهة نظر الرجل العجوز ربما أرى الشاب أنه يرتدي ملابس لا تليق برجل شورت فوق الركبة وهذا يعني كشف عورته من منظور إسلامي، ربما حتى قام الرجل بنصحه (لكن الشاب لم يسمح بذلك) لأن التسجيل بدأ من المنتصف، وبعيد عن المشكلة بذاتها وبالأسقاط على الواقع سنجد أن هناك أشخاص أو مجاميع أو أنظمة ترفض ملابس معينة وربما تمنع أشخاص لأن (مظهرهم لا يليق أو يتسق مع طبيعة المكان ) مثل شخص يمتلك لحية أو شخص ثاني يشم جسده بتتاوه .. هناك أنظمة كاملة تدعي إنها تفعل ذلك بمنطق الدفاع عن الحرية فتفرض قوانين تمنع المحجبات من السير بالشارع وتطبق عليهم غرامات. وأخر يمنع شاب من دخول قطار عام لأنه يرتدي شورت! فأين أنت من تلك الصورة؟