تصنيف البشر إلى نوعين، أخيار وأشرار، فكرة قديمة قليلًا. الاتجاه الأحدث هو اعتبار كل شخص هو إنسان بداخله الخير والشر، وأعتقد أن هذا هو الأقرب للصحيح. فمهما كان الشخص سيئًا لا بد وأن ترن أوتار الرحمة على قلبه أحيانًا، ومهما كان طيبًا فهو ليس بمعزل عن ارتكاب الشر أو ظلم العالم من حوله. وحدهم الملائكة من يكونون طيبين 100%، وتحتفظ الشياطين بالشر الكامل وحدها. فأي وجهة نظر تتبناها عند النظر للبشر من حولك حاليًا؟ أشرار أم أخيار على الفطرة؟ وكيف تثبت لي وجهة النظر التي ستختارها؟
برأيك، البشر خيرون أم أشرار؟ وكيف تثبت ذلك؟
ليس بالضرورة ليكون المرء طيبًا وخيرًا أن يكون ملاكًا، على الأقل يكفي أن يغلب خيرُه شرَّه، وأن يملك من هذا الخير ما يكفيه لأن ينهى نفسه عن الهوى ولئلا يطغى. أما من طغى، فشره غلب خيره. وفي الجالتين، يكفيني أن أتعامل مع الناس بالقدر الذي يظهر أمامي منهم، ولا أفتش عن الوجه الآخر لهم، يعني لو أمامي شخص طيب وخيِّر، لا أهتم بأن أفتش عن نقائصه لأثبت لنفسي أن لا أحد مثالي، هو طيب إذًا إلى أن يثبت العكس أو إلى أن يُظهر العكس، وهذه هي وجهة نظري في البشر.
الأقل يكفي أن يغلب خيرُه شرَّه
أعتقد أن ما يفرق بين أي إنسان والآخر هو القدرة على الشعور بالذنب أو الندم، فكلنا في وقت ما تأتي علينا لحظات ونأذي أو نجرح أو نخرب، لا يوجد بشري لا يخطأ ولكن الإنسان الطيب أو الخير هو من يشعر بالذنب والندم نتيجة ما فعله فيحاول التكفير عنه أو على الأقل يعتذر عنه، أما الأشرار فلا يفعلون ذلك، هم فقط ليسوا نادمين ولا يشعرون بالأسف نتيجة ما فعلوا، بالعكس هم مستمتعين بذلك ولو أتيحت لهم الفرصة لتكرار أفعالهم سيفعلون بكل أريحية.
ولكن الإنسان الطيب أو الخير هو من يشعر بالذنب والندم نتيجة ما فعله فيحاول التكفير عنه أو على الأقل يعتذر عنه، أما الأشرار فلا يفعلون ذلك
هذه نقطة قوية رنا في التمييز بين الخير والشر. أحييكِ عليها.
ولكن بعض ممن يغلب عليهم الشر قد يصطنعون ذلك الاتجاه. يعني ببساطة هو عرف أن الناس تميز وفق هذه الإستراتيجية البسيطة فلن يكون منه إلا أن يستعملها معهم. أرأيتِ أصحاب الشخصية النرجسية؟ من أكثر الأشخاص الذين ستحتارين في الحكم عليهم ووضعهم في خانة معينة. هو يستعمل بالفعل هذه الإستراتيجية.. يعتذر ويظهر لكِ أنه يشعر بالذنب، ولكن من داخله لا يعني أيًا من ذلك صدقًا.
أنا أومن بأن هناك بعض الأشخاص من الذين يستطيعون أن يكتملوا بشرّهم تماماً، الهدم أسهل من البناء، وبالتالي الشر أسهل من الخير، وهذا ما نراه شياطين كثيرة وملائكة على عدد أصابع اليد، هذه الأخبار التي نقرأها والمخططات التي نسمعها والتاريخ الذي درسناه للبشرية يؤكّد بشكل حتمي برأيي وجود بشر مكتملي الشر، ولذلك لهذا السبب المواقع الرمادية هي تشكّل ٩٨% فعلاً من سكان الأرض، ولكن هناك في النسبة الباقية شرّ مكتمل، لا أستطيع أن أنكر هذا، لإنه برأيي من الأسهل عليّ أن لا أصدّق وجود الدمار الذي من صنيعتهم على أن أصدّق أن شرّهم غير موجود.
لا تحاول أن تقنعني بأن هتلر مثلًا لم يعطف على طفل يومًا. أو لم يفعل موقفًا واحدًا في حياته ينم عن خير. دعني لا أقول "خير" ولكن ينم عن فطرته على الأٌقل. ولو رأيته في هذا الموقف حينها لاحترت هل هو شرير في المطلق أم يتبع المنطقة الرمادية.
هل موقف واحد أو اثنين يجعلوه يصل للمرحلة الرمادية؟ لا أعتقد ذلك، ما فعله كارثة بحق الإنسانية وكبّد البشرية خسائر نفسية على الأقل لا تقدّر بثمن، قارب فعلاً على أن يأخذ علامة كاملة في الشر، في الأذى، في التدمير، هو بالمناسبة كان يريد دراسة الفنون الجميلة وهذا ما يميل إلى وجهة نظرك ولكن بالمحصلة أنا كلامي عن النتائج، وهذه السلوكيات تعد صفرية أمام نتائج سلوكياته المعاكسة الشريرة.
الأشرار والتافهون حسموا المعركة لصالحهم هذه الأيام.. وأثقلو الكفة بكثرتهم، وبجرأتهم وتطور أساليبهم وأصبح من الصعب والغير مجدي البحث عن الخير والأخيار وتحري نسبة الطيبة في هذا وذاك..
لسبب عمومي ربما هو أن الشر قرين دائم للقوة والقوة تجني الأرباح وتنتشر وتلقى رواجاً وطبطبة ، ولو ابتعدنا عن العموميات ودخلنا في التفاصيل سأقول بأننا "كطيبين" وأخيار في الجهة المقابلة فهمنا الدين والإيمان والإنسانية بشكل خاطئ لذلك من الطبيعي أن تظهر نتائج عكسية ونجد أن من كان مع الأخيار أصبح مع الأشرار.
فكلما تجرأ الإنسان في الاعتقاد بأنه صانع لقدره ورازق لنفسه بمجهوده ومستحق للرعاية من أهله وأحق بالخير من غيره.... ازداد شره.
على كل حال إنك تتحدثين في مساهمة بسيطة عن التناطح التاريخي الأعظم، الخير والشر ويستحيل تلخيص أحدهما.
شكرًا هدى. سعيدة لرؤية وجهك نظرك على مساهمتي.
دعيني أقول إنك فتحتِ عيني على جانب آخر من تعريف الشر والخير. يعني أنا كنت أرى الشر من زاوية إيذاء الغير وإلحاق الضرر بهم فحسب، وأنت جعلتِني أدرك بأنه يمكن أن يكون في إلحاق الإنسان الضرر بنفسه وإيذائها كذلك.
مبدأيًا نحن أمام عدم وضوح في تعريف الشر والخير لنبني عليها وجهة النظر. أتطلع لسؤالك كيف تعرفينهما من وجهة نظرك.
على كل حال إنك تتحدثين في مساهمة بسيطة عن التناطح التاريخي الأعظم، الخير والشر ويستحيل تلخيص أحدهما.
فلننحِ التناطخ التاريخي ونتحدث من وجهة نظر بشرية شخصية.وليكن هذا الهدف من المساهمة.
مبدأيًا نحن أمام عدم وضوح في تعريف الشر والخير لنبني عليها وجهة النظر. أتطلع لسؤالك كيف تعرفينهما من وجهة نظرك.
من وجهة نظري ربما عدم القدرة على التعاطف مع الغير. إنها الخاصية الوحيدة التي تربط جميع الأشرار. عجز تام وحقيقي في الشعور والإحساس بالأخر.
ولكن شر الذات أمر مختلف : يشمل الحمق والضلال والإثم وشح النفس.
هذه هي أقوى الشرور التي تحتل أجسادنا، وهي موجودة في كل بشري شئنا أم أبينا لاوجود لإنسان لايحمل هذه الشرور بشكلها الأولي، ثم يعيش حياته إما يجاهد هذه النوازع ويرجمها بالفكر والتفكر وإما يغذيها...
أعتقد أن البيئة المحيطة وتوقع الإفلات من العقاب هما ما يحول البعض إلى أشرار، فالإنسان بفطرته محبًا للخير ولكن تتحكم فيه بيئته السيئة ليصل إلى مرحلة من مراحل الشر، ومثال على ذلك تجربة واقعية قام بها دكتور في جامعة ستانفورد كالتالي:
جلب مجموعة من الطلاب المتطوعين وقسمهم لقسمين القسم الأول لتمثيل أنهم مجموعة من السجناء، أما القسم الثاني لتمثيل أدوار الحراس بملابسهم الرسمية والعِصِيّ التي يمسكون بها، وكان ذلك بمقابل مادي يوميًا لكل من السجناء والحراس (الممثلين)، وقد تم وضع كاميرات مراقبة دون أن يشعر أحد بوجودها، وأصبح الأمر وكأنه حقيقيًا تمامًا، وبعد بدء التجربة اضطر الدكتور الجامعي إلى إيقافها بعد مرور ستة أيام فقط، وهذا بسبب ما أدت إليه من نتائج كارثية جعلت السجناء يعانون من مشاكل نفسية والحراس أو الذين يقومون بأدوار الحراس تحولوا إلى شخصيات شريرة وقاسية إلى حد مخيف، إذ أن كل مجموعة عاشت التجربة وكأنها حقيقة تمامًا، مما يعني أن البيئة المحيطة بهم وتركهم بلا رقابة هي التي حولتهم إلى أشرار مؤذيين.
مما يعني أن البيئة المحيطة بهم وتركهم بلا رقابة هي التي حولتهم إلى أشرار مؤذيين.
لم تحولهم، لا يمكننا أن نلق اللوم على البيئة أو الظروف هنا، هي فقط أظهرت حقيقتهم ليس أكثر، فتخيلي لو تم وضعك في نفس الموقف هل كنت ستتصرفين كما فعلوا فقط لأن البيئة أو الظروف مهدت لك ذلك؟ هم مجرد مضطربين سمحوا لشرهم أن يخرج للنور لكي ينفسوا عنه.
إذ أن كل مجموعة عاشت التجربة وكأنها حقيقة تمامًا، مما يعني أن البيئة المحيطة بهم وتركهم بلا رقابة هي التي حولتهم إلى أشرار مؤذيين.
لا أرى أن تلك هي المشكلة بل أن معظم البشر عندما يمتلكون السلطة المطلقة فهذا يظهر أسوأ ما بداخلهم، كما أن تلك الحالة التي تحدثتي عنها باعتقادي أن هؤلاء المساجين ممن نالوا سلطة تخيلية قد حذوا حذو سجانيهم الحقيقين بإساءة استخدام سلطاتهم وممارسة العنف ضد السجناء فهم فقط عبروا عن واقع عاشوه بالفعل.
إذا نظرنا للفطرة الانسانية التي جبلنا الله عليها فهي قويمة خيرة تعبد الله وحده وبذلك فهي خيرة طيبة النية، لكن البيئة التي يخلق فيها والظروف المحيطة هي من تتحكم في مدى تغيير هذه الفطرة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه أو ينصرانه، أو يمجسانه".
إذن فأصل الإنسان خير بجبلة من الله، والشر يصل إليه بتلاعبات شياطين الإنس ووساوس إبليس والنفس البشرية أيضا لها ما لها في ذلك، مما يقوض تلك الفطرة النقية، ويحول الإنسان من الخير المطلق إلى شر مطلق يأذي به نفسه والأخرين من حوله.
ويحول الإنسان من الخير المطلق إلى شر مطلق يأذي به نفسه والأخرين من حوله.
كل ما قلتِه صحيح وفاء. سأبدي اعتراضي فقط على هذه الجملة وقد أصبتِ الهدف في النقاش لأن هذا هو موضوع المساهمة الأساسي. كيف يكون الشر أو الخير مطلق؟
هناك شر يغلب على الشخصية وخير يغلب على الشخصية، ولكن الشر والخير المطلقين لا وجود لهما إلا بأفلام الكرتون برأيي.
طبعا هناك شر مطلق، وقد مر على الانسانية الألاف منهم، وأقصد هنا البارزين فقط والتي كانت لمستهم واضحة، فرعون امتلء بالشر المطلق بشهادة القرآن الكريم والنمرود أيضا شره أملى عليه بأن يحرق ابراهيم عليه السلام حيا، وهلاكو الذي كان يبيد البشر والشجر، أما أشرار العالم اليوم فحدث ولا حرج، "النتن" وداعميه شرهم أباد شعبا كاملا بمجزرة بالصوت والصورة، دون الحديث عما مر من التاريخ وسطره.
فأي وجهة نظر تتبناها عند النظر للبشر من حولك حاليًا؟ أشرار أم أخيار على الفطرة؟ وكيف تثبت لي وجهة النظر التي ستختارها؟
لا أعتقد أن الإجابة تحتاج لإثبات، يكفي أن أشاهد الأخبار لأخبرك أن الأشرار موجودون وهم الأكثر قوة، وفي العالم كثير من الطيبين لكن لاحول لهم ولا قوة. أعرف أيضًا أن الأخيار ليسوا أنقياء تمامًا إن لم يكونوا أطفالًا لم يلوثهم العالم.
حسنًا ميادة.. مرحبًا بكِ أولًا.
الأشرار موجودون وهم الأكثر قوة
لا أحب تصنيف الناس إلى أشرار وأخيار. لا أحد يولد شريرًا أو خيّرًا، جميعنا نولد على الفطرة التي تحمل الخير والشر.
على سبيل المثال انظري إلى الحادثة الواقعة في الفترة الأخيرة في مصر، التي بطلها سفاح التجمع، لو سمعتِ عنها. أنتِ ستنظرين إلى هذا الشخص على أنه شرير، وتبصمين على ذلك. أنا سأقول لكِ إنه غلب عليه الشر.
في حياة هذا الشخص بالتأكيد مواقف كان فيها طيبًا في لحظات ما، وبالتأكيد كانت طيبته صادقة في تلك اللحظات.
وهو أب لابن، ومن المؤكد أن عنصرًا مثل ابنه الصغير في حياته هو نقطة ضعف له مثلًا، والله أعلم، هو على الأغلب كان طيبًا وخيّرًا مع عائلته والمقربين منه بالكامل، ولكن شره أظهره في مواقف أخرى.
أخبريني لو لديكِ اعتراض على كلامي.
مرحبًا رغده.. وجهات نظرنا متقاربة في تلك النقطة
أنتِ ستنظرين إلى هذا الشخص على أنه شرير، وتبصمين على ذلك. أنا سأقول لكِ إنه غلب عليه الشر.
نحن هنا نتحدث عن إنسان عادي غلب عليه الشر وهذا لا ينفي وجود جانب إنساني يظهره لأحبائه، لكن هذا لا يجعله بريئًا، كما أنني لن أبصم على أنه شرير صرف فلا أدري دواخله.
يكفي أن أشاهد الأخبار لأخبرك أن الأشرار موجودون وهم الأكثر قوة
ما أشرت إليه هنا هو ما يحدث من دمار ممتد في العالم بسبب أصحاب القوى، وأهمها ما نشاهده في فلسطين والسودان، هل ستخبريني أن من تسببوا في ذلك ليسوا أشرارًا وأنه اختلاف في تقييم الخير والشر؟
وجهة نظري هي أن البشر هم مزيج معقد من الخير والشر، وكل شخص يحمل في داخله قدرًا من كلا الجانبين. لا يمكن تصنيف البشر بشكل مطلق إلى أخيار أو أشرار، لأن هذه الفكرة تبسط الطبيعة الإنسانية وتغفل التعقيدات التي تشكل شخصياتنا وسلوكياتنا. الإنسان يتأثر بالبيئة التي ينشأ فيها، والتربية التي يتلقاها، والقيم التي يكتسبها من المجتمع، مما يشكل جزءًا كبيرًا من تصرفاته وأخلاقياته.
بالإضافة إلى ذلك، كل شخص يمر بتجارب تؤثر على نظرته للحياة وسلوكياته، وقد يرتكب أفعالًا سيئة نتيجة تجارب مؤلمة، ولكنه في ظروف مختلفة قد يظهر جانبًا إنسانيًا رحيمًا. داخل كل شخص يوجد صراع مستمر بين الخير والشر، وهذا الصراع هو جزء من الطبيعة الإنسانية، مما يجعل الإنسان قادرًا على التطور والنضج. الأمثلة التاريخية والشخصية لأشخاص ارتكبوا أفعالًا سيئة ثم تحولوا ليصبحوا رمزًا للخير، والعكس صحيح، تظهر أن البشر ليسوا ثابتين في طبيعتهم، بل هم قادرون على التغيير والتطور. حتى الأشخاص الذين يُعتبرون أشرارًا قد يظهرون لحظات من الرحمة والتعاطف، مما يشير إلى وجود جانب إنساني فيهم.
بناءً على هذه النقاط، أرى أن تصنيف البشر إلى أخيار وأشرار بشكل مطلق لا يعكس الواقع. الطبيعة البشرية معقدة ومتعددة الأوجه، وكل شخص يمتلك القدرة على الخير والشر، ويعتمد الأمر على الظروف والتجارب وكيفية التعامل معها. لذا، من الأفضل أن نرى البشر ككائنات قادرة على التغيير والتحسن، وأن نعمل على تعزيز جوانبهم الإيجابية بدلاً من تصنيفهم بشكل نهائي.
شكرا على موضوعك رغدة
جائزة أكثر تعليق متوافق مع رأيي.
لذا، من الأفضل أن نرى البشر ككائنات قادرة على التغيير والتحسن، وأن نعمل على تعزيز جوانبهم الإيجابية بدلاً من تصنيفهم بشكل نهائي.
لكن هذه النقطة فيها كلام. هذه ليست قاعدة تُعمم مع الكل، وإلا فالواحد منا سيكون ساذج كثيرًا وسيتعرض للاستغلال ممن تغلب عليهم صفة الشر وتنازلوا عن كثير من أخلاقياتهم.
هذا قد يكون مناسبًا عند التعامل مع القريبين ولكنه لن يكون أفضل شيء مع أشخاص لا تربطك بهم علاقة أو التعامل بينك وبينهم في إطار معين مثل العمل وما إلى ذلك.
لكن هذه النقطة فيها كلام. هذه ليست قاعدة تُعمم مع الكل، وإلا فالواحد منا سيكون ساذج كثيرًا وسيتعرض للاستغلال ممن تغلب عليهم صفة الشر وتنازلوا عن كثير من أخلاقياتهم.
هذا قد يكون مناسبًا عند التعامل مع القريبين ولكنه لن يكون أفضل شيء مع أشخاص لا تربطك بهم علاقة أو التعامل بينك وبينهم في إطار معين مثل العمل وما إلى ذلك.
طبعا أتفق معك تماما.. محاولة الاصلاح فقط لمن هو أهل للإصلاح..
جائزة أكثر تعليق متوافق مع رأيي.
هذا عظيم.. لكن.. إحم.. ماهي الجائزة؟ 😅
شكرا رغدة على تعليقك الجميل
تحياتي
لو قرأتي قصة ملك الذباب أو أمير الذباب (Lord of the Flies) للكاتب الإنجليزي ويليام جولدنج لما سألتي هذا السؤال.
بالرغم من أن الرجل كان معقدا ومصدوما بسبب ما رآه في الحرب العالمية الثانية وهو يخدم في البحرية البريطانية لكنه قدم لنا حقيقة لا يمكن التغافل عنها وهي ـأنه إذا انعدم العقاب والانضباط لعاد الإنسان إلى عاداته القديمة وهي الشر. لقد قدم لنا هذا الكاتب صراع الخير والشر مع أبرأ نوع بشري على الكون وهم الأطفال وبين لنا كيف أن انعدام النظام والمحاسبة تحول الأطفال المنظمين إلى حيوانات تحركهم الشهوة وتدفعهم الغريزة في البقاء.
لكنه عرض لنا رمز الخير المطلق في هذه الرواية وهو سيمون ونظارته رمز العلم وهو يواجه الوحش أو الجيفة رأس الخنزير وهو رمز الشر المطلق التي تجمع حولها الذباب ليثبت لنا أن بكل إنسان وحش همجي لا يخرج إلا إذا أمن العِقاب.
وفي نهاية المطاف قُتل سيمون رمز الخير المطلق في القصة على يد جاك البروتاجينيست قرين البطل الذي اعتاد على الوحشية وتلوثت يداه بقتل زملائه على الجزيرة وقتل الخنازير البرية التي جعلها الكاتب رمزا من رموز القصة.
مفهوم الخير والشر مفهوم قديم وللأسف تم تصديره لنا من الصغر بطريقة خاطىة ربما لعدم مقدرتنا على استيعابه حيث يتم عرض وجهة النظر الواحدة، لكن في مع زيادة الوعي فقد تم إعادة صياغة بعض القصص القديمة من وجهة نظر الشرير ليتضح انه كان مظلوما ، عليك أن تتأكد بأن الخير والشر إعتقاد فقط، لك ان تتخيل أن يضعك أحد في خانة الاشرار فقط لأنك دافعت عن نفسك. مقتنعا بوجه نظره، او ان يتم معاملك كالحيوانات من أجل جلب غناىم لبريطانيا العظمى ، او إبادة شعب عن ٱخره ويكرم فاعلوها بأنهم خير من انجبت أوروبا.
نحن نستمتع بالكذب على أنفسنا، يوجد فقط معتقد وقوة هي من تضغ الأسس لما هو جيد او سيء، نحن نؤمن بوجود خالق واعتقتادي هو رسالة نبيه لكن بدون القوة التى تعتبر مطلوبة، نجد صعوبة في توضيح مفاهيم معتقداتنا حول الخير والشر لغيرنا.
التعليقات