من مبادئ الصحة النفسية، نعلم أن الإنسان مسؤول في المقام الأول عن أفعاله وقراراته. ولكن، تزداد الأمور تعقيداً حينما ترتبط أفعالنا بالآخرين، كأن تُقصِّر في واجباتك تجاه رعيتك، فينعكس ذلك تقصيراً في حياتهم. هنا تكمن الشعرة الفاصلة بين الصحة النفسية والمرض: أنت مسؤول عن "فعلك" (وهو التقصير)، ولست مسؤولاً عن "ذات" الآخر؟! عليك أن تعترف بخطئك، وتسميه بمسمّاه، وتسعى لإصلاحه، دون أن تتقمص دور الضحية أو الجلاد، ودون أن تحمل وزر أخطاء الآخرين كأنك الفاعل لها. إن ربط قيمتك الذاتية
المصلحة في العلاقات
ورفقةُ ذوي المبادئ للإنسان أبركُ وأحصن؛ فصحبتهم تحمل في داخلها خيرًا يمتد أثره، وبركةً تخفّ على النفس معها أثقال الطريق، وصونًا لقلب المرء من الانزلاق وتقلّبات الهوى. فالمبدأ القويم حين يجاور مبدأً يشبهه، يزداد ثباتًا، ويزدهر في بيئة تحفّه فيها النيات الطيبة والأخلاق الرفيعة. ومن المهم أن يدرك الإنسان أن الصحبة لا تُختار طلبًا لرزقٍ أو جلبًا لقدَر، فهذه أمور مقدّرة قبل أن يكون سببها بشر. وإنما تُختار الصحبة لأنها الطريق، ولأن الرفيق هو من يعينك عليه، ويشدُّ من عزمك،
آسف... ولكن!
أحيانًا، نغفل عن مدى عمق أثر كلماتنا وتصرفاتنا في نفوس من حولنا. فالعلاقات لا تزدهر إلا عندما نُحسن فيها الأدب، ونراعي مشاعر الآخرين بصدق. الكلمة الطيبة، والاعتذار النابع من قلب صادق، قد يرمّمان ما أفسده خطأ. كلمة "آسف" وتعني الندم والحزن على فعل تم ارتكابه أو لم يُنجز، وهي بمثابة اعتراف بالندم، ترتبط بالفعل الصادق والجهد الحقيقي في الإصلاح. وعلى غرار هذه الكلمة، قد يعفو كثير من الناس عن أخطاء ارتُكبت في حقهم. وإنه لمن النبل في العلاقات أن يتم
بين سموّ الحوار وحقيقة الجدال
الحوار هو سعيٌ صادق لمعرفة الحق،والوصول اليه، واحترام الحقيقة، يقوم على تنزيه نفس المتحاور عن الأحقاد، وفيه تصون نفسك من لحظات الغضب والعصبية، وعن نزعة التعالي أو حبّ الظهور. غالباً يبدأ بموضوع محدد ويدور النقاش حوله دون انحراف، وتُستخدم فيه البراهين الساطعة والحجج الراسخة المستندة إلى الوحي الإلهي أو الحقائق العلمية. الحوار طريق مستقيم يحفظ الحقائق، ويُنمّي المودّة، ويُشيّد المجتمعات. فيه يُنقذ صاحب الحقّ أخاه من الخطأ، وتُصان النفس والعقل، ويُستثار العمل والبناء. أما الجدال، فمع أنه يشبه الحوار في
من خدم الناس بلاش اتهموه بالسرقة
أصحاب القلوب الطيبة، الذين يقدمون الخير بلا مقابل مادي، غايتهم أخلاقية تسمو عن كل رذيلة. ومع ذلك، قد نقابلهم بدل الشكر بالأذى والتشويه، وبدل الامتنان بالاتهام. وهذا السلوك قد يجد تفسيره في أبعاد نفسية وثقافية متعددة. من الناحية النفسية، قد تكون الغيرة دافعًا خفيًا وراء سوء التصرف، إذ يصعب على بعض النفوس أن ترى من يعلو عليها في كرم العطاء أو صفاء النية. كما أن الإسقاط النفسي يلعب دورًا مهمًا، فالبعض لا يتصور وجود خدمة نقية من المصالح، فيسقط ظنونه
المال والسعادة
المال عصب الحياة وزينتها، ويمثل للكثير القوة والمتعة والقدرة على تحقيق الأحلام. لكن، هل يمكن للمال وحده أن يضمن السعادة؟ هذا هو السؤال الذي نطرحه لكم، اذا اعتقدنا أن امتلاك الثروة هو نهاية المطاف ومفتاح كل الأبواب المغلقة. في الواقع، كلما ازداد المرء غنى، ازداد وعيًا بأن هناك أشياء لا تُشترى بالمال أبدًا. فما قيمة المال إذا كان صاحبه يملك خزائن الأرض ولكنه يفتقد نعمة الصحة؟ المال قد يشتري أغلى الأدوية ويستدعي أمهر الأطباء، لكنه عاجز عن استعادة عافية الجسد
حقيقة مره ام وهم مريح
نهاية العيش حقيقتها الموت. عندها، ستُفارق من أحببت من الأولاد والأحباب، وتترك ما جمعت من الأموال، وتُحاسب على ما قدمت من الأعمال. فكل خير قدمته او شر فعلته مرصودٌ بدقة، ستواجه حتما ما زرعت. فإذا عدتَ اليوم عند ضيقك لصاحبٍ وصديق، فغدًا في وحشة قبرك، إلى من تعود؟ لكن مع هذه الحقيقةِ الصارمة، يبرزُ صوتُ الوهمِ المريح يهمسُ في الأذن: "الحياةُ لحظاتٌ جميلةٌ وخيرها وفير. لا تُلقِ بالًا للجائعِ، فقدرهُ منفصلٌ عنكَ. ولا تُثقلْ كاهلكَ بمصيبةٍ، فالذي وقعَ فيها هو
قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ
منذ قديم الزمان، يسعى البعض إلى استغلال أخطاء الآخرين _ سواء كانت نتيجة زلل أو جهل _ ليجعلوها ذريعة لثنيهم عن مبادئهم، أو مبررًا للسيطرة عليهم، ويشوهون أجمل مافي حاضرهم، بزلة وقعت في ماضيهم. يذكّرون الآخرين بماضيهم ليُفسدوا خير حاضرهم ويعطّلوا أثره، ويجعلون هذه الأخطاء سلّمًا لهم للتكبر وإنكار الحق ورفض الحقيقة. من قصة موسى مع فرعون قال تعالى عن موسى عليه السلام في خطابه لفرعون: "فعلتُها إذًا وأنا من الضالين"، أي قتلتُ تلك النفس قبل أن يأتيني من الله
الإقناع بين القوة وسيء الطباع
في عالم اليوم، أصبح الإقناع أداة أساسية في التعاملات اليومية، سواء في التسويق أو السياسة أو التعليم أو حتى العلاقات الاجتماعية. لكن ليس كل إقناع يبني، فبعض الأساليب تعتمد على التضليل والحرب النفسية، لتحقيق مكاسب قصيرة المدى على حساب الآخر، وتترك أثرًا سلبيًا على الفرد والمجتمع. التضليل يتمثل في تشويه الحقيقة أو إخفاءها لإقناع الآخرين باتخاذ قرارات غير واعية، بينما الحرب النفسية تعني استغلال نقاط ضعف الفرد أو الجماعة لإحداث ضغط نفسي، إحباط، أو خوف ، بغرض السيطرة أو المكسب
إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً
إنَّ الجدلَ، وهو كثرةُ الخصومة والاعتراض لا بقصد فهم الحقيقة، بل هروبًا من العمل بها أو تعجيزًا للناس، وكذلك التحايلُ بإظهار شيء وإخفاء ضده، كان من الطباع السيئة التي وقع فيها بنو إسرائيل. فبدلًا من أن يكتفوا بذبح بقرة كما أُمروا، انشغلوا بالسؤال عن تفاصيلها، لا طلبًا للحق بل تكذيبًا به ومماطلةً في تنفيذه. وهذا ما نقع فيه اليوم حين يكون حكم الشرع واضحًا بيّنًا، فنترك العمل به وننشغل بجمع الاستفتاءات وآراء الناس. إنما الدِّينُ لمصلحة النفس وتهذيبها، لا لتطويعه
الجريح، المداواة والواقع
الجريح أليس له حرمة؟ لماذا اعتاد الناس إيلامه؟ لماذا يستهان بجراحه؟ تلصق به الحكايات، وتؤلف في حقه الاكاذيب، وتطور كل حقيقة عنه لتصبح أسطورة بحد ذاتها. هل رأيت فقير بعد غنى، أو فاشل بعد جهد كبير، أو مريض بعد أن كان يداوي الآخرين، كيف يعامل؟ كأني بلوحة جميلة تحمل تعليمات حكيمة، يصيبها خرق صغير بفعل الأقدار، فيأتي أحدهم ويزيدها خرقًا، ثم آخر ، حتى يتجرأ الكثير من الناس؛ بقصد القليل منهم والذي تخالف أهوائهم، وبجهل القطيع الكثير الذين يجهلون أمرهم.
أخطاء الطبيب... ألم مضاعف للمريض
الثقة في الطبيب تهون الآلام وتمنحنا الطمأنينة، ما يدفعنا لطلب المساعدة منهم ومشاركتهم أدق تفاصيل معاناتنا. نضع بين أيديهم جراحنا، ونمنحهم الثقة الكاملة في أنهم يمثلون الحل لآلامنا التي تنهكنا، والبرهان على أسرار أجسادنا التي لم نستطع فك شفرتها. هذا الشعور يدفعنا إلى طلب المساعدة منهم دون تردد، فنذهب إليهم قبل أن يأتوا، ونستشيرهم قبل أن يسألوا. نمد إليهم أيدينا ونضع ثقتنا فيهم دون شروط، وندفع إليهم أموالنا دون نقاش. لكن عندما يخطئ هذا الطبيب، يكون الألم مضاعفًا، فهو لا
لماذا اختلاف المرأة
المرأة والرجل خلقا واحدًا، ومكنونهم متشابه... لكن الكتابات عن اختلافهم كثيرة متنوعة،ومتكرره تدور حول الجنس الواحد وزوجه، كل المخلوقات من ذكر وأنثى، كل مخلوق يقوم بدوره بشكل طبيعي دون مظلومية، لم تشتكي انثى لماذا الد وهو يصطاد، ولماذا لديه شعر وليس لدي، موضوع شغلنا عن آلاف المواضيع، وامتلأت به الصفحات، نعم انه موضوع تفاعلي جدًا، معاركه الكلامية كثيرة ومتكررة ولا تنتهي، قليل منها يتطرق لمفاهيم محترمه، وكثير منها تثير البلبلة لا اكثر. السؤال هل هذه الأفكار تلقائية مفيدة، أم فوضوية
متأخر جداً
أحيانًا نصاحب أشخاصًا ونرى في وجوههم التعب والإرهاق، ونلمح في ملامحهم شيئًا من الألم، لكننا نصمت… ننشغل… ولا نقدّم كلمة دعم، أو لحظة إصغاء، أو حتى حضنًا صادقًا. نتركهم يصارعون أوجاعهم وحدهم، وكأن الأمر لا يعنينا. ثم تأتي اللحظة التي يسقطون فيها فجأة — موت مفاجئ، أو بانكسار داخلي لا يُرى — فنقف مذهولين. عندها فقط نكتشف حجم خذلاننا لهم، وندرك أننا كنا نملك ما قد يصنع فرقًا في حياتهم، لكننا لم نفعل. والمؤلم حقًا… أن هذا الإدراك لا يأتي
الإسقاط النفسي (Projection)
الإسقاط النفسي هو إحدى الحيل الدفاعية اللاشعورية، يعمل فيها العقل بطريقة مزدوجة: من جهة، يهرب من مواجهة الواقع الداخلي المؤلم أو غير المقبول، ومن جهة أخرى، يهاجم الآخر بإلصاق هذه المشاعر أو العيوب به. يقوم الشخص من خلال هذه الآلية بـنقل عيوبه، ونقائصه، ورغباته المحرّمة أو غير المقبولة إلى الآخرين، كطريقة لحماية صورته الذاتية، وتخفيف القلق أو الشعور بالذنب. مستفيدا من تجاربكم وأرائكم: 1. إلى أي مدى يُعد الإسقاط النفسي شائعًا بين الأفراد؟ هل توجد تقديرات أو إحصاءات توضح مدى
حيواني الأليف
ندرك جميعًا كيف نرعى حيوانًا أليفًا: ندلله، نمسح على جسده بلطف، نطعمه ما يحب، نختار له اسمًا لطيفاً، نعتني بنظافته، ونهيئ له مسكنًا نتفقده يوميًا. ومع أنه لا يتكلم، فإن مشاعره تخاطبنا دون كلمات، يثق بنا، ويستقبل قدومنا بفرح صادق. وبأسلوب بسيط صنعنا الحب والوفاء، ومع ذلك نجد أننا نتعثر في علاقاتنا مع البشر، ويثقل علينا فعل مثل هذا الأسلوب البسيط. فلماذا، برأيكم، لا نستفيد من مثل هذه التجارب في حياتنا مع الآخرين؟
الكتابه؟ بين صدق الكلمة وأثر القراءة
بحسب موقع Love Book Review (2024)، بلغ عدد الكتب المنشورة بعناوين فريدة أكثر من 170 مليون كتاب، بمعدل إصدار سنوي يُقدّر بـ 2.2 مليون كتاب جديد. هذا الرقم الهائل يعكس حجم الإنتاج المعرفي والاهتمام المتزايد بالكتابة، لكنه يطرح تساؤلات مشروعة:هل ما نكتبه اليوم يُعد جديدًا؟ ولماذا نكتب أصلًا؟ وأيهما أولى: القراءة أم الكتابة؟ وما العلاقة بينهما؟ هل يجب أن نكتب شيئًا جديدًا تمامًا؟ في ظل هذا الزخم المعرفي، من الطبيعي أن تتكرر المواضيع وتتقاطع الأفكار. لكن ما يجعل الكتابة مميزة
اللوم مشاركة أم هروب
لماذا يهرب كثيرون من المسؤولية ويلقون اللوم على المصاب؟ كم مرة شاهدت أو سمعت عن شخص يعاني ويتلقى اللوم بدل الدعم؟ كثير من الناس يختارون الابتعاد عن الألم الذي لا يريدون تحمله، فيلجأون إلى إلقاء اللوم على الضحية، يختلقون القصص، وينسجون الحكايات حول مصيبتها. هل تعتقد أن هذا هروب؟ أم هو غريزة بشرية؟ وكيف يمكن أن نتجاوز هذه الظاهرة لنصبح أكثر تعاطفًا ودعمًا لبعضنا؟
الشهرة... بين الإغراء والواقع
جُبلت النفس البشرية على حب المال والافتتان بأسبابه، ويندرج تحت هذا الانجذاب الشهرة والظهور. تسعى النفس جاهدة للشهرة طمعاً في الحظوة، والفخر، والعلو بين الناس، وتسريع تحقيق المصالح المادية. هذا السعي يتغذى ويُضخّم بفعل الاستهلاك الإعلامي والتجاري الذي يصور المشاهير دائماً على هيئة أسعد الناس وألطفهم وأكثرهم نجاحاً، حتى وإن كان بعضهم بلا أسرة أو مال حقيقي. هذا الوهم السطحي يخفي وراءه حقائق مُرّة في واقع العيش. خلافاً لما يبدو في الظاهر، تحمل الشهرة، وخاصة المفاجئة منها، أضراراً وتحديات نفسية
عِبَرُ الأمس.. مرآة اليوم
الماضي بعيون مئة عام أو أكثر، نجده حاملاً بين طياته حكايات رجال اشتدوا كالجبال، ونساء نابضات بالحياة، وأطفال براء كاللؤلؤ. عاشوا وتنافسوا كما نفعل، منهم من صبر على قسوة الأيام، ومنهم من قسا وتجبر. لهم أحلاماً ، أجبرتهم الحياة على التخلي عن كثير منها، وحقق بعضهم أكثر مما أراد، لتنتج له الحياة احلام اخرى سيغادرها مرغما. فأين هم الآن؟ وهل يعي إنسان اليوم ، العبرة من رحلتهم؟ تباين الأمس بعبرته واليوم بحقيقته! فنرى في الأمس قلوباً حنت، وبالحب سامحت، وأخرى
الرفق.. هو الترياق
إيقاظ الضمير يحمل في طياته ألمًا، لأنه يتطلب من الإنسان أن يواجه أخطاءه ونقاط ضعفه. ولكن هذا الألم يمكن أن يتحول إلى شفاء، إذا ما تم التعامل معه برفق ورحمة. فالقسوة لا تولد إلا الكراهية والنفور، بينما يفتح الرفق أبواب القلوب المغلقة. إذا أردت أن تصل إلى قلب أحدهم، لا تكن سياطًا، بل كن بلسمًا. فالقلوب التي أحياها الرفق لا تعود إلى سباتها أبدًا.
وداع النبلاء
عندما تساعد أحدهم وتتعثر، أو تُخطِئ الطريق، أو لا تُوفَّق في الأسلوب، وأنت تنسحب، أصلِح إن أحدثتَ فوضى، وأفصِح إن تركتَ غموضًا، وبَيِّن حديثك إن صنعت لديه أسئلة. غادِر بلطف، ولا تترك وراءك عقبات تثقل طريقه لتثبت له أن الخطأ خطؤه أو أنه فاسد فاشل. إذا اضطررت إلى المغادرة، فغادر بروح النبلاء، وضع بين يديه دواء الأطباء، وودِّعه بنصائح الحكماء، واترك له من العُذر والمكانة ما يحفظ وُدَّك. لا تُكثر الكلام عن فعلك ما لم تضطر، واجعل الحكمة أبلغ من
ناشدتك الله ثم الرحم الا تخبر أحداً بفعلتك هذه
يحكى أن فارسًا عربيًا صادف في طريقة رجلًا تائهًا في صحراء شديدة الحر يعاني العطش والتعب، فنزل عن خيله ليساعده ثم سقاه الماء. كان يظهر على الرجل التعب الشديد فعرض عليه الفارس أن يركب خيله بينما الفارس يواصل مسيرة على قدميه ، وما ان امتطى الرجل الفرس حتى هرب بها بسرعة. ناداه الفارس: "ناشدتك الله ثم الرحم أن تتوقف والخيل لك!" توقف اللص عن بعد وبحذر شديد، خاطبه الفارس وهو يستحلفه : "ناشدتك الله ثم الرحم الا تخبر أحداً بفعلتك
الورد الطبيعي...
في حدائق الطبيعة، تتنوع الألوان... كلها جميلة، لكنّ الورد — أيًّا كان لونه — يبقى الأجمل. فهل الجمال هنا في اللون؟ تفقد الألوان كثير من جمالها عندما لا تكون بصحبة وردة طبيعية! فهل الجمال في شكل الورد؟ ربما... لكننا نحبّه أكثر من أشكالٍ كثيرة تبدو "أجمل". فأين يسكن الجمال إذًا؟ ربما لطبيعته؟ نعم، نعم نعشق الطبيعة، ولكن ليس كل ما في الطبيعة يتحلى بسحر وجمال الورد في نفوسنا... الورد الطبيعي يذبل، يحتاج إلى عناية، نسقيه طويلًا، ثم إذا فقد اهتمامنا
لماذا أنا؟ الأقدار والرضا
يمرّ الإنسان في حياته بظروفٍ وتحدياتٍ شتّى، بعضها واضح الأسباب، وبعضها غامضٌ لا يُدرَك إلا بمرور الزمن. وفي خضمّ تلك الابتلاءات، يتسلّل إلى ذهنه سؤالٌ مؤلم: "لماذا أنا؟" هذا السؤال — على بساطته — يكشف عن جهلٍ بحكمة الله في الخلق، وغفلةٍ عن طبيعة الامتحان الذي وُجد الإنسان لأجله. إن حقيقة الدنيا أنها دار فناء، وأنها مؤقتة وزائلة، وهي مرحلة اختبار وابتلاء للإنسان ، وليست دار جزاء مستقر. فكثيرًا ما يظنّ المرء أنّ ما أصابه فريدٌ في نوعه، مع أنّ