في زمن الكل يريد أن يتكلم أصبح الاستماع فنًا مفقودًا وكأننا نسمع فقط لنرد لا لنفهم غياب فن الاستماع دمّر قدرتنا على الحوار الحقيقي وحوّل النقاشات إلى ساحات معارك صوتية كل طرف يريد إثبات أنه الأذكى والأصح حتى لو لم يفهم نصف ما قاله الآخر أغلبنا يظن أن الكلام هو القوة بينما الحقيقة أن أقوى من في الغرفة هو من يعرف متى يصمت ليستوعب ومتى يتكلم ليضيف لا ليكرر حين نفقد القدرة على الاستماع نفقد فرصة فهم وجهات نظر مختلفة ونحرم أنفسنا من التعلم ونعيش في دوائر ضيقة من أفكارنا الخاصة والأسوأ أننا نحكم على الآخرين بناءً على نصف جملة أو كلمة اقتطعناها من سياقها ثم نتهمهم بما لم يقولوا في مجتمعنا أصبح غياب الاستماع كارثة فكرية وأخلاقية نحن لا نفهم بل نبحث عن ثغرة لنهاجم بها خصمنا صار النقاش صرخة وصراع لا حوار وإذا لم نعد الاستماع إلى مكانته الحقيقية فلن يبقى عندنا حوار بل فقط ضجيج وأجيال تظن أن النقاش هو الصراخ