دومًا ما استوقفني هذا المثل فلماذا نرضى بعصفور واحد، في حين لو حاولنا وصبرنا قد نحصل على أكثر، اعلم أن هذا المثل يُقال في حالة الطمع، ولكن لماذا نرى ذلك طمع من الأساس، يعني الانتظار والاجتهاد والمحاولة للحصول على فائدة أكبر قد تأتي بعد وقت وتعب، قد تكون نتائجها ممتازة أكثر من أن أحصل على العصفور بيدي الآن.

لكن أغلبنا اليوم أصبح يقع تحت تأثير تحيز الإشباع الفوري، المكافأة الفورية، لا أريد الهدف البعيد ولكن أريد تحقيق هدف قصير لأحصل على مكافأة سريعة، وهذا عكس سياسة النفس الطويل، والتي أرى أننا نفتقدها كليا بهذا العصر إلا من رحم ربي، وأحد الأسباب الرئيسية وراء هذا التحيز، هو انتشار المكافئات الفورية في حياتنا الحديثة، والتي تؤثر كثيرًا على  قدرتنا على الاستمرار في التركيز والتقدم وتحقيق أهدافنا طويلة المدى في نهاية المطاف.

لو جربت أن تُخير مثلا طفل، وتقول له هل تأخذ قطعة الشوكولا حالا، أم تنتظر للمساء وتحصل على اثنان، بنسبة كبيرة سيختار الخيار الأول، ولو أسقطنا هذا المثال علينا بالحياة أو حتى بالعمل سنجد أنه موجود ونقع فيه، نحن نعطي الأولوية للمكاسب السريعة على الأهداف والإنجازات طويلة المدى. ونتيجة لذلك، قد نضحي بالجهد اللازم والوقت اللازم لتحقيق تقدم كبير.

وربما أكبر مشكلة نقرأها هنا بحسوب I/O وبأي مكان، "لا أتمكن من الاستمرار للوصول لهدفي -الأهداف الطويلة تحديدا- مثلا لم أتمكن من تكملة تعلم مهارة معينة، بدأت بمهارة ثم توقفت وبدأت بأخرى" لا يكمل للنهاية، لأنه متوقع أن يحصل على إشباع لحاجته بعد وقت قصير، وعندما لا يجد هذا الإشباع يفقد الرغبة بالمتابعة، وهذا بالطبع سينعكس على الإنتاجية الخاصة بنا وستنخفض كثيرًا.

لذا لنناقش الأسباب التي أدت لانتشار هذا التحيز، وكيف نتغلب عليه؟