المال عصب الحياة وزينتها، ويمثل للكثير القوة والمتعة والقدرة على تحقيق الأحلام.
لكن، هل يمكن للمال وحده أن يضمن السعادة؟
هذا هو السؤال الذي نطرحه لكم، اذا اعتقدنا أن امتلاك الثروة هو نهاية المطاف ومفتاح كل الأبواب المغلقة.
في الواقع، كلما ازداد المرء غنى، ازداد وعيًا بأن هناك أشياء لا تُشترى بالمال أبدًا. فما قيمة المال إذا كان صاحبه يملك خزائن الأرض ولكنه يفتقد نعمة الصحة؟ المال قد يشتري أغلى الأدوية ويستدعي أمهر الأطباء، لكنه عاجز عن استعادة عافية الجسد وراحة البال.
وماذا عن السمعة؟ المال قد يمنحك مكانة اجتماعية مرموقة، لكنه لا يمكنه أن يمحو خطيئة أو يعيد ثقة ضائعة. عندما يملك المرء المال وتضيع سمعته، كأنه قصر فخم من الخارج، لكنه فارغ من الداخل، وأساسه هش ومهزوز.
وكذلك الحال عندما يملك الإنسان المال ولكنه يجهل لماذا يعيش؛ يصبح كقارب تائه في بحر من النعم، دون بوصلة أو وجهة، لا يعرف من أين أتى ولا إلى أين يذهب.
إن المال عاجز أيضًا عن شراء الزمن.
فماذا ينفعك المال عندما يهرم جسدك وتتآكل قواك، أو عندما يغيب بصرك وتفقد القدرة على رؤية جمال العالم الذي تملكه؟ إنه لا يستطيع أن يعيد لحظة شباب واحدة أو يمنحك القدرة على الاستمتاع بما لديك.
وحتى عندما تجد الحب، المال لا يضمن لك العثور على شريك حياة مناسب، لأن القلوب لا تُشترى بالمال، والمشاعر لا تُقاس بالأرصدة.
وفي نهاية المطاف، المال لا يشتري الأمن، قد يجعلك المال تعيش في قصر من العزلة والخوف، حيث تكون محاطًا بالأسوار والأبواب المغلقة، تفتقر للثقة، وتخشى الخيانة.
لذا، فإن هذه المواقف جميعها تؤكد أن المال أداة مهمة، لكنه ليس غاية بحد ذاته.
برئيك اين تكمن السعادة الحقيقية؟
التعليقات